تتجه كل من ساحل العاج وغانا، اللذان يعدان من أكبر منتجى الكاكاو على مستوى العالم، إلى تعميق التعاون فيما بينهما على أثر انخفاض أسعار الكاكاو، والسؤال الذى يطرح نفسه هل هما بصدد إقامة كارتل للكاكاو؟ لقد أدى انخفاض أسعار الكاكاو بنسبة 30% فى الصيف الماضى إلى المزيد من المشاورات بين حكومات دول غرب أفريقيا وعلى رأسهم هاتان الدولتان.
وجاء توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خلال الزيارة الرسمية الأولى للرئيس الغانى نانا أكوفو ادو فى مطلع هذا الشهر لأبيدجان، لتؤكد حرص هاتين الدولتين - اللتين تقعان في غرب أفريقيا - على توثيق التعاون فيما بينهما فى كافة المجالات ولا سيما قطاع زراعة الكاكاو متجاوزتين بذلك الخلاف الحدودى البحرى، الذى من المقرر أن تحسمه المحكمة الدولية لقانون البحار فى سبتمبر المقبل.
وأكد الرئيس الغانى أن هذه الاتفاقية من شأنها تنسيق الجهود للعمل سويا، ومن جانبه أشاد نظيره الإيفوارى بها، مشيرا إلى أنه ليس من العدل أن يكون البلدان تابعين وليس فاعلين فيما يتعلق بتقلبات الأسعار الخارجية وأضاف انهما بصدد وضع هياكل تسويقية بشأن عمليات تحويل بذور الكاكاو إلى عجينة وزبدة.
فيما يتعلق بمسألة تهريب الكاكاو عبر الحدود فقد أكدت الدولتان عزمهما المضى قدما لمحاربة حالات التهريب الذى يوثر بالسلب على العوائد الضريبية لساحل العاج.
وأعلن المجلس الغانى للكاكاو (كوكوبود) ومجلس البن الإيفوارى توثيق التعاون بينهما من خلال عقد اجتماعات منتظمة وإنشاء لجنة فنية لبحث أفضل السبل لإدارة الإنتاج وضمان الاستدامة.
ولكن كيف سيكون شكل هذا الكارتل بين غانا وساحل العاج اللذين ينتجان 60% من محصول الكاكاو على مستوى العالم؟ هل سيقومان بتخزين بذور الكاكاو لرفع الأسعار العالمية عندما تواجه خطر الانخفاض؟ لكن من أين لهما بالأموال اللازمة لعمليات التخزين علما بأن الكوكوبود لا يملك المال فى حين تأثرت ساحل العاج بسبب انخفاض عائدات تصدير الكاكاو إلى النصف والناتج المحلى الإجمالى بحوالى 15% مما اضطرها إلى طلب المساعدة المالية من صندوق النقد الدولى.