أكد الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن الشريعة الإسلامية جعلت الإنسان مَسؤولًا، وحمَّلته الأمانة والحفاظ عليها ورعايتها، وجعلتْ ذلك له تكريمًا وتشريفًا إن أحسن القيام بأعبائها وأدى حقَّها.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف، في بيان اليوم، أن الإسلام جعل الإنسان مسؤولًا منذ بلوغه سن التكليف، وهو الرابعة أو الثالثة عشرة، ويَستمرُّ ذلك التكليف ما دام القلب ينبض، والعقل يعمل، حتى يفارق هذه الدنيا ويرحل عنها، والتكليف والمسؤولية لا يَسقطان عن الإنسان ما دام عقلُه حاضرًا، وفي جسده روح ويتنفَّس.
وأوضح العجمي، أن مَسؤولية حمل الأمانة والحفاظ عليها لا يقتصر على التكاليف الشرعية، والعبادات المفروضة، والشعائر التعبدية؛ كالصلاة والحج والصيام والزكاة، مع عِظَم شأنها ورفعةِ مَقامها، بل تشمل علاقة الإنسان بأخيه الإنسان أيضًا، وتَعامُله مع الخلق أجمعين على أساس العدل والرحمة والهداية، فالإنسان مسؤول عن تصرفاته وأعماله تجاه ربه وتجاه الآخرين.
وأشار إلي أن قدوتنا في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات والصعوبات هو الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، ومن يَستقرِئ سيرته العطرة، ويتأمل مسيرته الطيبة المباركة في تعامله وصبره ودعوته، وفي حلمه وجهاده وتحمله، وسائر ما تميز به مِن أخلاق وآداب، وشمائل وصفات يَجد أنه المثال الحي، والقدوة الصالحة، في تَحمُّل الأمانة ورعايتها، وأنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان على قدْرِ المسؤولية، كيف لا وقد زكاه المولى فقال "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وقال المولى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".
ووجه العجمى، حديثه للمجتمع، قائلا: "نحن علينا مسؤوليات جسام، ومهام عظام، في التحلِّي بالأخلاق الفاضِلة والآداب السامية في الدعوة والإرشاد، التي تعكس صورة الإسلام التي نزَل بها الوحي على قلب الحبيب سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم، فلا يجوز أن نَحيد عن ذلك المسار، أو نتَّجه إلى غير ذلك الطريق، مهما واجهتْنا الصعوبات أو التحديات، وتلقَّينا مِن أعدائنا الشتائم والمسبات".