عندما نتحدث عن العلاقات بين مصر وإثيوبيا نتذكر ما حدث فى قضية "سد النهضة"، وحجم الخطر الذى يحمله "السد" لمصر، إلا أن هذه القضية حسمت نتيجتها قبل أن تبدأ، وعلى مر التاريخ تتعامل الدولة المصرية مع الشعب الإثيوبى على أنه جزء أصيل من الشعب المصرى، ولاحظنا ذلك خلال السنوات الماضية، أما اليوم فتقدم مصر هدية، هى فى حد ذاتها أبرز الهديا التى قدمتها مصر إلى إثيوبيا، وهى رحلة علاج يقوم بها الدكتور مجدى يعقوب لإجراء مجموعة من جراحات القلب لغير القادرين من الإثيوبيين.
تعددت الهدايا التى قدمتها مصر الى إثيوبيا، وكان من أبرزها مايلى:
القوافل الطبية:
لا شك أن القوافل الطبية المصرية التى تستهدف إثيوبيا خلال الأعوام السابقه لا علاقة لها بالسياسة بقدر ماهى علاقة إنسانية بالشعب الإثيوبى الشقيق، ويتم تنظيمها عن طريق وزارة الصحة، وأيضًا عن طريق الكنيسة المصرية، حيث تقوم تلك القوافل بمعالجة العشرات، بل المئات من الأشقاء الإثيوبيين فى العاصمة أديس أبابا وأقاليم أخرى، مما يخلق روحًا من الود والمحبة بين المصريين وأشقاءئهم الإثيوبيين.
وبدأت هذه القوافل تتوافد الى إثيوبيا منذ عام 2009 وحتى هذه اللحظة، وكان أهمها فى 1462014، حيث قام السفير المصرى فى إثيوبيا، بتسليم معدات طبية متطورة لوحدة العناية المركزة بالمركز الطبى لجراحات القلب للأطفال بمستشفى بلاك ليون بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، شملت المعدات أسرة طبية حديثة مجهزة، وأجهزة تنفس صناعى، ووحدات متابعة الوظائف الحيوية للمرضى، وقد استكملت الأجهزة الطبية المتطورة القدرة التشغيلية لوحدة العناية المركزة لجراحات القلب «ICU» بالمستشفى الإثيوبى، حيث توفر الوحدة الرعاية الطبية اللازمة لأمراض القلب من أبناء الشعب الإثيوبى الشقيق.
وفى 2015 قام وفد مصرى مكون من 15 طبيبًا، وقام الفريق بإجراء 40 عملية لحالات متقدمة، وكان الفريق متخصصًا فى الأنف والأذن والحنجرة والعظام، وذلك فى مستشفى سان بول بالعاصمة أديس أبابا، بالإضافة إلى دورة تدريبية لنحو 20 ممرضًا فى مجال التعقيم والوقاية من الأمراض.
زيارات مجدي يعقوب
ومما زاد هذه القوافل جمالًا زيارة الجراح العالمى الدكتور مجدى يعقوب إلى مركز القلب الإثيوبى، الذى زود من خلال مصر بأحدث الأجهزة، وكانت الزيارة الأولى له فى 2013، والثانية فى 2014، والثالثة كان لها طابع مميز عن المرتين السابقتين، حيث اصطحب فى هذه المرة 22 طبيبًا وجراحًا وممرضًا وأجرى فى مستشفى القلب قى أديس بابا 45 عملية، منها 15 عملية قلب مفتوح و30 عملية قسطرة.
أما الزيارة الرابعة له، كانت فى عام 2016، وكان الهدف من هذه الزيارة هو تسليم إثيوبيا عدة أحهزة من جانب الدولة المصرية، منها جهاز «قسطرة القلب» لمركز «كاردياك»، وجهاز إيكو للقلب لمستشفى «بلاك ليون»، وجهاز القنوات المرارية لمستشفى «سان بول».
وأما الزيارة الخامسة له بدأت منذ ثلاثة أيام وما زالت مستمرة حاليًا، وتضم 27 طبيبًا وجراحًا وممرضًا، ويأمل هذا الفريق فى إجراء 75 عملية جراحية خلال هذه الفترة، ويأتى ذلك فى إطار التعاون المستمر بين الدولة المصرية والإثيوبية.
المساعدات الإنسانية
عندما تعرضت أثيوبيا للجفاف في العام الماضي، بادرت مصر بيد مد العون، وتقديم المساعدات الغذائية لاكثر من 100 شخص من متضرري الجفاف، جاء ذلك في احتفالية شارك فيها كلا من سفير الخارحية المصري والأثيوبي، وأوضح مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في أديس أبابا في ذلك الوقت أن المساعدة المصرية تأتي في وقت شديد الحساسية، من حيث عجز المجتمع الدولي عن توفير الموارد المالية الكافية لمساعدة الجهود المبذولة لتوفير المواد الغذائية العاجلة لنحو 7.6 مليون مواطن إثيوبي.
الكنيسة المصرية والأثيوية
تعود العلاقة بين الكنيستين المصرية والأثيوبية إلى النصف الأول من القرن الرابع الميلادى حين قام بابا الاسكندرية أثناسيوس الرسولي بسيامة أول أسقف لاثيوبيا وهو الأنبا سلامة في عام 330م.
ومنذ ذلك الحين أصبحت كنيسة الأسكندرية هي الأم للكنيسة الأثيوية، وجرى التقليد ان يكون رأس الكنيسة الاثيوبية هو اسقفا مصريا يرسله بابا الاسكندرية؛ وأثناء الحكم الشيوعي حدث توتر بين الكنيستين وانقطع العلاقات بينهم لفترة طويلة، وسرعان ماعادت العلاقات عندما زار مصروفد اثيوبي، وتم بالفعل عقد برتوكول ينظم العلاقة بين الكنيستين عام 1994.
ويضهد التاريخ مد العلاقة الوطيدة بين الكنيسة الأرثوذيكية المصرية والأثيوبية.