ما يقرب من 100 إرهابي سقطوا في قبضة الأمن المصري، ما بين قتيل ومتهم من عناصر الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش» ممن أطلقوا على أنفسهم «تنظيم ولاية الصعيد» والذين يعتمدون في المقام الأول على الفكر التكفيري للخروج عن الحاكم واستهداف رجال الجيش والشرطة وقتالهم.
في صباح يوم الجمعة الموافق، 26 مايو، قام مجهولون يستقلون 3 سيارات دفع رباعي بإطلاق النيران بشكل عشوائي تجاه أتوبيس يقل عدد من المواطنين الأقباط، أثناء سيرة بالطريق الصحراوي الغربي دائرة مركز شرطة العدوة، وتبين وقوع الحادث أثناء سير الأتوبيس بأحد الطرق الفرعية الصحراوية، متوجهًا إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة، وهو ما أسفر عن وفاة 29 مواطنًا وإصابة آخرين، وقتها أعلن تنظيم داعش الإرهابي، في بيان له، مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم على حافلة الأقباط بالمنيا والتي راح ضحيتها 29 برئ.
ثم فوجئنا في يوم الجمعة أيضا الموافق، 14 يوليو، وتحديدًا بمنطقة البدرشين " أول طريق الصعيد" بقيام 3 أشخاص مجهولين يستقلون دراجة نارية بإطلاق أعيرة من سلاح آلي كان بحوزتهم تجاه سيارة شرطة من الخدمات الأمنية المعينة لمتابعة الحالة بالبدرشين، مما أدى لمصرع القوة بالكامل، وهم أمين وفرد شرطة، و3 مجندين من قوة الكمين ثم اختفاء هذه العناصر في الدروب الصحراوية.
ومن خلال المتابعة الدقيقة للحادثين يتبين أن هناك رابط هام بينهما وهو طريق وخط الصعيد الذي بدأ يشهد العديد من العمليات الإرهابية واهو الأمر الذي يؤكد لنا أن هناك تغييرا استراتيجيا في خطط الدواعش واتجاههم نحو جنوب مصر ومحافظات الصعيد.
وزارة الداخلية أكدت أن تنظيم «داعش» يسعى لإنشاء ولاية فى الصعيد على غرار «ولاية سيناء»، على أن تتلقى أوامرها من القيادة الموجودة في سوريا، ويكون من بين مسؤولياتها توفير خط جديد لنقل السلاح من مراكز التنظيم في ليبيا إلى سيناء والقاهرة، وهو الأمر الذي يفسر لنا سبب المداهمات القوية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية المختلفة، جنوب مصر، حيث تبين من تحريات الأجهزة الأمنية بالوزارة أن التنظيمات الإرهابية قسمت مدن الصعيد إلى أربعة تمركزات رئيسية، وتم إنشاء خلية تدار بشكل لا مركزي، حيث تتولى تدبير الدعم المالي من تلقاء نفسها، وتحديد عملياتها بشكل مستقل، في ضوء السياسة العامة التي رسمها قيادات التنظيم لعناصره بمصر.
أكد اللواء محمد نور مساعد الوزير الأسبق لأمن وسط الصعيد، أن القبضة الأمنية المصرية في سيناء نجحت في تضييق الخناق على هذه التنظيمات الإرهابية، لذا بدأ التنظيم في تغيير إستراتجيته، لذا اتجه لصعيد مصر لإنشاء ما يسمى، بولاية «داعش الصعيد»، لتكون بعيدة عن الأعين الأمنية بهدف محاولة إقامة معسكرات للتدريب وتجنيد عناصر جديدة للتنظيم، مشيرا إلى أن أعضاء التنظيم، شرعوا في اتخاذ أسماء وهمية أو حركية،والتواصل فيما بينهم بواسطة برامج اتصال مؤمنة مثل تطبيق تيليجرام، بهدف تضليل رجال الشرطة، مشيرا إلى أن اختيار الصعيد كمان بديل لسيناء ظنا من العناصر الإرهابية أن الدروب الصحراوية الموجود بجنوب مصر تسهل من مأمورية "الدواعش".
أما اللواء محسن حفظي، فأكد أن هذه العناصر تلقت تدريبا قويا وممنهجًا دفعهم للتخطيط لارتكاب عملياتهم بهذه الدقة، فضلا عن تكليفهم باتخاذ تدابير أمنية للحيلولة دون ضبطهم، مشيرًا إلى أن تمويل الجماعة كان يتم من خلال الأموال والأسلحة النارية والذخائر التي كان المتهمون يقومون بتوفيرها، لافتًا أن القبضة الأمنية القوية والضربات الاستباقية التي تقوم بها أجهزة وزارة الداخلية دفعت قيادات التنظيم للاتجاه إلى الصعيد ظنا منهم أنهم سيظلون في بعيدًا عن عيون الأمن، كما أن الصعيد يوفر لهم ظهيرا صحراويا يمكنهم من الهروب والاختباء بسهولة لذا غيروا محل نشاطهم.