جذبت الأكشاك الخاصة بالفتاوي، والتي تم تدشينها في محطة مترو "الشهداء" من قبل مجمع البحوث الإسلامية، العديد من الركاب الذين يصل عددهم في أغلب الأوقات إلى 600 ألف راكب يوميًا.
وبدأ فكرة هذه الأكشاك في السادس عشر من يوليو الجاري، وبعد مرور يومين على بدء عملها، انتشرت بشكل موسع على مواقع التواصل الاجتماعي، واستقبلت هذه الأكشاك، ويلتزم الشخص بتسجيل رقم البطاقة الخاص به واسمه والفتوي التي يرغب في الاستفسار عنها، في الدفتر الخاص بالفتاوي المتواجد داخل أكشاك الفتوي.
وظهرت بعض الأقاويل على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن أن كشك الفتوي، يحصل على 2 جنيهًا مقابل كل فتوي يعطيها للسائل، وهذا ما أدي إلى نفى المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلامية، ما يتردد حول ذلك الأمر، مؤكدين أن الحصول على الفتاوي في المترو تتم مجانًا، وهدفها خدمة المواطنين وليس الحصول على مقابل مادي.
ومن جانبه أوضح الدكتور سيف رجب قزامل، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن أكشاك الفتوي التي وضعها مجمع البحوث الإسلامية، في المترو، بغرض الأجابة على أسئلة المواطنين بشكل سهل وسريع، ليس جديدًا على دار الافتاء، مشيرًا إلى أن ما يحدث في المترو مشاهد مشابه لما تقوم به الأفتاء من تخصيص بعض الأئمة للتواجد في المطارات أوقات الحج والعمرة، بغرض الإجابة على أسئلة المتوجهين لإداء مناسك الحج أو العمرة.
وأكد عميد كلية الشريعة والقانون، في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن تواجد الأئمة والشيوخ في محطات المترو، التي يغلب عليها الزحام، وعلى رأسهم محطة الشهداء، أمر غاية في الأهمية، لأن ذلك يعمل على جذب أكبر عدد من المواطنين المصريين لطرح الأسئلة المحيرة أو التي يحتاجون إلى رأي الدين فيها، بالإضافة إلى أن تواجد هولاء الشيوخ، يسهل على المصريين الاستفسار والاطلاع على كل ما يرغبون دون أن يبذلون جهدًا بالذهاب إلى دار الإفتاء، وهذا يعد خطوة جيدة من المؤسسات الدينية نحو الحفاظ على الدين الإسلامي وأخلاق المصريين، وخدمتهم في كل استفساراتهم.
وأشار الدكتور قزامل، إلى أن الفتوي التي تصدر من أكشاك الفتوي المتواجدة في محطات المترو، تعمل وفقًا لفتاوي موحدة، لأن المسألة واحدة ولا يوجد اختلاف على الفتاوي، وذلك يرجع إلى أن الشيوخ التابعين في هذا الشأن يسيرون على فتاوي موحدة ومتفق عليها، موكدًا أن هذه الخطوة مفيدة لفئة الشباب الذين يتغافلون في أغلب الأوقات عن التوجه لدار الإفتاء.
وأكد أن الأكشاك التي تم تديشنها من قبل مجمع البحوث الإسلامية، ستعمل على استقطاب ركاب المترو وتشجيعهم على الاطلاع على الفتاوي الحياتية، التي يكون من أهمها قضايا الميراث والزواج، في حين سيفضل البعض الذهاب إلى دار الافتاء للحصول على الفتوي، ولكن وجود أكشاك مثل هذه في مكان يتواجد فيه ملايين المصريين في وقتًا واحدًا أمرًا جيدًا.
وأوضح عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن جزء كبير من أسباب تدشين أكشاك الفتوي، في مترو الانفاق، يرجع إلى محاربة الفكر المتطرف الذي تنشره بعض الجماعات الإرهابية، وتستقطب به أعداد من الشباب، ولذلك ستفيد هذه الأكشاك في محاربة الأفكار المتطرف وتمنع من انتشارها.