ads

بالأرقام.. خطة الدولة للإصلاح الاقتصادي.. مصر تخطط لاستثمار 2.3 مليار أمريكي لخلق 40 الف فرصة عمل جديدة.. و"تعويم الجنيه" حد من عجز الميزانية

كتب : سها صلاح

ركز تقرير "يورومونيتور إنترناشيونال" للاقتصاد والتمويل والتجارة في مصر على واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم العربي وأكثرها اكتظاظاً بالسكان والتي تعرضت لضربة قاسية بسبب الاضطرابات السياسية التي شهدتها الفترة ما بين عامي 2011 و 2013.

وقد تركت الأزمة السياسية مصر في مستويات منخفضة جداً من احتياطيات النقد الأجنبي، وارتفاع السوق السوداء للعملة، ومستويات عالية جدًا من بطالة الشباب وضعف الوضع المالي.

ومع ذلك، من خلال إصلاحات الدعم التي بدأت منذ عام 2014 ،وارتفاع الاستثمار في البنية التحتية، تسير مصر على الطريق الصحيح للانتعاش.

وهذه ليست سوى البداية؛ وهناك حاجة إلى إصلاحات ثابتة طويلة الأجل من أجل استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي.

ومصر وصلت لخامس أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وأفريقيا بالدولار الأمريكي في عام 2015، وكان الأداء الاقتصادي في مصر لعام 2015 هو الأفضل منذ عام 2010، تدهور الوضع المالي بشكل ملحوظ على مر السنين.

من شأن تخفيف القيود على الودائع بالدولار أن يعزز النشاط التجاري في المستقبل، وتواصل الحكومة التركيز على تعزيز القدرة التنافسية الشاملة لمصر.

وتنفذ الحكومة إصلاحات مختلفة من أجل زيادة الاستثمار الأجنبي وتحفيز النمو الاقتصادي وتحسين موقفها المالي:

وفي عام 2015، سجلت مصر أعلى نمو سنوي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.5٪ منذ عام 2010، مدفوعا بالنمو القوي في قطاعي الصناعات التحويلية والبناء، والدعم المالي المتواصل من دول الخليج، والارتفاع الكبير في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر والطلب المحلي .

ولا تزال التوقعات الاقتصادية إيجابية، حيث من المتوقع أن يتسارع نمو الناتج السنوي إلى 4.8٪ في عام 2016، ويرجع ذلك أساسًا إلى افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس 2015 واكتشاف حقل غاز زهر في عام 2015، إلى جانب التدفقات المستمرة من الدولية حزم المساعدات؛في فبراير 2015، للقضاء على السوق السوداء بالعملة الأجنبية، فرض البنك المركزي المصري قيودًا على الودائع المصرفية بالدولار الأمريكي بحد أقصى 10،000 دولار أمريكي في اليوم و 50،000 دولار أمريكي شهريًا.

وفي يناير 2016، أزيل الحد اليومي وزاد الحد الشهري إلى 000 250 دولار، بالإضافة إلي ذلك، في مارس 2016، أنهيت هذه الحدود بالنسبة للمشتغلين باستيراد السلع الأساسية، مثل الأدوية، غير أن القيود لا تزال سارية على الواردات الأخرى؛ وأدى تراجع السياحة والصادرات إلى إضعاف الجنيه المصري بنسبة 7.7٪ مقابل الدولار الأمريكي في عام 2015.

بالإضافة إلي ذلك ، قام البنك المركزي في مارس 2016 بتخفيض قيمة الجنيه المصري بنسبة 13.0٪، في محاولة لاعتماد نظام سعر صرف أكثر مرونة.

وقد فرضت الحكومة الجديدة منذ عام 2014 إصلاحات مختلفة مؤيدة للأعمال التجارية، بما في ذلك تخفيض معدلات ضريبة الدخل على الأفراد والشركات، على سبيل المثال، خفضت ضريبة الدخل على الشركات من 25.0 في المائة إلى 22.5 في المائة في عام 2015.

أدى تسارع النمو الاقتصادي إلى زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الداخل بنسبة 45.7 في المائة على أساس سنوي بالقيمة الحقيقية في عام 2015؛ تراجع عجز الموازنة العامة للحكومة العامة في مصر من 8.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2010 إلى 13.3٪ في عام 2015، بسبب الاضطرابات السياسية منذ عام 2011 والتي أدت إلى تبني الحكومة لسياسات توسعية، إلى جانب زيادة الإنفاق على الدفاع لتعزيز الأمن الداخلي. ومع ذلك، فإن اتساع العجز كان سيكون أسوأ إذا لم يكن للحصول على المساعدة المالية من دول الخليج.

ومن شأن إجراء مزيد من التخفيضات الكبيرة في دعم الوقود، وانخفاض أسعار النفط، واستمرار المساعدة المالية الدولية أن يساعد على تحسين المالية العامة في المستقبل.

وسيؤدي الاستثمار في البنية التحتية وخفض الدعم إلى خلق المزيد من فرص العمل والحد من العجز في الميزانية

بعد أربع سنوات طويلة من الاضطرابات السياسية والنمو الاقتصادي البطيء، وضعت مصر نفسها على طريق جديد للإصلاحات. وقد واصلت الحكومة الشروع في إصلاحات دعم الوقود منذ يوليه 2014، مما ساعد على تقليص العجز المرتفع في ميزانيتها.

وعلاوة على ذلك، أعلنت الحكومة في ميزانيتها لعام 2016 تخفيضات في إجمالي فاتورة الدعم بنسبة 14.0٪ في السنة المالية 2016/2017، وذلك أساسا عن طريق خفض الدعم على المنتجات النفطية بنحو 43.0٪. ومن خلال التخفيضات الأعمق في دعم الوقود، ينبغي أن تكون الحكومة المصرية قادرة على إعادة تخصيص المزيد من الموارد للفقراء من السكان وإلى الأنشطة الكثيفة العمالة، مثل البنية التحتية.

ومن المتوقع أن يؤدي التوسع في مشروع قناة السويس الذي تم الكشف عنه في أغسطس 2015 إلى زيادة كبيرة في الإيرادات السنوية الحالية وخلق عدد كبير من فرص العمل الجديدة.

ووفقا لمصادر التجارة، تخطط الحكومة لاستثمار 2.3 مليار دولار أمريكي، خلال الفترة 2015-2020، على بناء مراكز التسوق الكبرى والمستودعات الكبرى التي من المتوقع أن تخلق 40،000 فرصة عمل جديدة.

وفي مارس 2015، أعلنت الحكومة عن مشروع ضخم لبناء رأس مال جديد في القاهرة بقيمة 45.0 مليار دولار أمريكي. ومع ذلك، بدأت مصر للتو مسيرتها للإصلاحات؛ مواصلة الإصلاحات الثابتة إذا ما نفذت بحزم، يجب أن تساعد على الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل، وتحفيز نمو الوظيفي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً