كرم المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ 10 دورة الناقدة الراحلة نهاد صليحة لجيل الرواد والمحدثين خمسة رواد أثروا الحركة المسرحية على مدار العقود الماضية بفنهم المتدفق ، حيث أصدر المهرجان 5 كتيبات احتفاء بهم وتتويجا لمسيرتهم التي سطروها بحروف من ذهب في تاريخ الحركة المسرحية.
"الوجه والظل في دولة التمثيل عايدة عبد العزيز":
وقدم المهرجان الكتيب الأول بعنوان "الوجه والظل في دولة التمثيل عايدة عبد العزيز" تأليف د.مدحت الكاشف استعرض فيه مسيرة الفنانة القديرة عقب دراستها بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأبرز أعمالها المسرحية "شجرة الظلم "و"نجوان "و"شئ في صدري" و"لعبة السلطان"، ووصفها الكاتب بأنها اشتهرت بتجسيد دور المرأة القوية الجبارة وهو ما يناقض شخصيتها الحقيقية وفق اعترافاتها بأن قالت أنها تستدعى شخصية والدتها التى كانت قوية يخشاها الجميع .
ووصف الكتيب أيضا عايدة عبد العزيز بأنها طاقة أدائية وحشية تساندها عاطفة تمتزج بداخلها طوفان من المشاعر والأحاسيس وقررت أن تظل في مجال التمثيل النقي والصادق فهي ليست ممثلة تشخيصية لمجرد التقليد بل تصنع علاقة غير مسبوقة بين الوجه والظل.
"فارس الكلمة سمير عبد الباقي" :
وفي الكتيب الثاني "فارس الكلمة سمير عبد الباقي" تأليف د.مصطفى سليم، وصف الكاتب سمير عبد الباقي بانه أحد عمالقة شعر العامية المصرية وأحد كتاب المسرح المجددين الباحثين عن الأصالة ومن كتاب أدب الطفل وساهم في تحريره من سطوة الفكر الغربي ومؤسس لعدد من الفرق الفنية فهو الثائر المغامر الطفولي بعد أن انتج في مسيرته حتى هذه اللحظة 170 كتابا،وتميز بأنه دائم الكتابة عن البسطاء والمهمشين، ومن أبرز مسرحياته "حكاية سقا" و"الشاطر حسن" و"طائر الحظ السعيد" وحصل من قبل على جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2014.
"الأستاذ محمد شيحة ":
أما الكتيب الثالث بعنوان "الأستاذ محمد شيحة " تأليف د.محمد أمين عبد الصمد، فقد رصد التحاق شيحة للدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما عام 1971،بعد أن تخلى عن دراسته بكلية الآداب بقسم صحافة ثم عمل في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بعد استبعاده من التعيين معيدا بالمعهد العالي للفنون المسرحية وبعد 10 سنوات من تخرجه استعاد حقه المسلوب وهو وصديقه حسن عطية (رئيس الدورة العاشرة للمهرجان القومي للمسرح حاليا) وتم تعيينهما معيدين بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتم إيفاد شيحة في بعثة تعليمية إلى النمسا للحصول على درجة الدكتوراة وتفاعل مع الثقافة الغربية بمنجزها الفكري والحضاري والإبداعي وكان دوره في ترجمة ثقافات الفنون الغربية، واشتهر بأعماله المتعددة في مسرح العرائس خاطب فيها مرحلة الواقعية والخيال ومن أبرز مسرحياته التي كتبها " اختيار صعب ".
"حسين جمعة عاشق الفضاءات المفتوحة" :
وأبرز الكتيب الرابع "حسين جمعة عاشق الفضاءات المفتوحة" تأليف دكتورة عايدة علام، دور حسين جمعة المخرج ومصمم السينوجرافيا خاصة عقب بعثته إلى فرنسا وإيطاليا ليدرس بهما وحمل رؤيته ووجدانه في أعماله المسرحية وشارك في تصميم العديد من المسارح بالساحات الجماهيرية المفتوحة بالشوارع أبرزها مسرح قلعة قايتباي بالإسكندرية وحديقة الحرية بالقاهرة وحديقة الحوض المرصود بالسيدة زينب وأتوبيسات متنقلة ومشروع مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية وقدم خلالها أشهر مسرحيات الأديب العالمي وليم شكسبير.
" اللامنتمي سمير العصفوري ":
وفي الكتيب الخامس بعنوان " اللامنتمي سمير العصفوري " تأليف جرجس شكري استعرض خلاله مسيرة العصفوري بعد أن بدأ حياته الاحترافية عام 1964 بتعيينه ممثلا ومخرجا بفرق مسرح التليفزيون ، فضلا عن إخراجه لأبرز مسرحيات الأدب العالمي لتقديمها للواقع المصري مكتشفا خلالها أساليب مسرحية جديدة ولم يلجأ إلى النصوص الكلاسيكية المضمونة والراسخة ومن أبرز مسرحياته "هنا القاهرة" و"الدرس" و"الحلاج".
وقال الدكتور حسن عطية رئيس المهرجان القومي
للمسرح "إن الرمز الذي يتم تكريمه يتحقق بالجهد الجاد والعمل المثابر والتأثير
الفاعل في مجتمعه وهو ما يتأسس عليه الاختيار السنوي للمهرجان، لافتا إلى أن هذه الأسماء
الخمسة حملت على عاتقها عبء تطوير المسرح إبداعا ونقدا كي تسلمه إلى أجيال شابة عاقدة
العزم على الدفع به لآفاق واسعة من الإبداع والنقد الملتصق بهموم الواقع وقضايا مجتمعه".
وعلقت د.رانيا يحيى عضو لجنة تحكيم المهرجان
قائلة إن هذه الأسماء الخمسة لها تميزها وتفردها ومازالوا يسهمون بعطائهم في مجال المسرح
الذي يطلق عليه " أبو الفنون" ومن ثم الأمل يتدفق بمسرح قوي ومبدع في مواجهة
الارهاب والتطرف"
.
وكانت قد انطلقت فعاليات المهرجان يوم
13 من شهر يوليو الجاري على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبر وافتتحه الكاتب الصحفي
حلمي النمنم وزير الثقافة،وبرئاسة الناقد المسرحي الدكتور حسن عطية ، فيما يتولى الفنان
إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح أعمال مدير المهرجان ،ويترأس لجنة التحكيم الكاتب
المسرحي محمد أبو العلا السلامونى ،ومن ضمن أعضاء لجنة التحكيم الفنانة القديرة فرودس
عبد الحميد . ، وتختتم الفعاليات يوم 27 يوليو الجاري.
ويجمع المهرجان كل العروض المسرحية التي
عرضت علي المسارح خلال عام في جميع القطاعات المختلفة مسرح الدولة والمسرح الخاص و
مسرح الجامعة والمسرح المستقل.