كشفت مجلة"بيزنس انسايدر" تقريرًا مصورًا يروي قصة إنشاء شركة النفط السعودية أرامكو مجمعًا سكنيًا على الطريقة الأمريكية في المملكة.
كميات كبيرة من نفط العالم تأتي من السعودية، وتشكل عوائده الآن 92% من ميزانية المملكة.
وقالت المجلة في الثلاثينيات من القرن الماضي عندما بدأت شركة "ستاندرد أويل أوف كاليفورينا" (سوكال) البحث عن النفط في المملكة بالتعاون مع الحكومة السعودية، وافقت الشركة على توظيف المواطنين السعوديين بقدر الإمكان بحسب نص العقد.
كما بدأ الجيولوجيون الأمريكيون العمل أيضًا في الشركة، لكنهم وجدوا أن حياتهم الجديدة في المملكة غريبة بالنسبة لحياتهم الأصلية في نواح عديدة.واستجابة لهم قامت الشركة التي تغير اسمها إلى شركة النفط السعودية أو شركة أرامكو السعودية ببناء "كومباوند" يحاكي شكل وأسلوب ضاحية أمريكية شرقي المملكة.وبذلك صار من الممكن للأمريكيين الذين يعملون في أرامكو تنشئة أسرهم في بيئة أكثر ألفة بالنسبة لهم. المصورة عائشة مالك التي ولدت، ونشأت في هذا المجمع في تسعينيات القرن الماضي ألّفت كتابا جديدا بعنوان "أرامكو: فوق حقول النفط" يستكشف خبراتها هناك.
هذا المجمع المسور يحمل اسم الظهران ومساحته 22.5 ميل مربع بني خصيصا للعاملين في أرامكو وأسرهم . وغالبا يطلق المقيمون فيه على أنفسهم "أرامكونز".في مقابلة تضمنها الكتاب تعكس عائشة التي انتقلت للعيش في أمريكا التجربة الإيجابية لنشأتها داخل الظهران.تقول عائشة:" الأمريكيون لم يأتوا هنا للاستعمار ولكن قدموا للعمل وفقًا لشروط المملكة وأقاموا لأنّ الشركة أقامت لهم منازل مريحة، وهم أيضًا طوروا هذا الدفء والحب تجاه وسائل الراحة في المملكة".
وتضيف: "ليس فقط الطراز الأمريكي هو ما يجعل هذا المكان لا ينسى ولكن الطابع السعودي أيضًا، هذا المكان ملتقى للألفة وشيء آخر لا تستطيع أن تصفه تحديدًا".ولا حظت عائشة أيضًا أن الحياة كانت مختلفة بالنسبة للنساء داخل المجمع، عندما قارنته بأوضاع النساء خارجه، قالت أن هذا المكان نستطيع أن نرتدي ما نريد في العلن ونقود السيارة، إنه عالم مختلف فعلاً".وعلى الرغم من أنَّ والد عائشة تقاعد من الشركة إلا أنها التقطت صورًا لمن يعملون حاليا هناك.
وتوضح: "وسن التقاعد من الشركة عند 60 عامًا، وهناك بعض الاستثناءات ولكن للأغلبية سن التقاعد هو الـ 60. غالبية المتقاعدين يغادرون المملكة بتأشيرة خروج ومن النادر لو عاد أحدهم".وتقول عائشة التي تشعر بالحنين لمجمع الظهران:" أستطيع أن أنظر لشيء في الولايات الأمريكية وأقول إنه يذكرني بالمنزل في السعودية. الناس ينظرون إلى في حيرة".
وبدأت قصة اكتشاف البترول في المملكة حين وقّع الملك عبدالعزيز آل سعود في 29 مايو من عام 1933 اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة وشركة سوكال، وتمت عملية المسح بإعداد خارطة هيكلية لقبة الدمام، موقع اكتشاف أول حقل نفطي في المملكة.واعتمد الجيولوجيون الأمريكيون الأوائل على البدو لإرشادهم من مكان إلى آخر، في العام 1935 تم حفر أول بئر اختبارية في الظهران في قبة الدمام التي لم تأت نتائجها محققة للتطلعات، ولكن لأن الدلائل كانت تشير إلى وجود الزيت والغاز، ولذلك استمرت الشركة في الحفر، وفي 4 مارس من عام 1938 بدأت بئر الدمام رقم 7 إنتاج 1.585 برميل في اليوم على عمق 1.5 كيلومتر تقريبا .وفي خطوة تهدف إلى إبراز دور المملكة بين الدول المنتجة للنفط، تم تغيير اسم كاسوك في 1944 إلى شركة الزيت العربية الأمريكية، والتي أصبحت تعرف اختصارا باسم شركة أرامكو السعودية.وبعد مضي أكثر من 80 عاما أصبحت أرامكو السعودية تتبوأ مركز الصدارة في الصناعات البترولية حيث تجاوز إنتاج الزيت عشرة ملايين برميل يوميا وتدير الشركة احتياطيات تقليدية من الزيت الخام يبلغ 260.2 بليون برميل ومن احتياطيات الغاز 284.8 تريليون قدم مكعبة قياسية، واكتشفت 116 حقل زيت وغاز على مدى تاريخ الشركة كان آخرها حقل الزيت اسادف وحقلا الغاز أم رميل و الشعور، وكان آخر مشاريع الشركة هو مشروع مصفاة جازان.