"البنت زي الولد مش كمالة عدد"، كلمات أغنية للفنانة الراحلة سعاد حسني تعكس وبشكل ضمني حالة دفاع عن البنت المصرية وأنها ليست أقل شأناً من الولد، ولم تكن الراحلة سعاد حسني تعلم أن شأن البنت المصرية سيرتفع فوق كل الحدود متجاوزًا كل الذكور.
شهد المجتمع خلال الأسابيع القليلة الماضية بعض النماذج المدهشة لبنات جسدن كل معاني الإبداع والنجاح والفخر، وبعثن من جديد الأمل البراق في مستقبل سيكون أفضل طالما ظلت هذه النماذج موجودة وكلما بقيت مضيئة بالعزم والتصميم.
مريم "ياريت بنتي تكون زيك"الطالبة مريم، صاحبة المركز الأول على الثانوية العامة بشعبة علمي علوم، باتت أيقونة الفخر في المجتمع، فقد أثارت إبهار الجميع بسبب تفوقها رغم كل الظروف المانعة والصعبة اجتماعيًا وماديًا، إلا أن إصرارها كان أعظم من أي تحد.تسكن هي وإخواتها الأربعة البنات ووالدها ووالدتها في غرفة واحدة، ورغم ذلك حصلت علي مجموع 99% في نتيجة الثانوية العامة مما جعل نشطاء فيسبوك يهنئونها ويصفونها بالفتاه التي قهرت المستحيل، حتى قال أحد الأباء على الفيس بوك "ياريت بنتي تكون زيك في المستقبل" وكان هذا التعليق كاشفًا جدًا للحالة الإيجابية التي بثتها مريم في نفس كل أب وأخ وكل بنت وطالبة.
الطالبة مي.. نموذج في الإبداع "مى محمد" خريجة كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، صاحبة مشروع التخرج الذي حاز على إعجاب الألاف وربما الملايين من المصريين، حيث خصصت مشروعها لنحت مجموعة من التماثيل لشخصيات فنية مصرية مثل زينات صدقي وماري منيب وعبد الفتاح القصري والمعلم رضا ونجيب الريحاني وآسماعيل ياسين، وأثار شكل التماثيل ورقيها ودقة نحتها إعجاب الكثيرين لشدة جمالها وقربها من الواقع.وتفاءل الكثيرين من رواد مواقع التواصل بمستقبل فن النحت في مصر، بوجود مي ومثيلاتها من المبدعات والمخلصات لعملهن والمبدعات في مجالاتهن.. مي جعلت الجميع يتفائلون بعد حالة الإحباط التي أصابت الناس بسبب ظهور أكثر من عمل فني سيء في النحت، وتكرر الأمر واستمر المشهد السيء لفترة ، كتمثال عباس العقاد في أسوان وتمثال أحمد عرابي بالشرقية .. نماذج رديئة لفن النحت لم يمحو أثرها إلا مستوى الرقي الذي أبدعته الطالبة مي.