تستهلك مصر حوالى 10 آلاف طن مبيدات، وحوالى 17% من هذه المبيدات مغشوش "مضروب" ويستخدم الكثير من المزارعين هذه المبيدات المغشوشة دون معرفتهم بأضرارها على المزروعات والمياة والبيئة والإنسان، وكشف أخر تقرير أصدرته لجنة مبيدات الآفات الزراعية ومكافحة الآفات الزراعية، بشأن مخالفات ومضبوطات المبيدات المهربة والمغشوشة.
ومن 20 مايو الماضي إلى 20 يونيو، بلغت عدد العبوات المضبوطة (مختلفة الأحجام) 1239 عبوة مجهولة المصدر ومغشوشة "مضروبة" ومقلدة ومخالف للإجراءات القانونية، وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال ذلك، من خلال المرور على 1774 محل منها عدد المحلات المرخصة 1549، والمحلات غير المرخصة بلغت 181، بعدد محاضر 38 محضر.
وتشكل هذه المبيدات أضرار على المياة والأبار، حيث أنها تصل للمياة عن طريق مكافحة ورش الحشرات المائية الضارة التي تعيش بالماء، أو عن طريق ذوبان متبقيات المبيدات المتواجدة في التربة الزراعية بواسطة مياه الأمطار والري، وأغلب هذه المبيدات لا تتحلل بسهولة وتبقى لفترة زمنية طويلة في الماء فتقضي على العديد من الكائنات الحية المفيدة وتتراكم في أجسام الأسماك والحيوانات النهرية والبحرية، وخاصة في موادها الدهنية ويزداد على مر السنين تركيز هذه المواد في أجسامها ومن ثم تصل إلى الإنسان عن طريق استهلاكه لها ملحقة به العديد من الأضرار الصحية.
وتصل المبيدات للإنسان إما عن طريق الإستنشاق، والذى يؤدى إلى الإصابة بالتهابات حادة، والغازات التي لا تذوب في الماء تسبب التهابات في الرئة ثم إرتشاح ثم التليف في المرحلة النهائية، أما الغازات التي تذوب في الدهون فإنها تمر من خلال الرئة وتصل إلى الأعضاء التي توجد بها من خلال مجرى الدم مسببة العديد من الأمراض الحادة للكلية والكبد، وأن ما يصل عن طريق بلع أبخرة وغازات المبيد إلى الجهاز الهضمي في البلغم فإنه يسبب مرض الدرن، أو عم طريق الجلد واللمس ومن ثم تصل إلى الدم وإلى كافة أعضاء الجسم وتستقر فيها وتسبب له العديد من الأمراض الخطيرة ومنها ( أمراض الكبد والفشل الكلوي والسرطانات)، والأثر المتبقي لتلك المبيدات يؤدى إلى ضعف الحالة الجنسية، ويسبب في النهاية العقم، وبالنسبة إلى المرأة الحامل فإن هذه السموم يتم نقلها من الدم إلى مشيمة الأم ومن ثم إلى جنينها وتسبب تشوهات خطيرة للجنين.
وتشير الإحصائيات على مستوى العالم أنه في عام 1992م تسببت المبيدات في حالات التسمم لما يقرب من 25 مليون شخص في الدول النامية، يموت منهم ما يقرب 20 ألف شخص سنويا فضلًا عن ما تسببه من أضرار على التربة والمزروعات، حيث أن الإستخدام المتكرر لهذه المبيدات يؤدى إلى تدمير خصوبتها وتلوثها وتسممها الحاد بالمبيدات، وعلى قتل العديد من الكائنات الحية النافعة بها وتدمير التنوع الحيوي الذي يشمل كافة أشكال الكائنات الحية، وإن أغلب المبيدات وخاصة مجموعة الكربيات تتحول في التربة إلى مركبات (النيتروزأمين) التي تعد من المواد المسرطنة والتي تمتص من قبل النباتات وعند تغذية الحيوان أو الإنسان على تلك النباتات فإن النتيجة هي انتقالها لهما.
وقال الدكتور نادر نور الدين الخبير الزراعى وخبير شئون الموارد المائية أنه لا يعلم مصدر هذه المبيدات ولا طيفية دخولها للبلاد أو نوزيعها على التجار والمزارعين بهذه الطريقة العلنية، ومن الممكن أن يستخدمها الكثيرون دون معرفة أنها عبارة عن سموم متنقلة، وذلك لرخص سعرها عن أسعار المبيدات الأخرى، مشيرًا إلى أن هناك تقصير واضح من الوزارة والجهات المعنية بالأمر.