اعلان

في ذكرى ثورة يوليو.. حكاية جمال "الناصر الخالد".. من الحي الشعبي إلى إنقاذ مصر (صور)

كان الطفل يلهوا في زقاق ضيق بحي باكوس بالإسكندرية، بينما يعلوا صوت الانفجارات على الجانب الآخر من شاطئ البحر المتوسط، حيث معارك الحرب العالمية الأولى على أوجها، يصير الطفل شابًا فيلتحق بالجيش المصري، يحمل إلى جوار سلاحه معاناة شعبه الذي طفح الكيل من الإقطاع والملكية، يفكر كثيرًا ثم يضع خطته مع الضباط الأحرار، وفي الوقت المناسب ينتهي الكابوس، وتعود مصر إلى المصريين.

من أصول صعيدية، والد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الـ15 من يناير عام ١٩١٨، فمسقط رأس والده مركز المر بمحافظة أسيوط، وله من الإخوة ثلاثة وهو الابن الأكبر للأب "عبد الناصر حسين" الذي كان يعمل موظفًا في مصلحة البريد بالإسكندرية، والتحق جمال في المرحلة الإبتدائية في مدرسة الابتدائية بالخطاطبة، ومدرسة الابتدائية بالنحاسين بالقاهرة ما بين عامي 1923 و1924، وعند ذهابه للقاهرة، أقام عند عمه "خليل حسين" في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، إلى أن جاء خبر وفاة ولدته في عام 1926 فصاب قلبه الحزن وهو في سن صغير.

وبعد أن أتم ناصر السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف 1928 عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الإبتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية وكما التحق جمال عبد الناصر بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عامًا واحدًا، ثم نقل في عام 1930 إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن انتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك.بدأ "عبدالناصر" نشاطه السياسي مبكرًا، عند انتقاله إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية، حيث رأى مظاهرة للطلاب تعبر الشارع فانضم إليها دون معرفة أسباب المظاهرة، وقبض عليه وحجزه ليلة واحدة في القسم، وعلم بعد ذلك أسباب المظاهرة والتي ترجع إلى احتجاج تنظيم "جمعية مصر الفتاة" اعتراضًا منها على إلغاء قرار رئيس الوزراء حينئذ إسماعيل صدقي بإلغاء دستور 1923.

نما نشاطه السياسي أكثر طوال سنوات دراسته، حيث إنه لم يحضر سوى 45 يومًا في سنته الأخيره في المدرسة الثانوية، اعتراضًا منه على المعاهدة المصرية البريطانية عام 1936، والتي كانت تنص على استمرار وجود قوات عسكرية بريطانية في البلاد.وفي عام 1937 أراد جمال عبدالناصر الالتحاق بالكلية الحربية ولكن لم يوفقه الحظ حيث سجلت الشرطة مشاركته في مظاهرة احتجاج على الحكومة فكان سببًا في منعه من الدخول الكلية الحربية، فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد "جامعة القاهرة حاليا" ولكن إصراره على الاتحاق بالكلية الحربية جعله يستقيل من كلية الحقوق بعد فصل دراسي واحد، وأعاد التقديم للكلية الحربية مرة ثانية، واستطاع ناصر مقابلة وزير الحربية" إبراهيم خيري باشا" وطلب مساعدته فوافق على انضمامه للكلية الحربية في عام 1937.

كانت أول معرك لعبدالناصر عندما أرسل المللك فاروق الجيش المصري للإنضمام في حرب 1948 في فلسطين ضد العدو الإسرائيلي، فخدم ناصر في الكتيبة المشاة السادسة، وكتب عن عدم استعداد الجيش المصري للحرب قائلًا:"تبدد جنودنا أمام التحصينات"، وكان ناصر نائب قائد القوات المصرية المسؤولة عن تأمين الفالوجة أصيب وقتها ناصر بجروح طفيفة في القتال وبحلول شهر أغسطس، كان مع فرقته محاصرين من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن الفرقة رفضت الاستسلام، ودارت المفاوضات بين إسرائيل ومصر أدت إلى التنازل عن الفالوجة إلى إسرائيل.

من وقت انضم ناصر للكلية الحربية وحتى تخرجه وعمله بالجيش المصري عمل على تكوين علاقات قوية مع أفراد وظباط بالجيش المصري والتواصل معاهم، بدأ ناصر بتشكيل مجموعة من ضباط الجيش الشباب الذين يملكون مشاعر القومية القوية، والاتصال بهم من خلال عبدالحكيم عامر، حتى أن وصل لمجموعة كبير من ظباط الجيش في فروعه المختلفة، ووصل عددهم إلى 90 عضوًا، وعمل في سرية مع باقي أعضاء التنظيم إلى أن قامت ثورة 23 يوليو في عام 1952.

وبعد استقالة "محمد نجيب" من عضوية مجلس الثورة بعد خلافات وقعت بينه وبين الأعضاء، فى 17 أبريل 1954 تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء واقتصر محمد نجيب على رئاسة الجمهورية، وفى 24 يونيو 1956 انتخب جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقًا لدستور 16 يناير 1956 أول دستور للثورة، وكان هاجس الأكبر لعبدالناصر هي القومية العربية، فعلن العديد من القرارات منها تأميم قناة السويس عان 1956، وإعلان الوحدة ما بين سوريا ومصر 1958، وعمل على حل ودعم العديد من القضايا منها القضية الفلسطينية، وساند ثورة الجزائر كما ساند ثورة اليمن.وتوفى ناصر زعيم الأمة العربية وناصر الفقراء، بعد أن عاد من مطار القاهرة بعدما ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت حينها داهمته نوبة قلبية وتوفي في 28 سبتمبر 1970 عن 52 عامًا بعد 16 عامًا قضاها في الحكم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً