قال الدكتور إمام غريب، رئيس لجنة شئون الشرق الأوسط بحزب المحافظين، إن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذى عقد مؤخرا بالقاهرة، جاء من أجل مساندة القضية الفلسطينية، ليمثل واحدة من المرات القليلة التى استطاعت الإرداة العربية أن تتوحد فى مواجهة الكيان الصهيونى وربما يذكرنا هذا الموقف بما قام به العرب أثناء حرب عام 73 بعد أن قامت الدول العربية بوقف تصدير البترول إلى الدول الغربية التى تساند الكيان الصهيونى فى عدوانها.
واستطرد "غريب"، قائلا "إن منع الكيان الصهيونى الصلاة فى المسجد الأقصى والذى له مكانة خاصة فى قلب كل عربى ومسلم فى العالم أجمع كونه أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول "ص" هو إجراء خطير وغطرسة صهيونية تحدث لأول مرة منذ قرابة 50 عاما بعد حريق المسجد الأقصى الذى حدث فى الحادى والعشرين من أغسطس 1969 م".
وتابع، "وللأسف فإننا كعرب ومسلمين دائما ما نكون رد الفعل لدينا يكون بعد الانتهاكات الاسرائيلية، فمنظمة المؤتمر الإسلامى والتى تضم 57 دولة إسلامية وتمثل كيانا لقرابة مليار و600 مليون مسلم جاء إنشاءها بعد حريق المسجد الأقصى، وهنا نؤكد أن على الدول العربية والإسلامية أن تستمر فى مساندة الفلسطينيين فى كفاحهم ضد الإسرائيليين وأن نستثمر وجود إدار أمريكية جديدة لإيجاد حل للصراع العربى الإسرائيلى.. ونعنى بها إدارة الرئيس الامريكى دونالد ترامب".
وحذر، "غريب"، المحتل الإسرائيلى من تداعيات استمرار الغطرسة والانتهاكات ضد الفلسطينيين العزل، واستفزاز مشاعر المسلمين بمنعهم من أداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك، وإقامة الحواجز والمتاريس حول المسجد لمنع المصلين من الوصول إليه، مؤكدا أن مثل تلك الإجراءات والاستفزاز الصريح قد يُدخِل المنطقةَ فى صراعات وحروب دينية، ويقوِّض كل إمكانية للتوصل إلى سلام شامل وعادل فى المنطقة على أساس حلِّ الدولتين.
واستكمل، علينا أن نستثمر أيضا مئات المليارات التى حصل عليها "ترامب" من الدول العربية فى محاولة للضغط منه على إسرائيل كى تقدم تنازلات للفلسطينيين وأن توقف الغطرسة الإسرائيلية فى ظل الانتهاكات التى تقوم بها ضد المسجد الأقصى، والحفريات أيضا التى تنفذها أسفل المسجد الأقصى من أجل إقامة هيكل سليمان المزعوم.
ونوه، إلى أن الغطرسة الصهيوينة تجاه الأماكن الإسلامية المقدسة قديمة منذ عقود ففى عام 1967م فى أعقاب النكسة قامت الكيان الصهيونى بإزالة العديد من منازل الفلسطينيين من أجل توسيع منطقة حائط البراق فى محاولة منهم لأن يصبح معلما دينيا، وبالفعل أجبرت إسرائيل كثير من قيادات العالم ومنهم الرؤساء الأمريكان للقدوم إلى حائط البراق والذى يسمونه زورا حائط المبكى ليصبح مزارا للجميع فى محاولة لكسب ود الكيان الصهيونى المغتصب.
وأردف، وهنا تجدر الإشارة إلى الموقف المصرى المساند للقضية الفلسطينية منذ 7 عقود منذ إبان حرب عام 1948م إلى الآن وما قدمته مصر من الآلاف الشهداء من أجل مساندة القضية العربية الفلسطينية حتى فى وقت الأزمات التى مرت بها مصر وتحديدا فى عام 2011م وقت ثورة يناير فلم تثنى هذه الثورة والإضطرابات فى مصر عن مساندة القضية الفلسطينية واستضافة الفصائل الفلسطينية خاصة فتح وحماس من أجل المصالحة على أراضينا، وهو ما ينبغى أن تقوم به الآن الحركتين الكبيرتين فى الأراضى الفلسطينية من أجل نبذ الخلافات لمساندة قضيتهم خاصة فى ظل المزايدة التى تقوم بها بعض البلدان العربية وبعض التنظيمات التى تتخذ من القضية الفلسطينية مجالا فى محاولة لكسب ود الشعوب العربية والإسلامية بمجرد شعارات وكلمة حق يراد بها باطل.
وأكد، أن قضية الأقصى الأسير هى قضية ليست فقط كل عربى ولكن هى قضية كل مسلم ويكفى ذلك أن نشير إلى أن صلاح الدين الأيوبى محرر بيت المقدس لم يكن عربيا وإنما كان مسلما كرديا تمكن الإسلام منه فاستطاع أن يوحد الجميع من أجل تحرير القدس الشريف.