أحد الفروع الهامة الواقعة على نهر النيل، حباها الله مكانة عند ملوك مصر نظرًا لطبيعتها المليئة بالخيرات حتى أصبحت رمزًا للرخاء وركيزة اقتصادية لفتت انتباه قادة مصر وأعدائها على حد سواء.
تعد تلك القرية البسيطة أحد شرايين الحياة المصرية فبدونها لم تكن الزراعة بدمياط لعهود طويلة، كانت إحدى القرى التابعة لمحافظة دمياط وكانت يطلق عليها اسم "منية دمياط" نظرًا لكونها أحد الموانئ الهامة أنذاك، حتى ارتبط بها الخليفة السنان ليتغير اسمها إلى قرية "السنانية" لتبدأ الرحلة الخاصة لتلك القرية وأهلها فكانت أحد القلاع الإقتصادية المصرية، حتى أصبحت محط أنظار الأعداء فتوالت الغارات بقصد السيطرة عليها بشكل خاص وعلى محافظة دمياط بصفة عامة.
"السنانية فى عصر الدولة العثمانية"
كان هذا العصر الذهبى لتلك القرية وأهلها، فكان الاهتمام شديدًا من قبل السلاطين والملوك بها، وخاصة فى عهد الخليفة سنان الدولة، فكان دائما ما يزور تلك القرية، بل ويقوم بالإشراف على توريد الحاصلات الزراعية كل عام.
حتى جاءت الحملة الفرنسية لتستهدف قلعة مصر الاقتصادية لتبدأ أيضًا رحلة أخرى فى صد هجمات العدو، كانت المقاومة الشعبية تسعى إلى عدم سيطرة العدوان على تلك القرية، وبعد صولات وجولات يتمكن الأهالى من أسر لويس التاسع قائد الحملة الفرنسية بدار الأرقم.
قرية "السنانية" تاريخ مصلوب على يد الإهمال
لم يتوقع أحدًا أن تلك القرية التى كانت محط أنظار الجميع يوما ما، أن تصل إلى هذا الوضع، فالعشوائية عنوان للحياه داخل جنبات تلك القرية الأن، بل وبالرغم من موقعها على فرع نهر النيل، إلا أن هناك أماكن محرومة من المياه.
شكاوى عديدة لأهالى القرية ولكن دون جدوى فيرى البعض أن الامتداد العشوائى فى المبانى سر الأزمة، بينما رأى البعض أن إهمال المسئولين وراء ما آلت إليه الأمور، ولكن الكل أجمع على أن الخدمات المحلية بتلك القرية رديئة للغاية فإذا نظرنا إلى حالات التعدى على الأراضى الزراعية، او حالة الصرف الصحى أو منظومة النظافة لن نصدق بأن تلك القرية واحدة مما أطلق عليها وقت ما اسم "خليلة الخليفة".
هكذا سقطت قرية "السنانية" سهوًا من حسابات المسئولين، ليتساءل الجميع إلى متى يظل التاريخ مصلوبًا على يد "الإهمال" ؟!!!!