اعلان

حكاية امرأتين كانتا سببا فى آلام نزار قبانى

على قدر عشقه للمرأة إلا أنها كانت السبب الرئيسي في أوجاع وآلام شاعر الحب والرومانسية نزار قباني.

نزار توق مرارة الألم علي يدها مرتين، الأولى كانت على يد شقيقته التي انتحرت عندما أجبرتها أسرتها على الزواج من رجل لا تحبه، وفي البداية أخفى نزار سر وفاة شقيقته، معلنا أنها توفيت بالقلب.

ووصف "نزار" رحيل شقيقته فى كلمات قليلة ولكنها ذات معنى كبير قائلا: "صورة أختى وهى تموت من أجل الحُبّ محفورة فى لحمى، كانت فى ميتتها أجمل من رابعة العدويّة"، حتى أن البعض رأي أن تلك الحادثة سبب رئيسي في تناول نزار لأشعار الحب والمرأة هذا إلى جانب علاقتهالقوية بوالدته.

المرة الثانية جاءت علي يد "بلقيس" زوجة نزار قباني التي قتلت في تفجير انتحاري بالعاصمة اللبنانية بيروت أثناء الحرب اللبنانية الأهلية فى عام 1982، ورثاها فى قصيدة بلقيس، وكان نزار قبانى قد تزوج مرّتين: الأولى من ابنة خاله زهراء آقبيق، وأنجب منها توفيق وهدباء، وتوفيت زوجته فى عام 2007، والثانية من بلقيس الراوى التى كانت عراقية الأصل، والتى قرر نزار قبانى الزواج منها بعد لقائه بها فى أمسية فى بغداد، وأنجب منها عمر وزينب ولم يتزوّج بعدها.

هناك الكثير والكثير من الأسرار في حياة بلقيس التي لم يعلم عنها "نزار" شيئا إلا عقب رحيلها من بينها ظهور الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في مقر الحادث وهو مكلوم من شدة الحزن وأمطار الدموع تغطي عينيه.

يومها فوجئ نزار بالرئيس الراحل وهو يصرخ بصوت متهدج: «أين أنت يا بلقيس؟»، «أين أنت يا ابنتي؟»، «ردي على أبيك يا وردة الثورة الفلسطينية؟»، ووسط حزنه أخذ يفكر نزار «هل من الممكن أن تكون زوجته العراقية التي التقاها منذ 12 عامًا وأنجب منها زينب وعمر نجلة عرفات؟؟ لم يكن يعرف أن لياسر عرفات ابنة اسمها بلقيس؛ فليس في حياته ما يشير إلى ذلك، بل ليس في تاريخه ما يشير إلى أنه تزوج ذات يوم غير القضية الفلسطينية!!».

الزعيم الفلسطيني بعد أن قضى 15 يومًا تحت الأنقاض يبحث عن «ابنته بلقيس» ثم بقي بعد دفنها يعاود والدتها ويقدم لها الطعام والدواء محاولًا التخفيف عنها طوال 40 يومًا، جلس إلى نزار قباني ليشرح له السر الذي أخفته بلقيس منذ اليوم الأول لزواجهما.

ويروي نزار كاشفًا سر زوجته الراحلة: «عندما رجعنا من الجنازة إلى مكتب أبي عمار، بدأ اللغز ينكشف، قال: «في عام 1968 وكنا خارجين من معركة «الكرامة»، جاءتني في الأردن فتاة عراقية فارعة القامة، تجر وراءها ضفيرتين ذهبيتين، وطلبت مع زميلاتها في الثانوية تدريبهن على حمل السلاح، وقبولهن مقاتلات في صفوف الثورة الفلسطينية، وبالفعل أعطينا الفتيات العراقيات، ومن بينهن بلقيس، بنادق وأخذناهن إلى ساحة الرمي حيث تعلمن إطلاق الرصاص، وأساليب القتال».

استكمل: «ثم دارت الأيام وانتقل النضال إلى لبنان، كما كتب لبلقيس أن تعمل في سفارة العراق في بيروت، وذات يوم وبينما كان عرفات مدعوًا للعشاء لدى أحد الأصدقاء، فإذا بالفتاة العراقية ذات الضفيرتين الذهبيتين قبل عشر سنوات تدخل ومعها ذكريات نصرنا الجميل في «الكرامة» وتصافحه بحماسة، ولم تكن تلك الفتاة سوى «بلقيس الراوي» زوجتك ».

وقد تم تشييع بلقيس كمناضلة فلسطينية، ودفنها إلى جانب الشهداء الفلسطينيين، ولفها بالعلمين العراقي والفلسطيني؛ تكريمًا للأرض التي أخرجتها وللثورة التي نذرت نفسها لها، واختتم عرفات: «بلقيس الراوي لم تكن زوجتك فقط يا نزار، بقدر ما كانت ابنة الثورة الفلسطينية».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
حنان رمسيس: تثبيت أسعار الفائدة السيناريو الأقرب لنتائج اجتماع المركزي المصري اليوم