أقسموا عهدًا أمام الله بأن أرواحهم أقل ما يُقدم لحماية مصرنا، عيون ساهرة لا تكل ولا تمل من حماية الوطن ومقدرات البلاد، بعضهم استشهد أثناء تقديمه واجبه الوطني، وزملاؤهم الآخرين من رجال الشرطة يسعون إلى الثأر لدمائهم، وفي إطار سعي وزارة الداخلية للقضاء على الإرهاب والجماعات المتطرفة، وجهت الداخلية فجر اليوم الأربعاء، ضربة قاسية للعناصر الإرهابية أسقطت خلالها 4 عناصر إرهابية بمنطقة السادس من أكتوبر، من منفذي الهجوم الإرهابي على سيارة الشرطة بالبدرشين، والذي أسفر عن استشهاد 5 من رجال الشرطة منذ أسبوعين.
- بداية الواقعة
البداية كانت عندما وردت معلومات لرجال الأمن الوطني تفيد باختباء 4 عناصر إرهابية مطلوبين في عدة قضايا، داخل شقة سكنية بمنطقة "أبو الوفا" بأكتوبر، وأثناء القبض على المتهمين وقع تبادل لإطلاق الرصاص، ما أسفر عن مقتل العناصر الإرهابية، وعثر بحوزتهم على أسلحة نارية وذخيرة حية، بالإضافة إلى أسلحة شرطية مسروقة، وانتقلت النيابة لمناظرة جثث القتلى ومعاينة مسرح الواقعة.
وأكد مصدر أمني، أنه تم العثور على الأسلحة النارية التي استولى عليها منفذي الهجوم الإرهابي على سيارة الشرطة بالبدرشين، داخل شقة العناصر الإرهابية الأربعة الذين قتلوا خلال تبادل لإطلاق الرصاص مع قوة أمنية بمنطقة مساكن "أبو الوفا" بأكتوبر.
وقال المصدر، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إن الأسلحة النارية التي استخدمها القتلى في إطلاق النار على القوة الأمنية هى الأسلحة المستخدمة بالهجوم على سيارة شرطة البدرشين، ما أسفر عن استشهاد 5 أفراد شرطة، مشيرًا إلى أن القتلى الأربعة الذين لقوا مصرعهم، ينتمون لحركة "حسم" الإرهابية.
وأضاف المصدر، أنه تم تحديد مكان إقامة المتهمين عقب القبض على 4 من أعضاء الحركة بشقة ببولاق الدكرور، وبحوزتهم أسلحة نارية، مؤكدًا أن القتلى كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف رجال الشرطة، بواسطة الأسلحة النارية التى تم العثور عليها بشقة القتلى.
وفرضت قوات الأمن كردونًا أمنيًا بمحيط المنطقة، التي شهدت تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن وعدد من العناصر الإرهابية التى شاركت فى استهداف رجال الشرطة بقرية "أبو صير" بالبدرشين.
من جانبها، تواصل النيابة مناظرة جثث القتلى ومعاينة مسرح الجريمة، وتحفظ خبراء المعمل الجنائى على فوارغ طلقات بموقع الحادث، كما تحفظ رجال المباحث على الهواتف المحمولة الخاصة بالقتلى وجارٍ فحصها.
فيما قال شهود عيان على الحادث، إنهم سمعوا صوت إطلاق نيران من جانب قوات الشرطة في تمام الساعه التاسعة والنصف وحتى الساعة العاشرة، واستمر لما يقرب من 25 دقيقة بعدها توقف فجأة وحينما حاولوا الاستعلام عن الأمر، أخبرتهم قوات الأمن أن هناك مجموعة من العناصر الإرهابية يختبئون داخل إحدى الشقق السكنية بالمنطقة.
ويقول "أحمد. س"، أحد سكان المنطقة، إنه يقيم بالمنطقة منذ أكثر من سنتين وعلى الرغم من ذلك لم يختلط بهؤلاء الإرهابيين ولم يعلم بوجودهم إلا اليوم، مشيرًا إلى أن منطقة "أبو الوفا" التى شهدت الواقعة، إحدى المناطق العمرانية الجديدة ومعظم قاطنيها من العمال والسائقين والمغتربين لذلك لا يوجد أي تواصل بينهم أو اختلاط.
فيما أوضح "أيمن.ع"، أنه منذ عدة سنوات شهدت تلك المنطقة تبادلًا لإطلاق نار أيضًا بين قوات الأمن وعدد من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن تلك العناصر تختار تلك المنطقة (أبو الوفا) بعناية كمأوى لهم نظرًا لبعدها عن أعين رجال الأمن وسهولة الاختباء بالمناطق الجبلية المحيطة بها.
انتقل خبراء المعمل الجنائي إلى موقع الحادث، وتم التحفظ على أسلحة نارية وفوارغ طلقات بمحل الواقعة تمهيدًا لمطابقتها بالأسلحة النارية المستخدمة في الهجوم الإرهابي الذي استهدف سيارة شرطة بالبدرشين، بالإضافة إلى حادث الهجوم على محطة تحصيل الرسوم بالعياط، الذي أسفر عن استشهاد ضابطين ومجند.
كانت معلومات كشفت لضباط قطاع الأمن الوطني، إقامة 4 عناصر إرهابية بشقة تابعة لدائرة قسم شرطة ثان أكتوبر.