إن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين علي مدار الأعوام الماضية خلف مظاهر كثيرة للانحدار والتأخر وبشكل خاص تخلف المباني الفلسطينية وتدهورها وعدم الاهتمام بإعادة ترميمها وتأهيل المساكن والمحال التجارية لتصبح صالحة للسكن، كما سعت سلطات الاحتلال جاهدة إلى نهب خيرات الشعب الفلسطيني وطمس وتدمير أي مصادر موروثة تثبت ملكيتها لفلسطين وكل ما يشير إلى حقه في أرضه ومقدساته؛ في محاولة منها لتزوير الحقائق التاريخية.
ونتيجة لهذه السياسة سقطت العمارة الفلسطينية، كأحد مكونات الثقافة الفلسطينية، في مرمى استهداف سلطات الاحتلال؛ فعملت على مصادرة الكثير من المباني التاريخية الفلسطينية، سواء كانت سكنية أو دينية أو معالم أثرية، بإصدار سلسلة من الأوامر العسكرية المدعومة بقوة الجيش والشرطة الإسرائيلية وإلصاق روايات توراتية مختلقة بهذه المباني؛ لاتخاذها ذريعة تؤدي إلى سيطرتها عليها واللجوء إلى سياسة السرقة والتزوير.
ففي عام 2010 أقرت الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة المواقع الأثرية الإسرائيلية، وخصصت لها أكثر من مئة مليون دولار؛ بهدف صيانتها وترميمها، ووضعت خطة تنص على صيانة 150 موقعًا أثريًا لربطها بمسار تاريخي توراتى.
هذا إلي جانب مباني إسرائيل التي بنيت علي أعلى مستوي واستخدموا فيها أحدث تقنيات ووسائل البناء الحديثة حيث انتشرت مباني الأبراج في معظم المدن المركزية في إسرائيل، وتحولت لتصبح مظهرا مألوفا في حياة المدنية وإشارة ظاهرية إلي الازدحام الذي تعاني منه هذه المدن، حيث تم بناء عدد من مباني الأبراج في المدن الإسرائيلية خلال التسعينيات، ولكنها كانت ذات ارتفاعات قليلة مقارنة مع ما تم بناؤه بعد تسعينيات القرن الماضي.
ويُصنف برج أشكول في جامعة حيفا وبرج "غان هعير" ضمن الأبراج المتوسطة في علوها، فمن بين 30 برجا عاليا في إسرائيل
توجد خمسة أبراج بُنيت قبل 1995، ومن بين العشرة الأكثر علوا، سبعة بُنيت ابتداءً من سنة 2000.
وتم حصر عدد الأبراج في إسرائيل(2008) ووجد أكثر من 150 برجا ذات 20 طابقا وأكثر، و35 برجا فيها أكثر من 25 طابقا وثمانية فيها أكثر من 33 طابقا.
كل هذا جعل فلسطين لا تواجه انحطاط في مبانيها فقط بل تفقد معالم تاريخية من معالمها، كما أن صمت العرب قد ساهم في هذه المعاناة التي يعيشها أهل فلسطين.
وإليكم بعض الصور التي تظهر الاختلاف بين مباني فلسطين وسرائيل