ربما لم تتمكن من الهروب
من جحيم زوجها، إلا بخلعة، قالت أمام المحكمة، أنها تعرضت للخداع من زوجها بعدما
أوهمها بثرائه، فوافقت عليه أملاً في التخلص من أيام الفقر والحرمان التي عاشتها
في الصغر، ولكنها اكتشفت أنها زوجة عاطل وعندما قرر البحث عن وظيفة شرع في الاتجار
في المخدرات، وحاول أقناعها بمساعدته في تجارته حتى يبنى مستقبلة، ولكنها خشيت على
نفسها من النهاية الحتمية البشعة، لذا لم يكن أمامها مفرًا من خلعة قبل أن تسقط في
مستنقع الفضيحة والرذيلة.
وقفت أمام المحكمة ألقت باللوم
على زوجها الذي دفعها للتدخين وشرب الحشيش، بل هانت عليه زوجته، وكادت أن تنزلق
قدميها لأول طريق الانحراف والإجرام من أوسع الأبواب.
نشأت في كنف أسرة فقيرة تكاد تجد قوت يومها، كانت
الشقيقة الكبرى للأسرة الصغيرة المكونة من الأب والأم وطفلتين، كانت تتمتع بقدر لا
بأس به من الجمال لذا طموحاتها كانت تتلخص في فارس الأحلام الذي يستطيع انتشالها
من هذا الواقع المرير والتحليق بها عاليًا، حصلت على المؤهل فوق المتوسط وعملت
كموظفة في إحدى المصانع، ومنذ أن وطأت قدميها أرض المصنع والكل يحاول التقرب منها
ليفوز بقلبها ولكنها لم تجد في أي منهم فتى الأحلام الذي طالما حلمت به، كانت
أهدافها واضحة، لذا رفضت العريس تلو الأخر.جاءتها الفرصة التي طالما انتظرتها
وحلمت بها، عندما شاهدها أحد الشباب في إحدى الأفراح اقترب
منها، عرض عليها في نهاية الفرح توصيلها لمحل إقامتها ووافقت على الفور، وخلال
الطريق بدأ سهم الحب يضرب قلبها بقوة، كانت تشعر وهي داخل السيارة أنها ملكة
متوجه.وصلت لمنزلها وشكرت الشاب الشهم وتبادلا أرقام الهواتف، اللقاءات
تعددت بينهما إلى أن طلب منها الزواج كانت فرحتها كبيرة لم تمنح نفسها الفرصة
لمعرفته أكثر عن قرب، كل ما كان يشغلها السيارة الفخمة والمنزل الكبير وحياة
الرفاهية التي رسمها لها هذا الشاب الوسيم، الثري الذي يمتلك سيارة أحدث موديل، تقدم
لخطبتها ووافقت الأسرة على الفور على الزواج وحددت له وقت لزيارة منزل أسرتها.
العريس الكذاب
لم
يطمئن قلب والد الفتاة لهذا العريس الذي تعلقت قلب كريمته به في غضون أيام قليلة،
شرع في السؤال عنه جيدًا قبل الموافقة على إجراءات الزواج، وكانت المفاجأة
المحزنة، اكتشف والد الفتاة أنه مفلس ولا يمتلك شركة ولا أي شيء، وإنما مجرد
مكتب صغير بإحدى الأماكن الشعبية، وبناء على المعلومات الجديدة رفض والد الفتاة
الموافقة على إتمام هذه الزيجة، خصوصًا بعد مواجهة العريس بحقيقة ما علمه، ولكن
الفتاة الجميلة التي كان شغلها الشاغل هو الفلوس، قلبها قد تعلق به ولم يعد يجدي
نفعًا هذا الكلام خصوصًا، بعدما وقعت في براثن الخطيئة مع هذا الشاب، لذا تحدت
أسرتها جميعًا من أجل إتمام هذه الزيجة، لم تكن الفتاة تتخيل أن من يبدأ حياته
بكذبة كبرى لا يمكن الوثوق فيه مستقبلًا، كان الأمل يحدوها لعله يتغير للأحسن، ولم
تتخيل ولو للحظة واحدة ما تخبئة لها الشهور والسنوات المقبلة.
زواج بالعافية
تم الزواج رغمًا عن
الأسرة وانتقلت العروس لتعيش بشقة عريسها في المنطقة الشعبية، مرت الأسابيع الأولى
للزواج على أفضل ما يكون كانت تشعر العروس أنها في الجنة، ولكن بمرور الوقت عندما
نفذت النقود من عريسها اكتشفت المفاجآت المفزعة تباعًا، أولها أن زوجها عاطل ولا
يعمل، فكرت في الطلاق والعودة لأسرتها ولكن خشيت من ردة فعل والدها الذي حذرها
كثيرا من هذه الزيجة وتزوجت غصب عنه.لم يكن أمامها مفرا من الاستمرار في هذه
الحياة الغامضة إلى أن يظهر أي أمل في الأفق القريب أو حتى البعيد، طلبت من زوجها
البحث عن أي وظيفة، ولكن في النهاية كان نصيبها علقة ساخنة، مرت الأيام تباعًا
واكتشفت مفاجأة أخرى لكن هذه المرة من العيار الثقيل، زوجها تاجر ومتعاطي للمخدرات
التي لعبت برأسة، وأكد لها صحة ما اكتشفته، واعترف لها أنه يعمل بتجارة المخدرات
حتى يستطيع الإنفاق علي
المنزل، جن جنونها، طلبت الطلاق فرفض، بل وأرغمها على العمل معه لكنها رفضت بشدة، وقبل
أن تنزلق قدميها في مستنقع الرذيلة هربت من المنزل وتوجهت لمحكمة الأسرة تطلب
الخلع خوفًا على حياتها من هذا المستنقع.