في مؤشرات على استعداد إيران لبث الفتنة خلال موسم الحج المقبل، طالب مرشد إيران علي خامنئي، الأحد، الحجاج الإيرانيين باستغلال الحج والقيام باحتجاجات بذريعة مناصرة القضية الفلسطينية ورفض التواجد الأمريكي بالمنطقة.
وجاء هذا بالتزامن مع شكوى قدمتها منظمة قطرية إلى الأمم المتحدة تزعم أن السعودية تستخدم الحج لأغراض سياسية، وقيام وزارة الأوقاف القطرية، السبت، إغلاق باب التسجيل لموسم الحج هذا العام أمام مواطنيها كأداة ضغط سياسي على الرياض.
وعند استقباله القائمين على أداء مناسك الحج قال خامنئي إن الحج هو "المكان الأفضل من أجل إبراز الموقف تجاه المسجد الأقصى والتواجد الشرير لأمريكا في المنطقة"، بحسب ما نقلته عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.
كذلك قال إن "فريضة الحج هي الفريضة التي تحتوي على أقصى الطاقات الاجتماعية، وهي مكان من أجل إظهار عقائد الأمة الإسلامية كان الإمام الخميني يقول، إن الحج من دون إعلان البراءة ليس مقبولا".
ومواصلا إثارته للمشاعر، قال إن القضية الأساسية اليوم هي قضية المسجد الأقصى "لقد أصبح الصهاينة جريئين ووقحين، ومنحوا لأنفسهم الحق بالتعاطي بقسوة مع أصحاب المسجد الأقصى ويمنعوهم من دخوله".
وتابع "أن الأمة الإسلامية لن تجد فرصة أفضل من الحج من أجل إبراز مواقفهم تجاه المسجد الأقصى وحول التواجد الأمريكي الشرير في المنطقة".
ولتحقيق أكبر حشد عند تنظيم المظاهرات أو القلاقل التي يحرض من أجلها دعا خامنئي الحجاج إلى "المشاركة في صلوات الجماعة في أول وقتها، والتي تقام في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي".
كذلك دعا خامنئي أتباعه من الحجاج إلى تجنب التسوق "لأن هذه البضائع موجودة أيضا في طهران وباقي المدن الإيرانية. والقصد بأداء مناسك الحج هو أداء هذه الفريضة في الكعبة ومسجد النبي (ص)".
واستباقا للأحداث، حمَّل خامنئي المملكة العربية السعودية مسؤولية أي مخاطر يتعرض لها الحجاج، وحاول تحريض بقية الدول للضغط عليها في ذلك.
وقال في ذلك إن "أمن الحجاج يقع على عاتق البلد المسؤول عن الحرمين الشريفين"، داعيا بألا تتكرر أحداث مناسك الحج عام 2015.
وبدون مواربة، أشار خامنئي إلى "وجود بعض القلق" حول أداء مناسك الحج لهذا العام، في إشارة تبدو تحريضية.
وشهد عام 2015 حادث تدافع في منى أسفر عن وفاة 750 حاجا، بينهم إيرانيون، وإصابة 900 آخرين.
واستغلت إيران وفاة بعض من حجاجها لشن هجوم واسع على المملكة السعودية، اتهمتها خلاله بعدم توفير وسائل التأمين اللازمة لحركة الحجاج.
وبهذه الحجة طالبت قيادات إيرانية بتدويل الحج، وتجاهلت كل الأعوام التي وفرت فيها المملكة كل وسائل التأمين والرعاية لضيوف الرحمن.
من ناحيتها اتهمت السعودية إيران بتدبير ما وصفتها بحادثة التدافع "المشبوهة"، إذ نتج عن الحادثة وفاة عدد من الحجاج نتيجة حركة ارتداد عكسي خاطئة من قبل 300 حاج إيراني، تبين فيما بعد وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني حاولوا زعزعة تنظيم الحج واتهام المملكة بالتقصير، وفق ما نشرته صحيفة "الحياة" عام 2016.
وفي تقرير لوكالة الأنباء السعودية رصدت سلسلة من الجرائم الإيرانية لإفساد مواسم الحج واتهام السعودية بعدم القدرة على إدارته.
ومن أبرز هذه الجرائم تحريض الحجاج الإيرانيين عام 1402 هجرية على القيام بمظاهرة حاشدة في المدينة المنورة بعد نهاية الحج رافعين شعارات لما وصفوهم بالمستكبرين.
وفي موسم حج 1404 هـ تحولت هذه المظاهرات إلى عراك بالأيدي مع الحجاج العراقيين في المدينة المنورة أيضا.
وفي موسم 1407هـ كشف الأمن السعودي كمية من المواد شديدة الانفجار داخل حقائب الحجاج الإيرانيين، واعترف هؤلاء بأن الحكومة الإيرانية كانت تهدف لتفجيرات في الأماكن المقدسة.
وخلال موسم حج عام 1989م قامت مجموعة من شيعة دولة الكويت موالين للنظام الإيراني بالقيام بتفجيرات في مكة بعد تسليم المواد المتفجرة لهم من قبل مسؤول في السفارة الإيرانية في الكويت يُدعى محمد رضا غلوم ونتج عن ذلك قتل وجرح عدد من الحجاج.
ومنذ ثورة الخميني 1979 وإيران تسعى لتحويل موسم الحج إلى موسم اضطرابات بهدف وضع يدها على الحرمين وأخذ "سيادة دينية" على العالم الإسلامي لتسهيل تمددها في عروق المنطقة وتنفيذ مشروعها التوسعي الاحتلالي الذي لا تنقطع مطامعه منذ زمن الدولة الفارسية حتى الآن.