اعلان

باحث أثري: الإنسان القديم نظر إلى أرض مصر على أنها شيء مقدس

قال الباحث الأثري على أبو دشيش، عضو اتحاد الأثريين المصريين، إنه عندما استقر المصري القديم على الأرض المصرية منذ أكثر من 20 ألف عام نظر إلى الأرض المصرية على أنها شيء مقدس ومميز لأعلى درجة.

وأكد أبو دشيش، في تصريحات صحفية، أنه المصري القديم بدأ شرح بدء الخليقة في هذا الكون في مرحلة الزمان الأول الذي عاشت فيها الآلهة على هذه الأرض ثم بعد ذلك أورثت الآلهة ملكهم إلى البشر، ولذلك فإن البشر الذين كانوا يعيشون في هذه الفترة هم من أطهر وأنقى سلالات البشر التي عاشت في مصر؛ لأن أولئك الناس كانوا لا يدركون معنى الخطيئة بعد لأنهم كانوا صالحين وعادلين ومسالمين وفى الوقت نفسه نظمت الآلهة النظام الكوني وقسمت حدود هذا الكون فجعلت السلم للمسالم والهلاك للمخطئ.

وأضاف أبو دشيش: كانوا ينظرون إليها بنظرة دينية مقدسة في إطار مغلق قاصرة على حدودها فقط ولذلك كانت حدود الأرض المصرية عندهم تبدأ من جنوب أسوان بـ 15 ك.م إلى مصب نهر النيل في البحر المتوسط ومن التلال الشرقية لنهر النيل على مسافة لا تزيد عن 20ك.م وغرب النيل عن مسافة لا تزيد أيضا عن 20 كيلو متر تقريبا فما عدا ذلك هو بعد جغرافي فقط لمصر وإخضاع عسكري مثل "الصحراء الشرقية والغربية وسيناء" ولا توضع في أقاليم وخرائط مصر وكانت أقاليم مصر من بداية الأسرات إلى العصر الروماني من جنوب أسوان إلى البحر المتوسط، ولأن الأقاليم هي التي وضعتها الآلهة فهي ثابتة لا يستطيع البشر تغييرها.

وتابع أبو دشيش: منذ بداية الأسرات إلى الدولة القديمة كانت مصر 14 إقليما ومع عصر الدولة الوسطى 30 إقليما ومع عصر الدولة الحديثة 36 إقليما وفي العصر اليوناني الروماني 42 إقليما ولكنهم جميعا في إطار الحد الجغرافي لمصر وتم إخضاع الواحات لمصر لأنها تمثل موردا هاما في الاقتصاد وتم ضمها إلى محافظات الصعيد فانضمت الواحة (البحرية والفرافرة) إلى إقليم إهناسيا وبني سويف وانضمت الداخلة والخارجة إلى طيبة وانضموا إلى الأرض المقدسة؛ لأن الفيضان عندما يأتي إلى مصر فيرتفع منسوب المياه الجوفية في الآبار التي تمد الواحات بالماء فاعتبر المصري القديم أن الفيضان هو الذي يغزي هذه الآبار ولذلك تم إلحاقها بأرض مصر لأن مصر في تصورهم هي كل مكان يصل إليه نهر النيل.

واستطرد: ووزع النيل في مصر كل شيء الغرين والماء والتربة والخصوبة والتوزيع الجغرافي والزراعة والإنتاج، والعمران والسكان، وما يستلزمه من شئون حياته وعمل بالزراعة على ضفافه ثم أبدع المصري وتألق وأنتج، فقام بإنجاز الحضارة التي حيرت جميع شعوب العالم القديم والحديث ولأن طبيعة الأرض المصرية تختلف عن الساحل الأفريقي بصفة عامة فوجد بها كل من:

الطبيعة الجغرافية:

وهى طبيعة أرض مصر من خصوبة أراضاها وفيض نيلها وكثافة محاصيلها وعبقرية إقليمها ولذلك استمدت مصر شخصيتها الإقليمية من أرضها ونيلها وخاصة بيئتها النهرية فلا وجود لها بدونه. فأن مصر تظل هي النيل وفضلا على أن مصر هي دولة النيل الأولى فإنها دولة الصحراء الأولى في العالم لأنها مثال للصحراء التامة حيث تعد من أكثر الدول الصحراوية في العالم تجمع بين نقيضين الجفاف والفيضان والموت والحياة.

الأساس العقائدي:

هو الذي رسمته الديانة المصرية القديمة فآمنوا بها، والعقائد الدينية في مصر تأتى من المقابر التي استخدمها القدماء لدفن موتاهم ووجد بها الأواني التي تحتوي على الطعام والشراب فضلا عن الأدوات والأسلحة والحلي التي وجدت مع المتوفى في المقابر تقدم لنا دليلا على اعتقادهم بضرورتها للمتوفى في الحياة الأخرى، ودل ذلك على اعتقادهم باستمرار حياتهم حتى بعد الموت وتصور لنا هذه الرواية أن المصري القديم له حياة أخرى مثل حياته الدنيا من خلال محافظته على الأجساد وتحنيطها ووضع كل ما يتعلق به إلى الرحلة ما بعد الموت.

ونظرا إلى أن كل شيء من مصر له طبيعتين أو مسميين، مسمى حقيقى وهو يتمثل في الدنيا وآخر عقائدي وهو في الآخرة يمثله المعبد لذلك مصر من الشعوب القليلة التي استغرقت فترة طويلة جدا من الزمن في إنجازها الحضاري والثقافي الهائل والتطور في كل شئ من العلوم والعمارة والهندسة فتقديسهم للأرض المصرية جعلوا لكل شيء آلة وأطلق على العارض الآلة (جب) وعلى السماء الإلهة (نوت)، وبالتالي فإن كل ما يقوم به المصري القديم على هذه الأرض يندرج إلى حد كبير تحت العبادة لأنه حافظ على كل شيء وكان يعمل في نظام شديد ودقيق، وأدي ذلك أن أصبحت مصر لها طبيعة خاصة تختلف عن غيرها من الشعوب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً