انتقدت الشرطة الأمريكية، دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للشرطيين بألّا يكونوا "لطفاء للغاية" مع المشتبه بهم، وسط مخاوف من أن تتسبب تصريحات ترامب في تشجيع استخدام القوة بشكل غير لائق من جانب عناصر الشرطة.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن سلطات إنفاذ القانون من نيويورك إلى لوس أنجلوس انتقدت أمس تصريحات ترامب، كما أعرب خبراء عن قلقهم من أن تلك التصريحات قد تشجع الاستخدام غير اللائق للقوة، فيما أعلن محام أنه قد يستخدم فيديو الخطاب الذي تضمن تلك التصريحات في تحريك دعوى قضائية ضد الرئيس الأمريكي.
وكان ترامب قد أطلق دعوته للشرطة، في خطاب ألقاه في مدينة برينتوود بولاية نيويورك، أمس الأول، والذي كان يهدف إلى دعم الشرطة في مواجهة عصابة "لا مارا سالفاتروتشا" أو "إم إس-13"، وهي عصابة إجرامية متهمة بالوقوف خلف العديد من جرائم القتل، حيث دعا ترامب إلى تخصيص المزيد من ضباط شرطة الهجرة للمساعدة في القبض على أفراد العصابات، مضيفا: "من فضلكم لا تكون لطفاء للغاية".
ووفقا للصحيفة نفسها فقد بدأ الهجوم على دعوة ترامب للشرطة بعدها بوقت قصير على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتبعه إدانات من جانب مسئولي الشرطة ومنظماتها، بما فيها الاتحاد الدولي لرؤساء الشرطة ومؤسسة الشرطة وستيف سوبوروف، أحد المفوضين المدنيين الذين يراقبون عمل قسم شرطة لوس أنجلوس.
وقال سوبوروف لصحيفة "لوس أنحلوس تايمز": "ما أوصى به الرئيس سيكون خارج السياسة في قسم شرطة لوس أنجلوس"، مضيفا: "ليس هذا هو ما يعنيه صنع السياسة اليوم".
كما رد قسم شرطة مقاطعة سوفولك في نيويورك على تصريحات ترامب بعد ساعتين، قائلا، في سلسلة من التدوينات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "كقسم (شرطة)، لا ولن نتسامح مع التعامل بخشونة مع السجناء.. القسم لديه قواعد وإجراءات صارمة تتعلق بالتعامل مع السجناء.. يتم التعامل مع انتهاك هذه القوانين بجدية قصوى".
في المقابل، دافع بعض مؤيدي ترامب عن تصريحاته، ومن بينهم جماعة "حياة الزرق (الشرطيين) مهمة"، والتي قالت إن تصريحات الرئيس الأمريكي كانت محض مزحة، فيما لم يرد البيت الأبيض على طلبات الرد على الانتقادات، بحسب "نيويورك تايمز".