سعت قطر لتسويق شخصيات إخوانية في اليمن على الساحة الدولية، وحصولها على جوائز كبرى، لتسهيل نشر أفكارهم وآرائهم، و أبرزهم الإخوانية "توكل كرمان" التي اشترت لها قطر جائوة نوبل للسلام.
بل وصدرت عن مسؤولين في جائزة نوبل عند منحها لتوكل كرمان 2011 تصريحات تشير إلى أن منحها إياها كان دعمًا مباشرًا من المؤسسة القائمة عليها لجماعة الإخوان الإرهابية ولنشر الدمار في الشرق الأوسط.
ووفقاً لصحيفة "كومنتاري" الامريكية فإن أثناء الإعلان عن منحها الجائزة قال ثوربيورن جاجلاند رئيس لجنة "نوبل" المكونة من 5 أعضاء، القول إن منح كرمان الجائزة "إشارة إلى أن الربيع العربي لا يمكن أن يكون ناجحا بدون تضمين النساء فيه.
كما أوضح جاجلاند أيضاً أن كرمان تنتمي لحزب سياسي يمثل جماعة الإخوان المسلمين، التي ينظر إليها في الغرب على أنها تشكل تهديدا للديمقراطية، مضيفاً "لا أصدق ذلك، فهناك إشارات عديدة على أن مثل هذا النوع من الحركات يمكن أن يكون جزءاً مهماً من الحل".
وقالت الصحيفة أن لجنة الجائزة أقالت جاجلاند من منصبه في عام 2015 وأعادته إلى رتبة عضو عادي، في خطوة لا سابق لها في تاريخ الجائزة، وذلك على خلفية الجدل الذي دار في العالم حول الجوائز التي تم منحها في عهده، وخاصة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والمنشق الصيني ليو تشياوباو.
وفي السنوات الأخيرة، تذهب جائزة نوبل للسلام في معظمها لشخصيات معارضة لحكوماتها في أنحاء العالم، أو شخصيات دعمت تواجد حركة الإخوان على الساحة السياسية.
كما أثيرت تساؤلات حينما ذهب جائزة نوبل للسلام إلى أوباما عام 2009، ولم يكن مضى على تنصيبه رئيسا شهور؛ أي لم يكن قدم شيئا يستحق هذه الجائزة، ولوحظ بعد ذلك دوره الواضح في دعم جماعات مثل الإخوان وغيرها من تلك التي نشرت الانقسامات والحروب في العالم طوال فترة حكمه.
وجاء الإعلان عن فوز توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام عام 2011 بعد وقت قصير من اندلاع الاحتجاجات والمظاهرات التي اشتهرت باسم "ثورات الربيع العربي"؛ ما مثل مفاجأة؛ كونها شخصية لم يكن معلوم لها أي إسهامات ملموسة في نشر السلام أو إنجازات تستحق عليها هذه الجائزة، بل كانت شخصية مجهولة تماما.
وبعد أن شاركت بقوة في التشجيع على خروج الاحتجاجات ضد حكومات عدد من الدول، سواء في بلدها اليمن أو في مصر وليبيا وسوريا وغيرها، تدفق عليها سيل من الجوائز الدولية الأخرى، بشكل أيضا لم يكن واضحا هدفه حينها.
فسرعان ما اختارتها مجلة "التايم" الأمريكية في المرتبة 13 في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2011 حسب اختيار قراء المجلة، وتم تصنيفها ضمن أقوى 500 شخصية على مستوى العالم، وحصلت أيضا على جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية.
كذلك اختيرت توكل كرمان من جانب منظمة مراسلون بلا حدود كأحد 7 نساء أحدثن تغييرًا في العالم.
وأفردت الكثير من وسائل الإعلام الدولية مساحات لتكتب آراءها وتنشر فكرها في العالم، ومنها مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية الشهيرة.
وبعد تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في اليمن جراء استمرار الاحتجاجات وأعمال العنف التي لا تنقطع بتشجيع من توكل كرمان، تركت اليمن بجراحه ورحلت إلى تركيا؛ حيث منحتها الحكومة هناك الجنسية التركية.، وكأنه "مكافأة" على دورها في تخريب اليمن لصالح جماعة الإخوان الإرهابية.
وبدأ نشاط توكل كرمان قبل عام 2011؛ حيث كثيرا ما كانت تنشر مقالات في أعوام مثل 2006 و2007 في صحف محلية وخارجية تحت دعوى مكافحة الفساد والمطالبة بنشر حرية التعبير في العالم العربي ومكافحة النظم "الديكتاتورية والقمعية".
وجاءت كثافة نشاطها في تلك الفترة متزامنا مع كثافة نشاط الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن فيما وصفوه بـ"الدبلوماسية الشعبية" والتي كانت تقوم بتمويل حركات وشخصيات، خاصة من الشباب، وتسويقهم في وسائل الإعلام، في حال قيامهم بالمطالبة بإسقاط أنظمة حاكمة في بلدان معينة، وهي البلدان التي شهدت ما يسمى بـ"الربيع العربي"،كما انضمت إلى الحملة القطرية الجارية ضد الإمارات والسعودية.