حكاية "بهيّة" ببني سويف.. تخلت عن أنوثتها للعمل في مهنة الرجال.. الديون دفعتها لبيع كليتها.. وتستغيث بالسيسي "فيديو وصور"

تخلت "بهية" صاحبة الـ32 ربيعًا، عن أنوثتها واستبدلت اسمها بـ"بكار"، لتظهر كشاب وسط مهنة الرجال الشاقة "المعمار"، بحثًا عن لقمة العيش لإطعام أطفالها الأربعة بعد حادث اشتعال النيران بـالتوك توك الذي كان يقوده الزوج "حمدي" منذ 5 أعوام، وإصابته بجلطة أصابته بـ"الخرس".

انتقلت "أهل مصر" لقرية الشيخ علي ببياض العرب، شرق النيل ببني سويف، ومع أول سؤالنا عن "بهية" عرفنا من الوهلة الأولى مدى شهرتها بالمنطقة، فالشباب قالوا "تقصد بكار بتاع المعمار" والسيدات قالت "أيوه الست اللى اتقلبت راجل" أما الأطفال فقالوا "أنت عايز بهية بكار بتاع التوك توك؟".

كل هذه العبارات دليلًا على مدي شهرتها بالمنطقة، وكانت هذه الفئات المجتمعية والعمرية المختلفة تسعى لمساعدتنا فى الوصول لـ"بهية" ظنًا منهم أننا "أهل خير" ونرغب فى مساعدتها، لدرجة أن شابين يستقلان دراجة نارية تطوعا لمساعدتنا للوصول إليها، إلى أن تحقق هدفنا لنجد أمامنا "رجلًا كامل الهيئة الشبابية يرتدي ثوبًا أبيض وشعرًا قصير وابتسامة رجولية تخرج من شفتيها صوتًا يبدو نسائيًا "تعالوا يا بهوات آني بهية..اتفضلوا" لتنزل علينا الصاعقة من هول الموقف "سيدة تحولت فعليًا لرجل".

فى البداية ظللنا لدقائق فى حالة استغرب، لا ندري ماذا نقول وعن أى شيئ نحدثها، إلى أن خرج السؤال الروتيني كبداية لفتح حوار يبدو صعبًا قلت لها "اسمك إيه" لتخرج كلماتها مترتبة وواثقة وجاهزة لأى استفسار، قائلةً: اسمي "بهية على سليمان" 32 سنة، ربة منزل، مقيمة الشيخ على، بياض العرب، شرق النيل ببني سويف: تزوجت من "حمدي سالم أحمد" 48 سنة، منذ 15 عامًا، كان له 3 بنات، بينهم بنتين متزوجتين، ورزقنا الله بـ3 أبناء هم "محمد ـ 10 سنوات، محمود ـ 9 سنوات، جنا ـ 3 سنوات" بالإضافة لطفلة صغيرة لقيت مصرعها منذ 5 سنوات، فى حادث اشتعال النيران بتوك توك، كان يقوده والدها، ونتج عنه إصابته بضمور فى الذراعين وجلطة على المخ أصابته بـ"الخرس" الذى أقعده بالمنزل.

وتابعت: بعد إصابة زوجي والتزامه بالمنزل، اضطررت للخروج للعمل بـ"التوك توك" بدلًا منه، ولكن العائد منه كان لا يكفي، ما اضطرني للعمل فى مهنة "المعمار" أحيانًا مساعدًا لبناء أو مبيض محارة "أشيل رملة وأسمنت" ولكن طبيعتي كأنثي، كانت تسبب لى متاعب مثل نظرات الجيران بسبب تعدد مرات خروجي أو زملائي فى العمل "كانوا يتعجبون مني" وأحيانًا كنت أتعرض لمضايقات من "الصنايعية".

وواصلت: فى يوم من الأيام، كنت أعمل مع بناء بمنطقة إسكان "ابني بيتك" وفوجئت به يحاول مغازلتي ولمسي تحرشًا بي "كان عايز حاجة مش تمام" فنهرته وعدت للعمل، ومنذ هذه اللحظة قررت أن أتخلى عن أنوثتي وأصبح شابًا مكتملًا لهيئة الرجال، أحضرت الحلاق للمنزل وحلقت شعري مثل الشباب وبدأت فى ارتداء ملابسهم وغيرت من هيئتي تمامًا حتى أصبحت "بكار" وهو الاسم الذى اخترته لنفسي ليناديني به الصنايعية فى الشغل أو زبائني بـ"التوك توك".

وأوضحت "بهية": أخرج للعمل صباحًا مع صنايعية المعمار "بناء أومبيض محارة" لأعود فى نهاية النهار لأواصل العمل بـ"التوك توك" إلى منتصف الليل، حتى أتمكن من توفير حياة شبه آدمية لزوجي القعيد وأبنائي "خرجوا من المدرسة علشان الفوس" وأسعي لإعادتهم، ومع نهاية اليوم أعود لزوجى أحاول أن أعطه حقه الشرعي وأن أظهر أمامه كزوجة مكتملة الأنوثة، لكن "تعب اليوم بيمنعني وبترمي على الأرض محسش بالدنيا".

وأضافت: على الرغم من ذلك إلا أن الديوان تراكمت عليّ، وهو ما جعلني أضطر لبيع "كليتي" بإحدي المستشفيات الخاصة بالقاهرة بـ25 ألف جنيه لأسدد هذه الديون وأحسن من معيشة أبنائي، ولكن مع مرور الوقت تراكمت الديون مرة أخرى، وعجزت عن سدادها، خاصة بعد أن احتجز رجال المرور "التوك توك" بسبب انتهاء رخصته وحاجتي لـ3 آلاف جنيه لإنهاء إجراءات الترخيص، بالإضافة لـ6 آلاف جنيه ديون تراكمت علي بسبب توقفى عن العمل لشعورى بالتعب بعد أن طغت علي طبيعيتي "الأنثوية" فكنت أحيانًا أشعر بالتعب وأترك العمل لأعود للمنزل، فكرت مرة أخرى أن أبيع "فص كبد" ولكن الأطباء منعوني "قالولى هتموتي".

واستغاثت "بهية" بالرئيس عبدالفتاح السيسي، بمساندة الأسرة والأطفال الصغار "مش عارفين نعيش العيال بسبب الغلا" وطالبت من رجال الخير التدخل لإنقاذ هذه الأسرة وتحقيق أمانيها البسيطة المتمثلة فى سداد ديوانها وتوفير مشروع تتكسب منه رزقها ويتماشي مع طبيعيتها كأنثي، لتوفير حياة كريمة لأطفالها وتأهيل منزلها ليكون مؤهلًا لحياة آدمية، مؤكدة أنه إذا تحققت أمنياتها وأحلامها بتحسين معيشة أبنائها ستعود طبيعتها الأنثوية "ساعتها هرجع زي ما ربنا خلقني".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً