لم تكتف جماعة الحوثيين بإشعال فتيل الحرب فى اليمن، فلقد أقدمت على منع عبور العديد من الأدوية والمؤسسات العلاجية إلى المناطق المنكوبة والتى ينتشر فيها داء "الكوليرا"، فى كارثة جديدة ضد الإنسانية، ما يسفر عن وقوع العديد من الضحايا والمتوفين.
تحتجز الميليشيات الحوثية منذ يومين 3 حاويات في ميناء الحديدة محملة بالأدوية الخاصة بعلاج وباء الكوليرا المتفشي في 21 محافظة يمنية وتسبب في وفاة قرابة 1850 شخصا.
وقالت مصادر ملاحية في الحديدة اليمنية إن الميليشيات الحوثية تطالب بدفع مبلغ مالي مقابل السماح بخروج الأدوية لتوزيعها على المراكز الصحية.
مضيفا أنها تسعى إلى إلزام المنظمات الدولية التي تدخل مساعداتها الإنسانية عبر ميناء الحديدة، إلى دفع رسوم جمركية على المساعدات الإغاثية، وفقا للمصادر ذاتها.
من جانبها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأحد، من أن أكثر من 600 ألف شخص معرضون للإصابة بوباء الكوليرا في اليمن العام الجاري، في وقت باتت منظومة الرعاية الصحية في البلد على حافة الإنهيار.
ورجحت المنظمة الإغاثية الدولية في بيان إصابة واحد من كل 45 يمنيا بالكوليرا بحلول نهاية العام الجاري، وقال رئيس اللجنة، بيتر ماورير: "تكمن المأساة الكبرى في أن انتشار هذا الوباء كارثة إنسانية من صنع البشر يمكن تجنبها".
وسجلت أكثر من 370 ألف إصابة بوباء الكوليرا حتى الآن، فيما توفي 1800 منذ انتشار وباء الكوليرا في أبريل للمرة الثانية في أقل من عام، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، إن عدد ضحايا الكوليرا في اليمن ارتفع إلى 1858 وفاة و374 ألف إصابة، منذ تفشي المرض في 27 أبريل الماضى
وأضافت المنظمة، إنه تم الإبلاغ عن 384 ألف و719 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، كما تم تسجيل ألف 858 حالة وفاة في الفترة نفسها، منها 11 حالة وفاة، ليحافظ الوباء على معدل الوفيات المنخفض الذي شهدته الأسابيع الأخيرة والذي تجاوز 30 حالة وفاة يوميا.
وأشارت المنظمة إلى أنها سجلت تلك الأرقام في 295 مديرية، من ضمن 333 مديرية، تقع في 21 محافظة يمنية، ما يعني أن هناك مديريات في المحافظات الموبوءة لم يصلها الوباء.
ورغم تلك الإحصائية المرتفعة، إلا أنه من المرجح أن العدد أعلى بكثير، حيث أن العشرات من المصابين بالوباء، تُوفوا دون أن يصلوا إلى مراكز صحية أو مستشفيات تابعة للمنظمة العالمية.
وبحسب المنظمة فإن وباء الكوليرا يمكن الوقاية منه ومعالجته؛ ولا ينبغي وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بسبب هذا المرض، وإن كل تأخير في الدعم يؤدى إلى إصابة المزيد.
ويسبب الكوليرا إسهالًا حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة، والمحافظات الأكثر تضررا بالوباء هي تلك التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية.