"أهل مصر" تخترق عالم استغلال الأطفال.. 70% من عمالة الأطفال بدمياط من خارج المحافظة (تقرير)

مهن شاقة.. مطاردات أمنية.. كسب قليل تلك عناوين مملكة استغلال الأطفال. كثير من المشاهد التى انتشرت من باعة جائلين، متسولين وبائعى الورود نقلت صورًا سيئة عن عمل الأطفال داخل مصر، ورغم اتجاه الدولة حيال حماية الأطفال من خلال مؤسساتها، إلا أن الواقع مغاير تمامًا، وفى السطور التالية تكشف لكم "أهل مصر" أسرار عالم استغلال الأطفال.

فى محافظة دمياط، وتحديدًا بميادين المحافظة تجد مجموعة من الأطفال مجهولى الهوية، لا يعرف عنهم أحد شيئًا سوى أنهم يقومون بغسل السيارات نظير مبالغ زهيدة لا تكفى وحبة واحدة. اتخذوا من مبنى مركز الإعلام مسكنًا يأوون إليه كل ليله. ينقسمون إلى مجموعتين، الأولى: هى التى تعمل فى غسيل السيارات، والثانية: تارة تقوم بالتسول وتارة أخرى تجدهم سريحة بالورد والمناديل.

اقتربنا قليلًا منهم فوجدنا أحدهم يعمل لصالح أحد الرجال بإحدى قرى دمياط، والذى يقوم بتسريحهم مقابل الحصول على 150 جنيهًا يوميًا من كل طفل، وسط غياب تام من قبل رجال الأمن، وكذلك منظمات حماية الطفولة ومؤسسات الدولة.

وفى مدينة رأس البر انتشر مشهد "السريح"، أطفال لا تتجاوز أعمارهم 11 عامًا يحملون على أعناقهم صناديق خشبية يجولون بها شواطئ المدينة، ولكن على استحياء، خشية هجمات مجلس المدينة وقوات الأمن.

مطاردات أمنية عديدة طالبت بوقف الأطفال عن ممارسة العمل بتلك الطريقة، ولكن القوانين باتت عاجزة أمام ردع أصحاب هذه المملكةن والتى باتت خطرًا يداهم أمن المواطنين.

وفى إحصائية أجرتها "أهل مصر" تبين أن أكثر من 70% من الأطفال العاملين فى دمياط من خارج المحافظة، فأهل المحافظة يؤمنون بضرورة تعليم أبنائهم مهنة أو حرفة خلال إجازة المدارس، بينما انتشر وبشكل كبير الباعة الجائلون من الأطفال داخل المدينة.

أجرينا هذا الحوار مع أحد الأطفال المستغلين، بداية رفض أن نقوم بتصويره خشية رئيس المنظمة، قائلًا "لو اتصورت ونزلت على النت المعلم هايضربى وممكن يحرقنى بالنار"

تجاذبنا أطراف الحديث معه، فتعرفنا عليه، طفل فى التاسعة من العمر يدعى على، يعمل سريحًا داخل مدينة رأس البر، فقال: "كل يوم أروح للمعلم، وهو اللى بيدينى الشغل، أيام أسرح بسجاير وأيام تاينة بملابس، ولازم كل يوم أورد ربع الإيراد اللى معايا".

وأسرد الطفل على: أنا من الإسماعيلية، وجيت هنا عشان أشتغل وأصرف على أهلى، بس مالقيتش شغل غير ده، وكل يوم الحكومة تجرى ورانا، ولو ضاع منى حاجه المعلم يضربنى ويخصم منى الفلوس.

وأنهى كلماته قائلًا: "تعلمت التدخين، وكل اللى أنا عايزة أشتغل شغلانة نضيفة ترحمنى من اللى أنا فيه ده".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً