البغدادي حي "لأسباب شرعية".. اجتماع سري بين "جبهة النصرة" و"داعش" لمراجعة الأخطاء.. وتيارات إسلامية تنبأ بخسارة التنظيم الإرهابي للـ"رقة" قريباً

كتب : سها صلاح

لم يعد الحال كما كان عليه بالنسبة لأعضاء في "التيار السلفي الجهادي" الأردني ممن يناصرون تنظيم "داعش" الإرهابي، كما كان قبل سنوات. وذلك بعد سيطرة الجيش العراقي والحشد الشعبي على مدينة الموصل، أكبر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي.

ويحمل أعضاء في التيار الذي انقسم بين مؤيد لـ"جبهة النصرة" و"داعش" الطيران والتحالف الدولي مسؤولية "عدم بقاء وتمدد التنظيم في العراق وسوريا، من خلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، متوقعين أن "تؤول الرقة إلى ما آلت إليه الموصل في فترة زمنية قد تتجاوز السنة بمعركة لن تكون سهلة".

وجاء اجتماعًا على مائدة غداء في إحدى القرى التابعة لمدينة الزرقاء، جمع أعضاء في التيار السلفي الجهادي الأسبوع الماضي، بهدف تقديم مراجعة لأخطاء التنظيم والتيار خلال السنوات الماضية، أبرزها "عدم احتواء الانقسام الداخلي بين التيار الجهادي، والاقتتال بين "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش"، معتبرين ذلك من الأخطاء القاتلة.

واللافت في هذا الاجتماع أن المجتمعين أقروا في الجلسة المغلقة، التي ضمت عددا محدودا من الصحافيين، "بغياب الحكمة وتحكيم الشرع والعقل، واستباحة الدماء المعصومة في هذا الاقتتال، مع "الإقرار بعجزهم عن التأثير ووقف هذا النزاع".

ونوه الموقع إلى أن مساعي التيار الجهادي الأردني لرأب الصدع بين "النصرة" و"داعش" عام 2014، بدأت عندما توجه القيادي في التيار سعد الحنيطي إلى سوريا، وفي أبريل 2014 مع أسرته بشكل مفاجئ، حاملا مبادرة إصلاح بين التنظيمين الإرهابيين، إلا أن الرجل فشل في مهمته، لينشق عن "جبهة النصرة" التي انتمى إليها، ويبايع تنظيم "داعش"، لتسفك الدماء بين الطرفين، وتصل المصالحة إلى طريق مسدود.

وتنتقد القيادات بالتيار السبفي الجهادي، في لغة غير مسبوقة، "تعريض تنظيم داعش الأطفال والنساء في أماكن سيطرتهم إلى الخطر وزجهم في معاركه بسوريا والعراق".

وفي قراءة لمستقبل "داعش" في سوريا والعراق، توقعت هذه القيادات أن "يخسر التنظيم الإرهابي مدينة الرقة كما خسر الموصل، مع فارق المدة الزمنية"، متوقعين أن "تطول حرب الرقة، مقارنة بمعركة الموصل لأسباب تتعلق باستشراس التنظيم بالدفاع عن "عاصمة الخلافة"، وتحصين المدينة التي توافد لها مقاتلون من العراق".

وفي تفسيرهم لسبب اختفاء أعضاء التنظيم في الموصل بعد إعلان القوات العراقية تحرير المدينة بالكامل، قالت هذه القيادات إن "ثلث مقاتلي التنظيم قتلوا في المعركة، بينما توجه قسم منهم إلى سوريا، وقسم آخر ذاب بين الناس؛ بسبب طبيعة التنظيم التي تعتمد على الغطاء السكاني لإخفاء الأعداد الحقيقية للمقاتلين".

وحول الأخبار الواردة عن مقتل زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، شكك قيادي في التيار الجهادي بصحة هذه الأنباء، مرجعاً ذلك "لأسباب شرعية"، تتمثل بضرورة الإعلان عن خليفة جديد، مستذكرا "انتقاد داعش في عام 2015 لحركة طالبان، عندما أخفت خبر مقتل زعيمها الملا محمد عمر، الذي قتل في 2013 لمدة عامين"، مشددا أن "التنظيم لن يقوم بفعل انتقده سابقا لأسباب دينية وشرعية".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً