شهدت محافظة الإسكندرية حالة من الاستياء والغضب الشديدين بين المواطنين بعد أن تداول نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورا لشاطئ جليم المجاني وتظهر الصور غسيل واستحمام "الخيول والحمير" في مياه الشاطئ إلي جانب المواطنين، وذلك في غياب تام لمسؤولي الشواطئ بالمحافظة.
وشاطئ "جليم" هو أحد الشواطئ المجانية بالإسكندرية، والتي تقلص عددها هذا العام إلي 5 شواطئ مجانية فقط وهم "جليم، وشهر العسل، والهانوفيل، والمكس، وسيدي كرير"، وتعد هذه الشواطئ هي المتنفس الوحيد للمواطن البسيط للاستمتاع بهواء ومياه البحر، ورغم ذلك إلا أن المواطنين اصطدموا بواقع مرير عند نزولهم للشاطئ، حيث سبقهم للمياه "الخيول والحمير" من كل الأحجام والانواع، ليشاركونهم في متنفسهم الوحيد ويُعكرون صفوهم، فضلا عن انتشار المخلفات والقمامة بالشاطئ.
وأثارت الصور التي تم تداولها غضبا شديدا بين رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، معبرين عن استيائهم لما آلت إليه شواطئ الإسكندرية من إهمال وسوء استغلال، وغياب للجهات الرقابية علي الشواطئ.
وعلقت إحدي الناشطات علي الصور المتداولة قائلة: " المشهد مستفز لأبعد الحدود.. والحكومة ملهاش دعوة بالمشهد ده.. المشهد ده بيخص الناس اللي موجودة علي الشاطئ يعني لومش عاوزين الحمير تنزل مش هتنزل.. والمفروض أي شخص شاف منطر زي ده كان يبلغ فورا وميستناش علي كده.. والشخص اللي بيجيب القرف ده ويحمّيه ده إنسان متخلف ولازم يتعاقب.. وطالما في ناس بهذه العقلية نبقي نستاهل لإننا بنخرب حاجات كتيرة باللي الناس بتعمله وبسكوتنا عليه".
وأضافت: "علشان كده بنقولوا التعليم لازم نبدأ بالتعليم بجد حرام اللي بنشوفه.. أنا بشوف ناس بتتبول في الشارع، وناس بتبثق في الشارع، وغيره.. بجد الموضوع موضوع ثقافة ووعي".
وقال المهندس محمد ماجد عبد الصمد، خبير السلامة والصحة المهنية ورئيس لجنة التدريب والتثقيف بحي الجمرك، إن ما تتعرض له شواطئ الإسكندرية من إهمال وتلوث أدي إلي تشوه وتغطية الوجه السياحى والجمالى لتلك الشواطئ برداء قبيح.
وأضاف عبد الصمد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن تحوّل شاطئ جليم إلي واحة لاستحمام الحيوانات ليس فقط تلويث للبيئة، وإنما أيضا هدم وتدمير لتاريخ الإسكندرية العريق، مناشدا الجهات المعنية بالمحافظة بسرعة التحرك لحماية شواطئ المدينة من الباعة الجائلين وكل من تسبب في هذ المشهد السئ.
وقال محمد توفيق، عضو مؤسس بالحملة الشعبية تراقب الإسكندرية، إن الشواطئ المجانية بالإسكندرية أصبحت لا تليق إلا للحيونات، وسط غياب تام من جانب المسؤولين التنفيذيين بالمحافظة، مضيفا أن العدد المحدود جدا المتبقي من شواطئ الإسكندرية والمتاحة لأهالي الإسكندرية والمصطافين بالمجان، أصبحت تشاركهم فيها الحيوانات.
وأضاف توفيق، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، "فوجئنا بمشاهد نزول الحيوانات البحر بجوار المصطافين ممن كان قدَرُهم الذهاب لشاطئ جليم المجاني، وكأنها رسالة للمواطنين أن المحافظة لا تقدم خدماتها إلا لمن يدفع"، مشيرًا إلي أن المواطن السكندري وضيوف الإسكندرية أصبحوا مطالبين في فصل الصيف بدفع فاتورة الاستمتاع بما خلق الله من مياه البحر ورمالها وكأنها إتاوة تفرضها الدولة.
من جانبه، نفي أسامة علي، مدير إدارة المصايف والشواطئ بالإسكندرية، صحة الصور المتداولة عبر موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" بشأن استحمام الخيول والحمير بشاطئ جليم المجاني، مضيفا أنها صور قديمة ولا صحة لها، وأن الشاطئ به أفراد أمن لضبط أي مخالفات، وما يثار يهدف إلى ضرب السياحة الشاطئية بالمحافظة بعد ما شهدت حالة من الإقبال الشديد عليها.
وأضاف علي، في تصريحات له اليوم، أن إدارة السياحة والمصايف بالإسكندرية برئاسة اللواء أحمد حجازي، متواجدة بالقرب من الشاطئ منذ الصباح الباكر، لمتابعة استعدادات مراسم تجهيز الحفل الغنائي الكبير الذي سيقام مساء اليوم الجمعة، بشاطئ ستنانلي، لافتتاح الكبائن ضمن فاعليات الاحتفال بالعيد القومي للإسكندرية".