"المتحولون جنسيًا" خارج الجيش الأمريكي.. "ترامب" يشكلون عبئًا على كاهلنا.. والقرار يعصف بموافقة "باراك أوباما" على مشاركتهم العام الماضى

أثار المتحولين جنسيًا حالة من الجدل، بعد مشاركتهم في الخدمة العسكرية خاصة في أكبر جيوش العالم، وفي عهد الرئيس الأمريكى الاسبق "باراك أوباما"، سمح لهذه الفئة بدخول الجيش الأمريكي، ولكن بعد تولى "ترامب" رئاسة أمريكا، دوت اليوم على حسابه الشخصى عبر تويتر، عن حظر المتحولين جنسيًا من المشاركة في الجيش الأمريكي، نظرًا لأنهم سيكونوا عبء على كاهل الدولة.

وجاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه لا يجوز للمتحولين جنسيًا أن يخدموا "بأي صفة" في القوات المسلحة.

وقال ترامب في تغريدة إنه بحث الأمر مع خبراء عسكريين وتوصل الى ان السماح للمتحولين بالخدمة في القوات المسلحة سيؤدي الى "تحمل نفقات طبية باهظة وعرقلة في عمل القوات المسلحة".

وكانت إدارة الرئيس السابق أوباما قررت في العالم الماضي السماح للمتحولين جنسيا بالخدمة بشكل كامل في القوات المسلحة.

ولكن في يونيو الماضي، قرر وزير دفاع ترامب، جيمس ماتيس، التريث لمدة ستة شهور في موضوع قبول انضمام المتحولين في القوات المسلحة.

وكان عدد من الجمهوريين قد عبروا عن معارضتهم للسماح للمتحولين جنسيا بالخدمة في القوات المسلحة أساسا.

وقدرت مؤسسة راند البحثية في عام 2016 أن نحو 2450 من مجموع افراد القوات المسلحة الأمريكية البلغ عددهم 1،2 مليونا هم من المتحولين جنسيا.

وقال ترامب في سلسلة من التغريدات "بعد استشارة كبار الضباط والخبراء العسكريين، أحيطكم علما بأن الحكومة الأمريكية لن توافق على ان يخدم أي متحول جنسيا في أي مركز في القوات المسلحة.. يجب على قواتنا المسلحة أن تركز على تحقيق الانتصارات الناجزة، ولا يسعها ان تتحمل النفقات الصحية الهائلة والعقبات التي يؤدي اليها قبول المتحولين في صفوفها".

ومما لا شك فيه أن قرار ترامب هذا سيغضب مناصري المتحولين جنسيا خصوصا وانهم قلقون من تأخير السماح للمتحولين بالانضمام الى القوات المسلحة اصلا.

الجدير بالذكر، أن الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الامريكية "باراك أوباما" كان قد فتح العنان للمتحولين جنسيًا، من خلال قرار تاريخي في يوليو 2016، أعلن وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر، إنه بات بإمكان المتحولين جنسيا الخدمة علنا فى الجيش الأمريكى والحصول على العناية الطبية فى إطار النظام الصحى العسكرى.

وقال كارتر إنه «إجراء مناسب لشعبنا ولجيشنا»، مشيرا إلى ضرورة «عدم جعل الحواجز غير المرتبطة بالمؤهلات» تقف عائقا أمام دخول عناصر جيدين إلى الجيش، مضيفا أن «اليوم أكثر من ثلث» أكبر 500 شركة أمريكية من بينها «بوينج» و«فورد» تقدم ضمانا صحيا يغطى المتحولين جنسيا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبارا من الأول من أكتوبر المقبل سيتمكن العسكريون المجندون فى الجيش ويحتاجون إلى علاج لتغيير جنسهم من الحصول على الخدمات الصحية العسكرية بما فى ذلك عملية جراحية محتملة.

وأكد وزير الدفاع الأمريكى أن الكلفة على الجيش ستكون ضئيلة وستشكل جزءا «صغيرا جدا» من مجموع النفقات الطبية.

ويشمل قرار البنتاجون عددا قليلا من الأشخاص، كما تظهر الأرقام التى عرضها وزير الدفاع، فمن أصل 1.3 مليون عسكرى فى الجيش الأمريكى هناك ما بين 2500 و7 آلاف شخص متحول جنسيا حسبما أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة «راند كوربوريشن»، استشهد بها كارتر.

لكن «هيومن رايتس كمباين» وهى أهم منظمة تدافع عن حقوق المتحولين جنسيا، ترى أن عددهم ييبلغ نحو 15 الفا و500 شخص فى صفوف الجيش.

وحدد البنتاجون مهلة عام قبل أن يبدأ بتجنيد المتحولين جنسيا، وشدد كارتر على أن المسئولين العسكريين «يدعمون الجدول الزمنى» لتطبيق القرار وذلك ردا على صحفيين أشاروا إلى غياب رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال جو دانفورد عن الإعلان.

من جانبه، قال رئيس لجنة القوات المسلحة فى مجلس النواب، الجمهورى ماك تورنبرى أن البنتاجون والرئيس بارك أوباما «يعطيان الأولوية لسياسة ضيقة».

وأضاف تورنبرى أن امن الولايات المتحدة يستند إلى قوات «جاهزة طبيا ويمكن نشرها» بسرعة، فيما الإدارة الأمريكية لم تثبت بعد أمام الكونجرس أن المتحولين جنسيا «تتوافر فيهم شخصيا هذه الشروط».

يذكر أن إدارة الرئيس بارك أوباما سمحت لمثليى الجنس أن يخدموا صراحة فى صفوف الجيش فى عام 2011، وتسمح 18 دولة على الأقل بدخول المتحولين جنسيا للجيش من بينها بريطانيا وأستراليا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً