في ذكرى وفاة توفيق الحكيم.. تزوج بـ 15 شرطًا فرضتهم زوجته عليه

توفيق الحكيم العبقرى البخيل كبير الأنف - كما كان يقول على نفسه - فطالما انتفد أنفه الطويل!! وسخر منه فى كتاباته ابن طبقة الأرستقراطية الراقية بخيل وعدو المرأة التى يعشقها.

حياته:

توفيق الحكيم، ولد فى الإسكندرية وتوفى فى القاهرة. كاتب وأديب مصرى، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية، ومن الأسماء البارزة فى تاريخ الأدب العربى الحديث، كانت للطريقة التى استقبل بها الشارع الأدبى العربى إنتاجاته الفنية ما يعد نجاحًا عظيمًا.

وفى ١٩٤٦ تزوج الحكيم أثناء عمله فى «أخبار اليوم»، وأنجب طفلين هما إسماعيل وزينب، ولم يخبر أحدًا بأمر زواجه، حتى علق مصطفى أمين قائلًا: "نحن الصحفيين مهمتنا الحصول على الأخبار، نحصل عليها من السراى، ولا نعرف بزواج الحكيم" ويكتب مصطفى أمين عن زواجه فى مقال له بعنوان "عدو المرأة يتزوج بشروطه"، فهو حقا تزوج بخمسة عشر شرطًا وقعت عليها زوجته قبل توقيعها عقد الزواج، وهى:

الشرط الأول: ألا يعرف أحد أننا تزوجنا، أريد أن يبقى هذا الزواج سرًا لا تعرفه إلا أسرتك فقط لا غير.

الشرط الثانى: ألا ينشر نبأ هذا الزواج فى الصحف لا تلميحًا ولا تصريحًا.

الشرط الثالث: ألا أخرج معك خارج البيت، أنا أخرج وحدى وأنت تخرجين وحدك.

الشرط الرابع: أن أسافر وحدى إلى الخارج، ولا تسافرين معى.

الشرط الخامس: ألا نستقبل ضيوفًا فى بيتنا لا من الرجال ولا من النساء.

الشرط السادس: ألا أصحبك إلى نزهة أو رحلة حتى إلى مدينة الإسكندرية.. أنت تسافرين وحدك وأنا أسافر وحدى.

الشرط السابع: سوف أعطيك كل شهر مائتى جنيه. أنت تدفعين منها إيجار البيت ومصاريف الطعام والكهرباء ومرتبات الخدم، ولا تتجاوزين هذا المبلغ بمليم واحد.

الشرط الثامن: لست مسؤولًا عن مشاكل البيت والخدم، وهى مسائل من صميم اختصاصك وحدك، والمطبخ من اختصاصك.

الشرط التاسع: مشاكل الأولاد من اختصاصك وحدك.

الشرط العاشر: مهمتك أن تمنعى عنى الشحاذين والمتسولين والنصابين، الذين يطلبون منى نقودًا.

الشرط الحادى عشر: لا تطلبى منى شراء سيارة، وأنا رجل تعودت أن أمشى على قدمىّ، ويمكنك لو شئت أن تستعملى الترام وتجلسى فى عربة الحريم.

الشرط الثانى عشر: يجب أن تعاملينى كطفل صغير، والفنان طفل صغير يحتاج دائمًا إلى الرعاية والاهتمام.

الشرط الثالث عشر: إننى أريد بيتًا هادئًا لا ضجة فيه ولا خناقات ولا أصوات تزعجنى حتى أتفرغ لكتابة ما أريد.

الشرط الرابع عشر: أن أنام فى غرفة نوم وحدى وأنت تنامين فى غرفة نوم أخرى.

الشرط الخامس عشر: إننى لا أريد أن تتدخل الزوجة فى عملى، وسوف أعتبر نفسى مسجونًا فى سجن بلا أسوار، أدخل فيه عندما أريد وأخرج منه عندما أشاء.

وقال توفيق: إنه من العجيب أن عروسى وافقت على هذه الشروط القاسية، التى لم يسبق لها مثيل، وإنها احترمت شروطى ولم تعترض على أى منها.

الأفلام: الرسالة، رصاصة فى القلب

الترشيحات: جائزة نيوستاد الدولية للأدب

أقوال توفيق الحكيم:

ليس العقل ما يميز الإنسان عن الحيوان ولكن الضمير - العقرب تولد وسمها فيها، أما أنت أيها الإنسان فتولد نقيًا صافيًا، ثم تصنع أنت بيدك سمومك، ثم تعيش حياتك تبحث عن الترياق - تُقاس قيمة الأفراد والشعوب وقوتها، بمقدار حركة الفكر فيها - التفكير هو حركة الشك، والعمل هو ثبات اليقين، والإيمان هو قوة الثبات والدفع والإصرار على التحقيق العملى ليقين العقيدة - لا يوجد إنسان ضعيف، ولكن يوجد إنسان يجهل فى نفسه موطن القوة - إن المرأة إذا لم تحب من قلبها، فلا بد من إغرائها ببريق الذهب.. والفنان إذا لم يتفجر ينبوع نفسه لغير شئ فلا بد من طرقه بفأس من ذهب.

عاش توفيق الحكيم الحربي، الحرب العالمية الأولى والثانية، كما أنه عايش الأدباء الذين عاشوا هذه الفترة، ومن أمثلتهم مصطفى صادق الرافعى وطه حسين والعقاد، كما أنه أيضًا عايش الشعراء فى ذلك العصر، ومن أمثلتهم أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، كما أنه عاش فترة الانحطاط الثقافى المصرى فى الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. توفى توفيق الحكيم فى 26 يوليو 1987 م، وذلك فى مدينة القاهرة، وقد أقيمت له جنازة كبيرة، كان فيها جميع أدباء مصر وشعرائها، حيث إن توفيق الحكيم كانت علاقته مميزة بالأدباء والشعراء والفنانين.

المناصب التى تقلدها:

اشتغل توفيق إسماعيل الحكيم لفترة وجيزة فى مكتب أحد المحامين، ثم عمل وكيلًا للنائب العام بعد رجوعه من باريس سنة 1930م، وعمل بعدها أيضًا مفتشًا للتحقيقات فى وزارة المعارف عام 1934م، ثم مديرًا لإدارة المسرح والموسيقى فى الوزارة سنة 1937م، ثم قدم استقالته.

الأحزاب والمرأة

وعلى الرغم من ميول الحكيم الليبرالية ووطنيته؛ فقد حرص على استقلاله الفكرى والفنى، فلم يرتبط بأى حزب سياسى قبل الثورة؛ فلما قامت ثورة يوليو 1952م ارتبط بها وأيّدها، ولكن فى الوقت نفسه كان ناقدًا للجانب الديكتاتورى غير الديمقراطى الذى اتسمت به الثورة منذ بدايتها.

كما تبنى الحكيم عددًا من القضايا القومية والاجتماعية وحرص على تأكيدها فى كتاباته، فقد عُنى ببناء الشخصية القومية، واهتم بتنمية الشعور الوطنى، ونشر العدل الاجتماعى، وترسيخ الديمقراطية، وتأكيد مبدأ الحرية والمساواة.

ومع ما أشيع عن توفيق الحكيم من عداوته للمرأة، فإن كتاباته تشهد بعكس ذلك تمامًا، فقد حظيت المرأة بنصيب وافر فى أدب توفيق الحكيم، وتحدث عنها بكثير من الإجلال والاحترام.

أعمال توفيق الحكيم:

كتب وألّفَ توفيق الحكيم العديد من المُؤلّفات الأدبيّة فى مجال الرّوايات، والقصص القصيرة، والمسرحيّات، وغيرها، وتجاوز عدد مُؤلّفات توفيق الحكيم أكثر من 60 مؤلَّفًا، كما تُرجمتْ العديد من مؤلّفاته إلى لُغاتٍ عالميّةٍ.

الحكيم وعبد الناصر:

أنزله جمال عبد الناصر منزلة الأب الروحى لثورة 23 يوليو، بسبب "عودة الروح" التى أصدرها الحكيم عام 1933، ومهّد بها لظهور البطل المنتظر الذى سيحيى الأمة من رقادها. ومنحه جمال عبدالناصر عام 1958 قلادة الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى فى العام نفسه. ولم يذكر أن عبدالناصر منع أى عمل لتوفيق الحكيم، حتى عندما أصدر "السلطان الحائر بين السيف والقانون" عام 1959، و"بنك القلق" عام 1966، حيث انتقد النظام الناصرى ودافع عن الديمقراطية. ووصل الأمر أن عبد الناصر كان يستقبل الحكيم فى أى وقت وبغير تحديد موعد. وهو ما أكده الحكيم نفسه فى جريدة الأهرام فى 15 مارس.

علاقة الحكيم بالمشايخ:

وكان لكتاب "حواري مع الله" لغط كبير وقتها من قبل رجال الدين، مما دفع الشيخ ااشعرواي إلى إصدار بيان موقع باسم الشيخ محمد متولى الشعراوى.

قال الشيخ والكلام هنا نصًا: «ما يكتبه توفيق الحكيم ضلال وإضلال، لقد شاء الله سبحانه وتعالى ألا يفارق الكاتب الدنيا إلا بعد أن يكشف للناس ما يخفيه من أفكار وعقائد، كان يتحدث بها همسًا، ولا يجرؤ على نشرها، ولقد شاء الله ألا تنتهى حياته إلا بعد أن يضيع كل خير عمله فى الدنيا حتى يلقى الله سبحانه وتعالى بلا رصيد إيمانى»، ولكن سرعان ما تحول الشيخ الشعرواى عن مواقفه عند مرض توفيق الحكيم. فيقول الشيخ: ذهبت لزيارة توفيق الحكيم، وهو فى مستشفى المقاولون العرب، وكان قد قال: أنا شفت الشيخ الشعراوى فى الرؤيا.. رأيته فى المنام، قال ذلك للأطباء الذين يعالجونه، وكانوا قد نقلوه من الإنعاش إلى غرفته، وقد أبلغتنى ابنته بحكاية الرؤيا هذه وقالت إنه يريد أن يرانى، فذهبت إليه وأذكر أنه قال لى: يا شيخ شعراوى عايز أعرف منك ما المطلوب منى الآن؟ فقلت له: المطلوب منك الآن أن تتقرب من الله قربًا شديدًا لتكفر عن البعد الشديد، وأول شىء تتقرب به إلى الله هو الصلاة، وأعطيته السجادة.

لا أدرى هل استجاب توفيق الحكيم لوصية الشيخ الشعراوى أم لا؟ هل أخذ السجادة وقام للصلاة أم لا؟ فقد نمت وهناك صور نشرت فى الصحف أيامها توثقها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً