دمية على شكل إنسان مصنوعة من القش المخبأ فى ثياب تجدها وسط غيطان الزرع يستخدمها المزارع فى إخافة الطيور والغربان، تسمى خيال المآتة.
يصنع خيال المآتة من تقاطع خشبتين على شكل صليب، وقد تفنن الفلاحون في صناعته، فيلبسونه الدشاشة فى العراق، والبشت فى الخليج، والجلبية فى مصر، والسروال في بلاد الشام. يحشون جسمه بالقش ويضعون على رأسه طربوش أو عقال أو جراوية أو عمامة ليغطون رأسه، حسب الزى المحلى المستخدم في بلاده.
ولقد تفنن العرب بصناعة هذا المخلوق الخرافي حيث ارتدى خيال المآتة كل الأزياء الغريبة والعجيبة على مر التاريخ القديم والمعاصر وارتبط اسمه بأسم كل الحكام والملوك والأمراء والمسؤولين الفاشلين أي بعبارة أوضح ارتبط اسم هذا المخلوق الموضوع تحت الشمس والبرد والمتحمل لكل أنواع العذاب بالفشل والفاشلين فكل فاشل في عمله يسمونه "فزاعة، خيال المآتة، خراعة خضرة"، ورغم هذا الفشل والسمعة السيئة والفشل الكبير المصاحب لعمله يصر الفلاحون على استخدامه في الحقول لتخويف الطيور والعصافير الحديثة العهد بحياتها.
يحاول الفلاح جعل خيال المآتة شبيها له ليكون بديلًا له في الحقل ليوهم الطيور بأنه هو صاحب الحقل، وقد استنبطت بعض الدول في أوروبا هذه التقنية وصنعوا شرطى "ثرى دي" وضعوه في الأماكن العامة وأمام البنوك والشركات الكبرى وفي الميادين الكبري، بديلا عن الشرطي الحقيقى ليلا لإخافة من يريد أن يسرق أو يرتكب أي جريمة، بحيث لا يقدر أحد أن يفرق بينه وبين الشرطى الحقيقي.
وما فعلته هذه الدول ليس بجديد فقديمًا في مصر حدثت قصة طريفة لواحد من البشوات القدامى، فعندما كان يسير في حقله وجد خيال المآتة الموجود في حقله مرتدى ملابس مهرولة، ضعيف ومهزوم غير قادر على منع الطيور من الوصول لثمار الأرض، فدخل غرفته وفتح خزانة ملابسه القديمة وأخرج البدلة العسكرية القديمة الخاصة به والمزينة بالأنواط والنياشين التى حصل عليها من الحكومة لتضافر جهوده وقدرته على قمع البلاد والسيطرة على المتمردين والذين يعصون أوامر الحكومة.
صنع خيال المآتة الشبيه به وألبسه بدلته العسكرية ووضعه وسط الحقل، فهربت الغربان والطيور وفرض على النمل حظر التجوال.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
