"3 خطوات لإعلان الأمير محمد بن سلمان عاهلا للسعودية"، هذا ما كشفه الخبير الأمريكي، سايمون هندرسون في تحليل بعنوان "سياسة القصر السعودي تأخذ مجراها بخطى حاسمة"، الملك السعودي سلمان عبد العزيز مع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض في 5 أبريل2017.
وقال الخبير في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بالمعهد، والمتخصص بالشأن السعودي، إن الأمير السعودي الشاب، 31 عاما، بات يصعد إلى سدة السطة متوجها نحو العرض بسرعة صاروخية، على حد وصفه.
وتابع قائلا "كان على بن سلمان أن يجتاز 3 خطوات هامة، حتى يصل إلى مبتغاه، ولكنه حاليا يمكن أن يدمجها في واحدة، خاصة وأنه لم يتبق له إلا خطوتين فقط".
وأشار هندرسون، إلى أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكدت أن سلمان سجل بالفعل شريط فيديو في الأسابيع الأخيرة لنقل الحكم إلى ابنه، ولكن مسؤولون سعوديون نفوا تلك التقارير وأكدوا أن "صحة الملك ممتازة".
3 خطوات
أما عن الخطوات الثلاث، فقال هندرسون إنها ستكون عن النحو التالي:
الخطوة الأولى: تعيين العاهل السعودي نجله الأمير محمد بن سلمان، رئيسا للوزراء، بدلا من منصبه الحالي، نائب رئيس الوزراء، وهو ما سيمكنه من تولي مسؤولية جهاز أمن الدولة السعودي الجديد، الذي يتولى كافة المهام الأمنية الرئيسية، بعد سحبها من وزارة الداخلية.
الخطوة الثانية: إقالة الأمير متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني، واستيعاب الحرس الوطني في الجيش السعودي، الذي يخضع لقيادة ولي العهد، بصفته وزيرا للدفاع.
الخطوة الثالثة: تنازل الملك سلمان عن العرش لنجله الأمير محمد بن سلمان لأسباب طبية، وهو ما يسمح به قانون هيئة البيعة السعودية.
وقال هندرسون: "ما يعزز تلك الخطوة الثالثة، هو أن الملك سلمان، 81 عاما، يبدو في أغلب الأحيان مرتبكا، ويتمتع بفترة انتباه قصيرة، وهو ما يجعله يكرر القصص نفسها للزوار، ويحتاج شاشة حاسوب، لحثه على النقاط التي سيتناولها في حواراته مع زائريه"، مضيفا "عندما زار الملك سلمان واشنطن آخر مرة، جلب الوفد المرافق له أثاثه الخاص، لكي يجعل جناحه الفندقي يبدو مألوفا".
ولكن حذر الخبير الأمريكي مما وصفها بـ"المعارضة المكتومة"، التي قد لا تجعل طريق بن سلمان إلى العرش ممهدا بصورة كاملة، والتي يمكن وصفها بـ"العقبات المكتومة" على حد قوله.
وأشار إلى أن الطريقة التي تم الكشف بها عن كيفية إجبار ولي العهد السابق، الأمير محمد بن نايف على التنازل عن ولاية العهد، يبدو أنها سربت عمدا من قبل مؤيدي بن نايف، وتشير التكهنات إلى مدى قوة المعارضة لمحمد بن سلمان داخل العائلة المالكة.
وكشف أيضا هندرسون، أن هناك شريط فيديو جديد تم تسريبه للأمير أحمد، الأخ الشقيق والأصغر للعاهل السعودي، وهو متواجد في غرفة استقبال لا يوجد فيها سوى صورتين معروضتين في الخلفية، للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، والملك سلمان، وهو ما يعد خللا بروتوكوليا كبيرا، حيث اعتاد الجميع على وجود صورة ولي العهد بجوار صورة العاهل السعودي، ولكن صورة الأمير محمد بن سلمان لم تكن موجودة في الخلفية، وهو ما يعد رسالة "معارضة" مبطنة لتوليه ولاية العهد.
وأشار إلى أن الفيديو ظهر فيه أيضا قائد الحرس الوطني، الأمير متعب بن عبد الله، وعدد من الأمراء، الذين كانوا مجتمعين في الغرفة، من دون معرفة سبب الاجتماع.
وتابع قائلا: "كما أنه تم الكشف أيضا عن أسماء الأمراء الثلاثة في هيئة البيعة المكونة من 34 عضوا، الذين رفضوا مبايعة بن سلمان، وهم: الأمير أحمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية السابق، والأمير عبد العزيز بن عبد الله، ممثل أسرة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، ومحمد بن سعد نائب أمير الرياض، وهو ما يوضح كيف أنه ممثلين لتيارات هامة في العائلة المالكة، وقد يشكلون قوة ضغط وعقبة كبيرة أمام بن سلمان للصعود إلى العرش".