وقفت حزينة عيناها دامعة تحمل الكثير من الكلام، لا تعرف ماذا تقول وماذا تبدأ وشريط ذكرياتها يمر أمام عيناها بعد أن ضاع أجمل أيام شبابها.
مشهد رصدته "أهل مصر" من داخل محكمة الأسرة بالسيدة زينب، عندما تقدمت ربة منزل في منتصف الثلاثينات برفع دعوي خلع على زوجها، معللة السبب أمام القاضي "زوجي يعمل بالسحر.. وتزوج جنية".
وتروى "أميمة": "تزوجت منذ 10 سنوات، لم أكن أعرفه من قبل وجاء الزواج بشكل تقليدي وعلى الرغم من انخفاض مستواه المادي لكن تمت موافقتي على الزواج وتمت الزيجة وسط حضور بين الأهل والأصدقاء".
وتابعت ربة المنزل: "رزقت منه بطفلين، عشت معه صابرة على ضيق الحال وصابرة على كسلة عن العمل وركوده طول الوقت بالمنزل، استسلمت لأهانته وضربي لي حفاظا على البيت وعلى مستقبل أولادي، ومرت الأيام والسنين وفجأة بدأ ممارسة السحر والشعوزة، وقام بإحضار كتب تشرح كيفية عمل الأسحار السفلية والأعمال وفك المربوط، وبعض الأدوات التي تستخدم في مثل هذه الأعمال".
واستطردت "أميمة": "كان يغلق الحجرة عليه بالساعات وأحيانا بالأيام، ويتمتم بأشياء غريبة أثناء تواجده بالحجرة، وأحيانا أخرى كانت تسمع صوته وهو يتحدث إلى امرأة على الرغم من أنه يجلس وحده، كما أن أغلب من كانوا يترددون عليه من الزبائن كن سيدات في أعمار مختلفة، وكان يطلب منها الدخول إلى حجرتها وعدم الخروج مطلقا حتى ينتهى من أعماله مع هؤلاء النسوة، ثم بدأ فى هجر الفراش تدريجيا وحينما سألته عن حقوقها الزوجية أخبرها أنه تزوج من جنية تقيم تحت الأرض منذ فترة، وأنها تغار عليه وتمنعه من معاشرة أى سيدة غيرها".
وعندما وصلت لهذا الجزء بكت بشدة قائلة، لم أعد أشعر أنني أنثى وفقدت شعوري بالحياة، لذا قررت أن أنهي مأساتي عند هذا الحد وطلبت الطلاق، ولكن مع إصرار زوجي على الرفض، لم أجد مفرًا سوي إقامة دعوى خلع ضده، فتوجهت إلى محكمة الأسرة بالسيدة زينب للتخلص من بؤسها، حملت الدعوي رقم455 أحوال شخصية.