بعد 100 يوم علي رئاسة ماكرون لفرنسا.. "الساحر الصغير" يلعب علي كل الحبال ويطمح في قيادة العالم

كتب : سها صلاح

إيمانويل ماكرون "سيد الإقناع" جاء ذلك في عنوان صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية التي اعدت تقريرها عن الرئيس الفرنسي الجديد بعد 100 يوم من وصوله لقصر "اﻹليزيه".

وقالت الصحيفة، في شبابه تمكن من إقناع مدرسته في المدرسة الثانوية المتزوجة، وتزوجها، وفي منتصف عمره ورغم عدم وجود خبرة، دخل الساحة السياسية، ثم في 39 من عمره أبهر الجميع، وأصبح أصغر رئيس لفرنسا على الإطلاق.

وأضافت بعد حوالي 100 يوم من وصول ماكرون لمنصب الرئاسة، هناك مؤشرات على أن الفرنسيين يتشككون على نحو متزايد في رئيسهم الجديد، وبينما لا تزال الأغلبية تؤيده، هناك انخفاض طفيف بلغ 10% هذا الشهر، ويرجع ذلك إلى رفضه التراجع عن خفض الإنفاق الحكومي، وتعرض لضربة بسبب فشله في مساعدة المهاجرين، بجانب توسيع صلاحيات الدولة لمحاربة الإرهاب بطرق يخشى المنتقدون أنها ستحد من الحريات المدنية بشكل دائم.

ومع ذلك، فإن انخفاض شعبيته محليا لا يثير قلقا كبيرا، لأن عينه السياسية حددت هدفا جديدا، ماكرون قد يكون رئيسا لفرنسا، ولكن الآن يسيطر على منصب مختلف تماما، وهو "زعامة العالم الحر".

بعد انتخاب ترامب - الذي رفع شعار "أمريكا أولا"- بدأ المعلقون في جميع أنحاء العالم بالإشارة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باعتبارها المدافع الفعلي عن النظام العالمي الليبرالي، بسبب دعوتها الدائمة للدبلوماسية، ودفاعها عن الاتحاد الأوروبي.

ولكن في الأشهر الثلاثة الأولى في منصبه، تجرأ ماكرون على الخوض في المناطق التي تتردد ميركل دخولها، وأدلى ببيانات جريئة دفاعا عن العالم مثل تغير المناخ، كما فتح اﻹليزية لاستضافة أطراف النزاع في القضايا الشائكة مثل مبادرة إنهاء العنف في ليبيا والتي استضاف فيها طرفي النزاع خليفة حفتر، وفايز السراج.

وداخليا، ماكرون أحد السياسيين الذي نجح في إجراء إصلاحات لا يمكن تصورها للحياة السياسية الفرنسية، الحزب الجديد الذي أسسه، الآن لديه أغلبية مطلقة في البرلمان.

ولكن بطرق خفية وغير دقيقة، يبدو أن طموحه الرئاسي يضع نفسه كمفاوض رئيسي في عالم جديد، حيث تؤدي كل الطرق إلى باريس.

ونقلت الصحيفة عن "بيير فيمونت" السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قوله: فرنسا تدفع إلى الأمام، ولكنها تفعل ذلك بطريقة تجعلها تقود العالم فهي تحب أن تكون رائدة.

دفاعه عن المصالح الفرنسية اتخذ أشكالا كثيرة من بينها تأميم أكبر حوض بناء فرنسى لتوفير فرص عمل للفرنسيين.

وفي الأسبوع الماضي، استضاف طرفي الصراع في ليبيا لإجراء محادثات خارج باريس، وكانت المبادرة حققت نجاحا مبدئيا، حيث أدى الاجتماع لاتفاق مشروط لوقف إطلاق النار بين فايز السراج رئيس الوزراء الليبي المدعوم من الأمم المتحدة، وخليفة حفتر الزعيم العسكري الذي يسيطر على جزء كبير من شرقي ليبيا.

كما لعب ماكرون دورا في الصراع الفلسطيني اﻹسرائيلي، وحتى سعى للعب دور بين الولايات المتحدة وروسيا، واستضاف بشكل منفصل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، واﻷمريكي دونالد ترامب، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.

وفي كل الاجتماعات، استخدم ماكرون سحره للعب على كل اﻷحبال، مع عباس، عارض المستوطنات، ووصفها بأنها "غير قانونية بموجب القانون الدولي، ومع نتنياهو، استنكر معاداة الصهيونية".

وبالنسبة لـ"دومينيك مويسي" خبير فرنسي في السياسة الخارجية فإن "ماكرون وضع نفسه في دائرة الضوء، وفي الوقت نفسه الشيطان يكمن في التفاصيل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«رأس الحكمة» تقفز بسهم «السويدي إليكتريك» بالبورصة المصرية لمستوى تاريخي