التنقيب عن الذهب.. وسيلة الثراء في البحر الأحمر (صور)

البحث عن الذهب مهنة جديدة امتهنها شباب جنوب الوادى من أبناء محافظات الصعيد خاصة محافظتى " أسوان، والبحر الأحمر"، وعلى الرغم من صعوبة هذه المهنة وما تتطلبه من نفقات مالية باهظة، وأجهزة ومعدات، وتضحيات فى الأرواح، فإن بريق الذهب يهون عليهم كل ذلك، ويجعلهم يبيعون كل غال ونفيس من أجل توفير متطلبات هذه المهنة.

وعلى الرغم من أن مهنة التنقيب عن الذهب بطرق غير شرعية كانت منتشرة منذ فترة ليست بالقليلة ولكن كان القليل من يقومون بها، ولكن منذ 7 أعوام وبالتحديد عقب ثورة يناير عام 2011، انتشرت عمليات التنقيب عن الذهب بصورة كبيرة، وتطورت عمليات التنقيب باستخدام أجهزة بحث حديثة وسيارات مجهزة للتعامل مع الأودية الجبلية، ومعدات ثقيلة، بالإضافة إلى الاستعانة بالأسلحة للتعامل مع أي حالات طارئة.

ولم تجذب عمليات التنقيب عن الذهب والبحث عن الثراء السريع، المصريين فقط، بل جذبت منقبين من بلاد مجاورة أكثرهم من السودان الذين تم ضبط المئات منهم خلال العمليات الأمنية.

من جانبه، يوضح "أ. ف" من سكان جنوب البحر الأحمر، وأحد العاملين فى التنقيب عن الذهب بأودية مرسى علم، أن التنقيب عن الذهب أصبح المهنة الرئيسية بجنوب البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن معظم سكان المنطقة أهمل مهنة الرعى واتجه للتنقيب عن الذهب ليتخدوا من مهنتهم الأساسية ساترًا لممارسة عمليات التنقيب.

وأضاف أن التنقيب عن الذهب في البداية كان يتم بطرق يدوية وبخبرات الأهالي، ولكن مع وصول المنقبين السودانيين إلى مصر جلبوا معهم أجهزة حديثة تستخدم في عمليات التنقيب وهو جهاز "جي بي إس" المعروف بين المنقبين باسم (جيبا)، وكان ذلك عام 2009، وكان ثمن الجهاز يبلغ حوالي 5 آلاف جنيه ووصل سعره حاليا إلى 50 ألف جنيه.

ويوضح أحد الشباب الذين يعملون في التنقيب عن الذهب فى الأودية ما بين مرسى علم والشلاتين، أنه فى الوقت الحالى تتم عمليات التنقيب بالكشف بجهاز الكشف عن المعادن " جيبا أو تكنس " ثم يتم تكسير الصخور وحملها للمطاحن التى تتوفر فى مدينة إدفو بأسوان، وفى الأودية الجبلية فى مرسى علم، ويتقاضى صاحبها على الطن الواحد 1500 جنيه وفى النهاية يستخرج الذهب من الصخور بعد إضافة مواد عزل ومياه.

وأضاف أن التنقيب عن الذهب نقل الكثير من الذين عملوا فى تلك المجال من القاع إلى القمة حتى أصبح منهم مليونيرات، إلا أن ذلك لا يتحقق بسهولة، مشيرًا إلى أن المنقب يغيب فى الصحراء بالشهور بحثا عن الثراء، حيث يأخذ قوته من ماء ومأكل ويظل يكسر فى الجبال حتى يعثر على الذهب، مضيفا أن المنقب عن الذهب لا يتراجع عن المضي في مسلكه حتى بعد وصوله للثراء، يقوم بتطوير مهنته وشراء معدات أحدث وأكبر، مشيرًا إلى أن المنقب يصاب بداء إدمان البحث والتنقيب.

ويضيف "ع.ط" أحد المنقبين عن الذهب، أنه عقب ثورة يناير وتحديدا بداية 2013 بدأت الجبال والأودية تجلب الغرباء إليها من محافظات الجمهورية المختلفة، بالإضافة إلى السودانيين، للعمل فى التنقيب، والبعض منهم بالاتفاق ما بين أهالى قبائل الجنوب والعمل تحت رايتهم، والأخر بثرائه وقوته ومعداته بدأ يسيطر على أودية كاملة.

وقال أحد المنقبين عن الذهب من دولة السودان، إن عمليات التنقيب عن الذهب جنوب البحر الأحمر، أسهل بكثير عنها في السودان نظرًا لكون المنطقة غنية بخام الذهب ولا تحتاج إلى مجهود كبير، كما أن تكلفتها أقل كثيرًا عن السودان.

وكشف مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية شنت العديد من الحملات الأمنية المكبرة خلال الفترة الماضية على المنقبين عن الذهب بمناطق القصير ومرسى علم والشلاتين، تمكنت من ضبط أكثر من 1800 منقب غير شرعى بينهم حوالي 500 سودانى الجنسية تم ترحيلهم بالكامل إلى بلادهم.

وأضاف أن التنقيب عن الذهب فى أودية وجبال البحر الأحمر أصبحت دولة داخل الدولة، حيث أن التنقيب عن الذهب حول مسار مجتمع بدوى بسيط إلى مجتمع أخر ارتفعت نسب فيه نسب الثراء إلى أرقام فلكية فى سنوات قليلة.

وأضاف المصدر أنه عقب ثورة يناير ومع دخول المنقبين السودانيين، تزايدت عمليات التنقيب غير الشرعي، ونهب ثروات البلاد خاصة بجبال وديان طريقي (مرسى علم - إدفو)، و(القصير - قفط) اللذين يتواجد بهما مناطق وديان غنية بخام الذهب خاصة منطقة منجم الفواخير الذي يعتبر من أعلى المناطق إنتاجية لخام الذهب.

وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية تمكنت مؤخرًا من القضاء تمامآ على كافة عمليات التنقيب غير الشرعي عن الذهب بالبحر الأحمر، وتمكنت من إغلاق جميع "الفوهات" بالأودية الجبلية، وتمكنت خلال حملة مكبرة بمساعدة القوات المسلحة، من ضبط أكثر من 213 منقبًا وعدد كبير من السيارات والمعدات والأجهزة لتقضي تمامًا على كافة عمليات التنقيب، مشيرًا إلى أن هناك دوريات مستمرة تجوب تلك المناطق لمنع عودة المنقبين مرة أخرى والحفاظ على ثروات البلاد التي ظلت تنهب لسنوات.

وفي سياق متصل، وافق عمر طعيمة رئيس هيئة الثروة المعدنية، على إصدار تراخيص للمنقبين عن الذهب للعمل في مناطق امتياز شركة الشلاتين للثروة المعدنية، في إطار إجراءات الهيئة لوقف عمليات التنقيب غير الشرعي عن الذهب وتحصيل حق الدولة.

بينما اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، أكد أن عمليات التنقيب غير الشرعي عن الذهب بالبحر الأحمر، ذهبت بلا رجعة، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية نجحت في إيقاف تلك العمليات، وأن هناك تعليمات بالاستفادة من ثروات البلاد، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد خطوات جادة للاستفادة من تلك الثروات من خلال إسناد عمليات التنقيب إلى شركات كبرى، نظرا لأن القيادة السياسية تولى اهتمامًا كبيرًا بمنطقة جنوب البحر الأحمر خاصة أنها تقع ضمن المثلث الذهبي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً