تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم (الخميس) عددا من القضايا المهمة على رأسها مؤتمر الشباب بالإسكندرية.
ففي عموده "نقطة نور" بجريدة (الأهرام)، قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد تحت عنوان "بعد العسر يسر":اعتقد أن الحدث الأهم في مؤتمر شباب الإسكندرية، الذى يفوق أى إنجاز مادى ويشكل نقطة تحول مهمة في مسار مصر الاقتصادي، هذا اليقين الواثق الذى خرج من حوارات المجموعة الاقتصادية بأن مصر على الطريق الصحيح لإصلاح اقتصادى جاد تؤكد كل الشواهد أنه سوف يؤتى ثماره قريبا لينشر موجة تفاؤل حقيقية، تستند إلى أسباب عقلانية وعلمية واضحة ورشيدة، وواقع يومى يتغير تحت ناظرينا على مدار الساعة، وأرقام جديدة ذات دلالات جد مختلفة، تؤكد ارتفاع معدلات النمو الحقيقى خلال عام واحد من 3٫4 في المائة إلى 4٫9 في المائة، تنبئ بالاستمرار والاستدامة والمزيد من التقدم، وانخفاض ملموس في معدلات البطالة تؤكد قدرة الاقتصاد الوطنى على توليد 700 ألف فرصة عمل جديدة كل عام، وأن الفرج قريب، وأن المصريين يعبرون عنق الزجاجة إلى وضع أفضل، وأن مصر تنهض من جديد دولة قوية تصر على تحسين جودة حياة أبنائها والحفاظ على أمنها واستقرارها، وأن الإرهاب إلى زوال، ينحسر من فوق أرض سيناء ويتم تعقب فلوله في صعيد مصر والدلتا، وأن مصر سوف تظل ـ كما وعد جل جلاله ـ بلدا عزيزا يدخله الجميع آمنين".
وأضاف الكاتب، "رفع مؤتمر الإسكندرية معنويات المصريين وطمأنهم إلى غد أفضل رغم المصاعب التى كابدوها، وأنهى هذا اللغط الشديد الذى عاشته مصر منذ أن تم تحرير سعر الصرف والجميع يسأل، مصر إلى أين في ظل هذا الغلاء البلاء وهل لها من كاشفة؟!، وفتح بدلا من اليأس نافذة أمل كبيرة على مستقبل مشرق، بدد نوره دعاة الإحباط وخفافيش الظلام الذين يتفننون في نشر الكذب والشائعات، ويحاولون إضعاف الكم وتشويه صورة الجيش وتقويض أسس الدولة المصرية وضرب أمنها واستقرارها.
وتابع:"جزء كبير من النجاح يعود إلى هذا الحجم الضخم غير المسبوق من الإنجازات على امتداد السنوات الثلاث الذى قطع دابر أزمة الكهرباء بوفرة عالية تكفى المشروعات الجديدة، ويتصدى للعشوائيات التى حاصرت كل المدن المصرية من خلال الآلاف من عمائر الإسكان الاجتماعى تنشر الجمال والبهجة في أحياء جديدة متحضرة تنتشر في كل أرجاء مصر، تكفى حاجة كل من يريد مسكنا، فضلا عن شبكة الطرق القومية التى سهلت الحياة على الناس، ويزيد على ذلك مؤشرات الاقتصاد الكلى التى تؤكد انخفاض عجز الموازنة وعجز الميزان التجارى وميزان المدفوعات، وزيادة حجم الصادرات وانخفاض الواردات، بما يؤكد أن الإصلاح يختلف هذه المرة لأنه إصلاح حقيقى يصل إلى جذور المشكلات ويجتث أسبابها، يستند إلى إرادة سياسية صلبة لا تتردد في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح مهما تكن كلفته".
وأردف قائلا:"لكننا لا نستطيع أن نتجاهل قدرة المجموعة الاقتصادية خاصة وزيرتى التخطيط والضمان الاجتماعى د. هالة السعيد وغادة والى على فك طلاسم الاقتصاد ومعادلاته الصعبة في صيغ واضحة تصل إلى عقول الناس ببساطة ويُسر، تمكن المصريين من أن يعرفوا، لماذا كان الإصلاح حتميا وضروريا؟، ولماذا كان علينا أن نشرب الدواء المر أملا في التعافي، خاصة اننا كنا نسير في طريق مسدود نهايته المحققة فشل الدولة المصرية وإفلاس موازنتها!، لاننا نستهلك بأكثر مما ننتج نعتمد في 60 في المائة من غذائنا على الخارج، ونشترى بأكثر مما نبيع ونستدين من طوب الأرض، ونعمى عن رؤية حقائق الواقع، نعاند ونكابر في تحرير سعر الصرف، ونضيع أعواما طوالا دفاعا عن قيمة الجنيه بإجراءات تحكمية ترفضها قوانين السوق، زراعتنا خاسرة لأنها لا تغطى تكاليفها نستورد القمح والذرة والفول لأن إنتاجها في الخارج أقل كلفة، وصناعاتنا خاسرة لأنها تعتمد في 70 في المائة من مكوناتها على الاستيراد، وانتاجنا المحلى راكد وغير متطور لا يقدر على المنافسة، باختصار كنا ندور حول أنفسنا ومشكلاتنا في دورة مغلقة بلا مخرج".
وقال مكرم محمد أحمد:"فتح مؤتمر شباب الإسكندرية عيوننا على هذه الحقائق ونبه المصريين إلى المنزلق الخطير الذى ينحدرون إليه، وحفزهم على أن يواجهوا واقعهم بشجاعة ليدركوا أن الإصلاح كان ضرورة حتمية وأن الدواء المر هو الحل الصحيح، وأن الهرب من التزامات الإصلاح جريمة تصل إلى حد خيانة الأمانة".
وفي جريدة (الأهرام ) أيضا، قال مرسي عطا الله في عموده "كل يوم" تحت عنوان - رسائل السيسي - (ليست هناك قوة تستطيع أن توقف إرادة التغيير.. هذه العبارة القصيرة تلخص في اعتقادى خلاصة الرسائل المتلاحقة التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى لشباب مصر في مؤتمرهم الأخير.
وأضاف الكاتب، لم يقل الرئيس السيسي ذلك مباشرة ولكنه مجرد اجتهاد من جانبى في محاولة الفهم والقراءة لوقائع مؤتمر مفتوح ومكشوف ومذاع على الهواء.
وقال عطا الله، أحسست وأنا أتابع المؤتمر أن السيسي يمسك بنفير اليقظة منبها شباب الوطن إلى أننا في صراع شرس مع الفقر والتخلف، وهو صراع يمكن أن نراهن على حسمه لصالحنا ولكن ليس بضربة واحدة أو في عام واحد وإنما نحن أشبه بمن يخوض حربا ممتدة تتفاوت النتائج في معاركها المتصلة لكن بصحيح عملنا وصادق عزمنا نستطيع أن نكسب الحرب لصالحنا.
وأضاف:أحسست أن الرئيس السيسي يريد أن يحذر شباب مصر من أن يتسرب اليأس إلى نفوسهم أو أن يسيطر التردد على مشاعرهم فيقعوا في بحور الحيرة التى تمتليء بمياه راكدة من الإحباط وفقدان الأمل، بينما كل الشواهد على الأرض تؤكد قدرتنا على صنع التقدم واجتياز كل الحواجز والسدود التى عطلت مسيرتنا في الماضي.
وتابع:إذا كان الرئيس السيسي قد لخص التحديات التى تواجهها مصر في معركتى الزيادة السكانية والحرب ضد الإرهاب فإنه في ذات الوقت أكد أنه مطمئن لصحة رهانه على شباب مصر وقدرتهم على أن يصنعوا صورة جديدة لمصر من خلال الضغط على الواقع الصعب الذى نواجهه بعمق وجدية إرادة التغيير وبما يلبى مطالب الناس وأحلامهم المشروعة في مستويات لائقة للحياة كما تعيش الشعوب المتقدمة التى ترفع شعار: «أداء الواجب يسبق المطالبة بالحق».
وتحت عنوان "ثلاثة نماذج مصرية"، قال محمد بركات في عموده "بدون تردد" بجريدة (الأخبار): "خلال الأيام القلائل الماضية، طفت علي سطح الأحداث، ثلاثة نماذج لشخصيات مصرية شابة ورائعة، كلها من نبت هذا الوطن ومن ثراه المعطاء بالخير دائما والفياض بالحب والنماء أبدا، والذي كان منذ فجر التاريخ معلما للإنسانية وهاديا للبشر وموئلا للحضارة.
وأضاف:"لكل من الثلاثة قصة كفاح وتحد وفعل عظيم يستوقفنا جميعا بالاعجاب والتقدير ويدعونا للاحترام والاكبار بما فعلوه، لما له من دلالة وما يشير اليه من معني أول السطر والثلاثة يراهم البعض ظاهرة استثنائية، ويعتبرهم طفرة غير مألوفة في السلوك وغير قابلة للتكرار.. بينما أراهم غير ذلك رغم إدراكي لعظم ما فعلوه واعجابي وتقديري الكبيرين لما انجزوه، انطلاقا من اقتناعي الكامل بأن ما قاموا به رغم ضخامته وعظمه، إلا أنه يعبر في جوهره ومضمونه عن حقيقة هذا الشعب، ومعدنه الأصيل وقيمه الرائعة وروحه المتوهجة بالخير والسلام وحب البشر.
وأوضح قائلا:أول هؤلاء، هو ذلك الشاب المحارب في جيشنا العظيم، جنديا كان أو ضابطا ـ الذي كان يتولي قيادة الدبابة التي احبط بها العملية الإرهابية، التي كانت تستهدف احد كمائن القوات المسلحة جنوب العريش.. وتمكن بما قام به من عمل بطولي بالغ الشجاعة، من انقاذ عدد كبير من المدنيين والعسكريين..والثاني هو الشاب الرائع ياسين الزغبي الذي تحمل بصبر جميل ما ألمَّ به من مصاب جلل، وتحدي كل الصعاب، وأصر واستطاع قهر كل دعاوي الاحباط، حتي أصبح ايقونة للأمل والاصرار ومبعثا للبهجة والتوهج، واحتل مكانة كبيرة من الحب والاحترام في نفوسنا جميعا.
وأضاف:أما ثالث النماذج، فهي ابنتنا الغالية الشابة الصغيرة مريم، التي استولت علي قلوبنا وحبنا واحترامنا جميعا، بجهدها وكفاحها وعقلها الواعي والناضج، وما تملكه من نفس رقيقة بالغة الصفاء، وقدرة فائقة علي تبيان طريق الصواب والسير فيه لتحقيق ما تصبوا إليه بإرادة صلبة لاتلين، ونفس راضية بكل ما حباها به الله من نعم وما احاطتها به عائلتها البسيطة من حب ورعاية.
وأشار الكاتب إلى أن هذه النماذج الثلاثة هي نماذج مصرية خالصة تبعث علي الأمل في الغد الافضل، لأنها تعبر في حقيقتها عن قبس النور الكامن في نفوس المصريين جميعا، الذي قد يصعب علي البعض رؤيته بوضوح لكونه مطمورا وغير ظاهر في احيان.. ولكنه موجود في داخلنا دائما.