نشر الموقع الرسمى لقناة العالم الإيرانية الرسمية تقريرا يتطاول بل ويهدد السلطات الكويتية تحت عنوان "هل يحتاج الصغير الكويتى إلى تأديب؟!"، وذلك على خلفية قرار الكويت تخفيض التمثيل الدبلوماسى مع طهران بعد إيوائها مطلوبين جنائيا فى قضية الإرهاب والتجسس المعروفة بـ"خلية العبدلى".
ومن العنوان والمتن يتضح أن الخبر ليس إلا عبارة عن توجه جديد للجمهورية الإيرانية تجاه الحكومة الكويتية بالرغم من أنها كانت الطرف العربى الأقرب إلى إيران ولم تقطع علاقتها بها بعد أزمة اعتداء قوات التعبئة العامة الشعبية (الباسيج) على المقرات الدبلوماسية السعودية فى محافظتى طهران وخراسان الرضوية يناير 2016.
فى حين قطعت كل الدول العربية تقريبا علاقتها مع إيران وخفضت تمثيلها الدبلوماسى، رأت الكويت أن تكون الطرف العربى الذى يقوم بدور الوسيط النزيه فى كل الأزمات الإيرانية ـ العربية، وبدلا من أن تشكر لها إيران هذا السلوك والصنيع كان أن كافأتها بإيواء مجرمين إرهابيين كويتيين مطلوبين للعدالة وتطاول إعلامها الرسمى بهذا الشكل الفج عليها.
المرجح فى هذا السلوك الإيرانى، أنه جاء بترتيب مع قطر تلك التى كانت مستاءة من الدور الكويتى فى أزمتها العربية الأخيرة، مستهدفة من وراء ذلك أن تكون الطرف العربى الوحيد الذى تربطه علاقات بإيران، وبالتالى تزيح الدور الكويتى من المشهد، بالرغم من أن الأمير القطرى قال فى خطابه مساء أمس إن "قطر تثمن الدور الكويتى".
لكن كما هى عادة السياسة القطرية تقول كلاما فى العلن وتمارس سلوكا على نقيضه فى الخفاء، وعملا بالقاعدة "ابحث عن المستفيد" يتضح أن الرابح الأكبر والمستفيد الأول من التطاول الإيرانى على الكويت هى قطر التى تريد الاستئثار باللاعب الإيرانى الذى أثبتت كل الخبرات السابقة أن "المتغطى به عريان" وأن كلفة الارتماء فى أحضان فارس نتيجتها الحتمية معروفة.