خاضت مصر حروبًا عديدة مع الأمراض المزمنة، فبدأت من البلهارسيا وشلل الأطفال، إلى أن وصلت إلى الالتهاب الكبد الوبائي، واستطاعت أن تنجح خلال 7 سنوات في علاج أكثر من 4 مليون شخص في علاج الفيرس، حيث أظهرت نتائج المسح العشوائي الذي أجري في مصر عام 2008 أن نسبة انتشار المرض وصل إلى 9.8%، في حين اختلفت النسبة عام 2015، حيث انخفضت ووصلت إلى 4.4%.
ويصادف اليوم الجمعة، اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي، المشهور بمسمى "فيرس سي"، ويعاني ما يقرب من 170 مليون شخصًا حول العالم من المرض، من نوع "ب، ج".
وتقدم "أهل مصر" في التقرير التالي رحلة نجاح مصر في علاج "فيرس سي"..
خاضت مصر صراعًا طويلًا في رحلة تصديها، لمرض فيرس "سي"، حيث بدأت بحلول عام 2006، بمنح المرضى المصريين عقار "الأنترفيرون"، لمدة عام كامل، لكن نتائج العلاج كانت ضعيفة مقارنة بشراسة المرض، ولذلك تم اللجوء إلى منح المرضي علاج "الانترفيرون والرايبافيرن"، وكانت نسبة الشفاء في ذلك الوقت تتراوح بين %30 و40%، ولكن العلاج كان يكلف الدولة كثيرًا، بالإضافة إلى وجود آثار جانبية كبيرة على المرضي.
وفي عام 2008، أجري مسح عشوائي وأظهرت نسبة انتشار المرض في مصر أن نحو 9.8% من إجمالي عدد السكان مصابين بالمرض، وعكس المسح الذي أجري عام 2015 نتائج المسح الأول، أظهر أن نسبة انتشار المرض هي 4.4% أو ما يعادل شفاء حوالي 4 ملايين شخص.
وأوضح قدري السعيد، المدير التنفيذي للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة، أن مصر عالجت حوالي مليون مريض مصاب بفيرس "سي"، منذ 2014 إلى عام 2016، متوقعًا أن ترتفع النسبة عن ذلك.
وبحلول عام 2014، دشنت اللجنة القومية موقعًا إلكترونيًا، بهدف تسهل عملية تسجيل طلبات للعلاج، حتي يتم تحويلهم إلى الوحدات العلاجية المخصصة لاستقبال المرضي.
وأدخلت مصر عقار "السوفالدي" في أكتوبر 2014، بعد أن تعاقدت على استيراده بما يعادل 1% فقط من ثمنه في الخارج، واستمر هذا الاستيراد حتى عام 2015، وأحدثت تأثيرا ملموسًا.
وكان في ذلك الوقت قد أطلق الرئيس السيسي، حملة قومية للقضاء على الفيروس في مصر، مع بدء استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة وتطبيق منظومة علاجية جديدة تعتمد على تقديم طلبات العلاج على الإنترنت، ولكن التقدم الحقيقي في علاج المرض، والسيطرة عليه بدأ في عام 2015، حيث اعتمدت مصر على تصنيع أدوية للمرض باسعار مخفضة.
وحسبما أعلن وزير الصحة، أحمد عماد الدين، في الرابع من أكتوبر الماضي، خلال الاحتفال بيوم الكبد العالمي، الذي تم إقامته في منطقة سفح الهرم، وأشادت مارجريت تشان، مديرة منظمة الصحة العالمية، بجهود مصر في مكافحة على جهود مصر مرض فيرس "سي"، وقالت "أريد أن أثني على الحكومة لالتزامها الكامل بتقديم دواء بأسعار معقولة للمصريين، عملت الحكومة بجدية كبيرة ولاقت دعما فنيا من منظمة الصحة العالمية".
ومن جانبها أرسلت منظمة الصحة العالمية، خطاب شكر إلى الجهات المعنية التي ساعدت في القضاء فيروس "سي" في مصر، وذلك في أكتوبر الماضي.
وأكدت الدكتورة مارجرت تشان، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن مصر نجحت في علاج فيرس "سي"، وأصبحت نموذجًا يحتذى به، ليس فقط لإعطائها الأمل في القضاء على المرض وإنما لتكاتف جميع الجهود في خطة عمل قومية تشمل الوقاية بزيادة الوعي المجتمعي.
وأوضحت خلال البيان أن مصر من أوائل الدول التي اتبعت المنهج الذكي في دعم تكلفة العلاج، بالإضافة إلى أنها من أوائل الدول التي اعتمدت توصيات منظمة الصحة العالمية في تطبيق مشروع الحقن الآمن، متوجهة بالشكر إلى الرئيس السيسي على اهتمامه بالقضاء على فيرس "سي".
وفي سبتمبر الماضي، أشادت المجلة البريطانية الأسبوعية " the lance"، بالإنجاز الذي حققه الطب المصري، وجاء غلاف المجلة عبارة عن، أحد رموز الفراعنة "الإلة حورس" يقف وهو يرتدي المعطف الأبيض رمز الطبيب، وينتزع من كبده فيروس سي، ممسكًا بعقاقير طبية فعالة، مشيرة إلى أن مصر نجحت في مكافحة مرض فيرس "سي".
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، خلال اجتماع عقده مع أعضاء مجلس الوزراء، يوليو الماضي، أن هناك أعداد كبيرة من المرضي تماثلوا الشفاء، موضحًا أن الفترة القادمة ستشهد نسب شفاء عالية.
واستقبلت مصر فبراير الماضي، لاعب برشلونة الأسباني، ليونيل ميسي؛ بهدف الترويج لبرنامج السياحة العلاجية بمصر لمرضى الفيروس، في إطار حملة "مصر رسالة سلام.. سافر اتعالج".