واصل كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم، تسليط الضوء على التنمية وإجراءات الإصلاح الاقتصادي بوصفها محور الانطلاق إلى المستقبل، وآفاق تحقيق الأهداف التنموية انطلاقًا من الواقع الحالي ومعاناة المواطن.
ففي مقال الكاتب الدكتور عبد المنعم السعيد بصحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان "مصر 2030 مرة أخرى"، انضم للأصوات التي تنادي بتحقيق انطلاقة قومية نحو التقدم والرفعة واللحاق بالأمم التي سبقتنا، معتبرا "رؤية مصر 2030"؛ التي تمت مناقشتها في مؤتمر الشباب الذي عقد في الإسكندرية، وضوح الرؤية التي تضع محددات الحركة السياسية.
ورأى الكاتب أن مصر لن تكون كما نراها الآن، وأن المحرك التكنولوجي عالميًا ومحليًا لا يمكن تجنب تأثيراته العميقة عندما تتجذر الثورة التكنولوجية الرابعة عالميًا ومحليًا، والمحرك الاقتصادي يمكن استشرافه من نتائج التحرير الكبير للاقتصاد المترتب على ما قمنا به من إجراءات تمت في المرحلة الراهنة، والمحرك السياسي سيظهر من حركة الشباب.
واستعرض الكاتب ما تم من إنجازات نحو رؤية 2030، أن تاريخ مصر الذي كان مذعورا بما بعد حكم الإخوان صار حياة متدفقة، وجغرافيتها تبدلت بفعل وسائل الاتصال والتواصل بشبكة الطرق الجديدة، واقتصادها أيضا تغير، فعلى الأقل أصبحنا نسمى الأشياء بمسمياتها، مطالبًا في الوقت ذاته بنظرة جديدة بعد 2013، وربما إعادة بناء لا يتوقف فقط على الدولة، ولكن على كل القوى السياسية في المجتمع، مؤكدًا تقدم الاقتصاد حتى ولو بنسبة لا تتناسب مع شعب ينمو سكانيا بأكثر من مليونين كل عام، ولكن من ناحية أخرى فإن الاقتصاد ليس فقط منتجات صلبة ومصانع منتشرة.
واعتبر الكاتب أن طرح رؤية «مصر ٢٠٣٠» على مؤتمر الشباب خطوة في الاتجاه الصحيح، تستلزمها آلية وتخطيط وتقديم تقرير شهرى للأمة عما تم وما لا يتم لأسباب نسعى للتغلب عليها، ومن الجائز أن مجلس النواب سوف يخرج من حالته الراهنة إلى حالة أخرى تتابع وتراقب وتحاسب.
وفي مقال الكاتب أشرف محمود، بصحيفة "الأهرام" بعنوان "المستقبل الذي ننتظره"، أكد أن القيادة السياسية ماضية بكل عزم لمواجهة الإرهاب وبناء الاقتصاد على التوازي؛ فهي تحارب الإرهاب الغاشم، وتبنى المستقبل من خلال المنشآت التي تعمر الصحراء إضافة إلى المشروعات العملاقة المنتشرة في ربوع البلاد تأكيدا على الحياة الطبيعية التي تعيشها مصر.
وعزا الكاتب الأزمة التي تمر بها البلاد حاليًا إلي أنها ليست وليدة اللحظة وإنما هي نتاج تراكم المشكلات التي لم تواجهها الدولة في وقتها، أو واجهتها ثم سرعان ما عدلت عنها، ولكن جراءة الرئيس السيسي وفطنة الشعب المصري كانت سبيل لإجراء إصلاحات اقتصادية تبدو كالدواء المر الذي لابد منه، لإصلاح اقتصاد مصر الذي تهاوى بفعل الديون وقلة الإنتاج وكثرة الاستيراد.
واستدل الكاتب بتساؤل الرئيس السيسي - خلال افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية - عن الشكل المرجو لمستقبل مصر، وأجاب على تساؤله بأن المستقبل يعنى أن نرى بلادنا قوية ومتقدمة، ينعم الجميع فيها بالحياة الكريمة، والعيش اللائق ويجد جميع الخدمات التعليمية والصحية المتميزة وهو ما لن يتحقق إلا من خلال الإصلاح الاقتصادي الجذري والشامل، والصبر على أعبائه حتى يحقق أهدافه ويجنى ثماره.
وأكد الكاتب أن الإصلاح الاقتصادي أولوية مهمة في طريقنا إلى المستقبل الذي نحلم به، ومنها العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات الإسكان والطرق، وكلها مشروعات مهمة ونحتاج إليها تصب في مصلحة الإصلاح الاقتصادي.
وعاد الكاتب إلى كلمة الرئيس بأن مصر تحارب على جبهتين منفصلتين، وأنها لم تتخذ الإرهاب ذريعة لتعطيل الحياة الطبيعية، وأن مصر ستظل عصية على الرضوخ وسيظل شعبها على عزيمته رافضا الإحباط وستعلو إرادته فوق إرادة أعدائه، وهكذا يكون العبور إلى المستقبل بالأمل والطموح مع العمل، من خلال تقوية قدراتنا العسكرية وزيادة إنتاجنا في كل المجالات.
وفي مقال الكاتب جلال عارف بصحيفة "الأخبار"، وتحت عنوان "السؤال الحقيقي: ماذا ننتج.. وماذا نصدر؟"، أكد فيه أن أبرز أولويات المرحلة في سبيل بناء الدولة الحديثة ووسائل النهوض بها، هو مضاعفة الإنتاج القومي وتحقيق طفرة حقيقية في الصادرات.
وفرق الكاتب بين أنواع التصدير وأهميته قائلًا إن تصدير طن من الحديد شيء.. وتصدير هذا الحديد وقد تحول إلى سيارات وثلاجات ودبابات وطائرات شيء آخر، مفسرًا ذلك بأن تصدير مواد أولية يختلف عن تحويلها إلى تليفونات وأجهزة طبية وموتورات وأجهزة دقيقة.
واعتبر الكاتب أن الفارق بين الأمرين هو ثمن العلم والخبرة والتكنولوجيا الحديثة التي تجعل بعض المواد الأولية التي لا تزيد قيمتها علي بضعة جنيهات تتحول إلى أدوية تباع بالملايين.
وذهب الكاتب إلى أنه علينا في بعض المراحل الصعبة أن نركز علي الصناعات الكثيفة العمالة، لكن في إطار الانتباه إلى أن المستقبل عبر الإعداد لمرحلة نستوعب فيها أحدث التكنولوجيا العالمية، ويكون تركيزنا علي صناعات تحقق أعلي قيمة مضافة.