الشعوب تعلن نفسها في الأوقات المناسبة، ليكون خروجها حاسمًا ولكنها قبل أن تنتفض ترسل أولاً بعض الإنذرات ليقرأها كل من يجيد فهم لغة الشعوب، ولكن تميم يصر على عدم الفهم ويصم أذنيه، حيث تسود حالة من الغضب والغليان الذي مازال راكدًا تحت السطح، في الأوساط الشعبية القطرية، جراء السياسة التي يتبعها تميم داخليًا وخارجيًا.
تميم بدأ جديًا يشعر بالخوف وقلقه يتزايد بشكل حاد يومًا تلو الأخر، حيث أكدت مصادر متعددة ومطلعة بقطر، أن تميم دفع بقوات أمنية تركية إلى الشوارع، بحجة تأمين المظاهرات المؤيدة له، وهي في حقيقة الأمر مظاهرات مدفوعة الثمن، لأن المتظاهرين من جنسيات غير قطرية، ولكنها محاولة لإظهار أن الشعب يؤيد أميره، ودائمًا في مثل هذه المواقف تكون الحقائق عكس ما ماهو معلن.
وأمام موجة غضب مكتومة، ومخاوفه من اندلاع ثورة شعبية ضد نظام حكمه، استعان النظام القطرى بهنود وباكستانيين من أجل القيام بتجمعات موالية للأمير تميم تهتف باسمه، وتوقع على لوحاته المنتشرة فى شوارع الدوحة، فى خطوة تظهر مدى خوف السلطات القطرية من ثورة الشعب القطرى والمعارضة التى قد تفجر انتفاضة شعبية عارمة فى أى لحظة مع تصاعد حالة الاستياء.
أما المعارضة القطرية فعلقت على الأمر، قائلة: "إنه فى غياب واضح للمواطنين القطريين عند لوحات تميم المجد فى شوارع الدوحة، استعانت الحكومة بالباكستانيين والهنود للتوقيع على وجه تميم".
ويرى مراقبون أن إقامة تجمعات مؤيدة للنظام فى قطر، ليست جديدة فالنظام يسير على خطى العناصر الإرهابية التى يؤويها ويمنحها ملاذا آمنا، مشددين على أن العناصر الإجرامية التى تعيش داخل قطر، هى التى ترسم للنظام سياساته التى يسير عليها منذ أن بدأت الأزمة الخليجية 5 يونيو الماضى.
وقالت مصادر من المعارضة القطرية، تعيش داخل الدوحة، أن تجمعات بأمر والد تميم الشيخة "موزة"، تشهدها أنحاء متفرقة من شوارع الدوحة، لا سيما عند اللوحات المنتشرة فى أنحاء قطر وتحمل صورة تميم، وأن أغلب من يهتفون فيها ليسوا قطريين بل أجانب من الباكستانيين والهنود، وتحمى القوات التركية المنتشرة فى أنحاء البلاد تلك التجمعات.
وأكدت المصادر أن لافتات "تميم المجد" ملأت شوارع الدوحة، مشيرة إلى أن موزة والدة تميم التى تحكم من خلف الستار، هى التى طلبت تعليق هذه اللافتات، خوفا من خروج المعارضة فى تظاهرات ضد ابنها.
وأضافت المعارضة أن التجمعات خرجت لتأييد تميم، أمام تظاهرات مضادة قد تخرج إلى الشوارع فى أى لحظة، بعد أن بات النظام يدرك خطورة سياساته الشيطانية والاستقواء بعناصر الحرس الثورى الإيرانى والجنود الأتراك، ويخشى سيطرة تلك القوات الأجنبية على الإمارة وعزله عن الحكم.
اللافت فى هذا الأمر أن خروج مظاهرات مؤيدة للنظام جاء بالتزامن مع إجبار نظام تميم بن حمد و"تنظيم الحمدين" الذى يسيطر على الدوحة، مواطنيه على رفع أعلام تركيا وتعليق صور الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على منازلهم، فى إجراء لم تشهد له شوارع قطر مثيلا من قبل، منذ أن استنجدت الأسرة الحاكمة فى أوائل يوليو الماضى بالقوات الأجنبية لحمايتها من الاستياء المتصاعد ضدها بين المواطنين من جراء سياساتها العبثية فى المنطقة، كما تم تعليق العلمين القطرى والتركى على المنشآت الحيوية وسط الدوحة، واستياء المواطنين القطريين.
وطالبت الدوحة، أنقرة بالمزيد من القوات التركية خلال زيارة وزير الدفاع القطرى خالد بن محمد العطية إلى أنقرة، مطلع يوليو الجارى للقاء الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، وذلك بعد تصاعد حالة القلق فى الدوحة.
وضاعف النظام من انتشار الجنود الأتراك وعناصر الحرس الثورى الذين قدرتهم تقارير إعلامية خليجية بما يقرب من 10 آلاف جندى وضابط إيرانى، وسط توقعات شبه مؤكدة باستيلاء إيران على مفاصل الإمارة ومنشآتها الحيوية وفرض أمر واقع على الحكومة القطرية.