المائدة المستديرة هي أسطورة إنجليزية تحكي عن مجموعة من الفرسان الشجعان كانوا يجتمعون حول مائدة مستديرة للتشاور في جميع الأمور العسكرية ولاتخاذ موقف موحد حولها زمن الملك آرثر، واشُتقّ اسم «المائدة المستديرة» من حدث تاريخي أو أسطوري يتّصل بسيرة الملك آرثر الإنجليزي الذي أعدّ مائدة مستديرة ليجلس حولها مائة من الفرسان يمثّلون زعماء المملكة دون أن يكون لواحد منهم ما يميّزه عن غيره حتى تنتفي بينهم المنافسة.
وورد ذكر المائدة أو الطاولة المستديرة لاول مرة في قصص كتبت في القرون الوسطى عن الملك آرثر وفرسانه، كانوا يجتمعون حول المائدة المستديرة ويتشاورون وياكلون, وكانت مستديرة حتي يتجنبوا مقاتلة بعضهم وذلك لان كل واحد فيهم يبدو في مرتبة اعلى من زملائه، وقصة المائدة المستديرة خيالية شان كل اساطير ارثر، ولكن شخصية ارثر كانت حقيقية.
وقد أوحت المائدة المستديرة ببعض ما صدر من أفضل الكتابات الإنجليزية في العصور الوسطى، وتتمثل واحدة من أفضل الروايات الإنجليزية عن آرثر وفرسانه، في موت الملك آرثر (1470م)، وهي مجموعة من القصص عن الفرسان وبطولاتهم، كتبها وأعاد كتابتها السير توماس مالوري.
وفي كتابات العصور الوسطى، كانت قصص الفرسان وبطولاتهم المعروفة باسم الرومانس، عملاً طويلاً من أدب الخيال، يقدم وصفًا للمغامرات المثيرة لأحد الأبطال. كان الفرسان في كتابات العصور الوسطى يعتبرون عضوية المائدة المستديرة شرفًا كبيرًا، فكان شجعان الرجال يأتون إلى بلاط الملك آرثر، من بلدان كثيرة، على أمل أن يتم اختيارهم لهذه العضوية، نتيجة لما يتمتع به الفارس من مزايا اخلاقية متميزة.
العصر الحديث
والمائدة المستديرة في المجال السياسي عبارة عن تعبير اصطلاحي يعني المفاوضات التي تجري بين الأطراف المعنيّة على مستوى متكافئ، أي دون أن يكون لأحد الأطراف ما يميّزه عن غيره و يبرز هذا المعنى بصفة خاصة في حالة إجراء مباحثات بين دولة كبرى و صغرى أو بين دولة حامية ومحمية أو مع دولة تمثّلها عدة أحزاب وطنية متصارعة.
اشهر مفاوضات المائدة المستديرة
-المؤتمر الذي عُقد في لندن خلال شهر أكتوبر 1930 برئاسة ماكدونالد رئيس الوزراء، واشترك فيه ممثلو الأحزاب والطوائف الهندية لبحث مستقبل الهند، ثم مؤتمر المائدة المستديرة الثاني الذي عُقد كذلك بلندن في خريف عام 1931 واشترك فيه غاندي كما اشترك فيه محمد علي جناح، وأصرّ على أن يتضمّن الدستور المقترح حقوق المسلمين كافة.
-المؤتمر الذي عُقد بلاهاي «أغسطس ـ نوفمبر 1949» بين الحكومة الهولندية والوطنيين الإندونيسيين واشترك فيه كلّ من سوكارنو وانتهى بإعلان استقلال اندونيسيا.
-مؤتمر الدائرة المستديرة الذي عُقد في بروكسل عام 1960 بين الحكومة البلجيكية وزعماء الكونغو، والنتهى باستقلال جمهورية الكونغو كينشاسا.
في الشرق الاوسط
في الجزائر سانت ايجيديو وفي العراق دعوة اطلقها الائتلاف الوطني العراقي والذي يضم (المجلس الإسلامي الأعلى – منظمة بدر – تيار الإصلاح الوطني – حزب الفضيلة – التيار الصدري) اضافة إلى شخصيات وجماعات صغيرة اخرى، وهي جماعات تفاوتت في حظوظها الجماهيري والانتخابي وبالتالي في عدد المقاعد التي حصدتها في الانتخابات الاخيرة، فقد تراجعت حظوظ المجلس الأعلى ومنظمة بدر وتيار الإصلاح الوطني ومنظمة بدر بعد ان كانت تشغل الناس بشمعتها التي احترقت وذابت.
مؤتمر المائدة المستديرة 1965
مؤتمر المائدة المستدير 1965، هو مؤتمر عقد في جوبا إلا أن أعمال شغب وحرائق في جوبا دفعت المؤتمر للانتقال إلى الخرطوم. عقد المؤتر في الفترة من 16-29 مارس 1965 بهدف مناقشة العلاقات الدستورية بين السودان وجنوب السودان، واختلف الجنوبيون داخل المؤتمر إلى ثلاثة أقسام، قسم مطالب بالوحدة وآخر بالانفصال وثالث طالب بالحكم الذاتي في إطار سودان موحد فدرالي، وكلف المؤتمر لجنة ببحث المستقبل السياسي للسودان، ولكن حكومة سر الختم الخليفة استقالت قبل أن ترفع اللجنة توصياتها.
إلا أن المؤتمر قابل عقبة كأداء وانتهى بتأسيس لجنة الإثني عشر، التي تكونت من الأحزاب السياسية المشاركة. واضطر سر الختم خليفة للاستقالة ووعدت الحكومة بإجراء انتخابات عاجلة قبل يونيو 1965. وبإجراء الانتخابات العاجلة في الشمال مستثنية الجنوب لأسباب أمنية، انتهت الحكومة الانتقالية لسر الختم خليفة وبدأت ما سمي الحكم الديمقراطي الثاني في السودان بقيادة محمد أحمد محجوب.
مؤتمر المائدة المستديرة في لندن لمناقشة القضية الفلسطينية
في 1939 عقد مؤتمر المائدة المستديرة في لندن لمناقشة القضية الفلسطينية والمخاوف من نشوب حرب تلوح في الأفق الأوروبي، وسعت بريطانيا سبل تهدئة الأوضاع في العالم العربي بسبب تزايد الاستياء لها المؤيدة للسياسة الصهيونية في فلسطين، وفي 1938 الحكومة البريطانية اقترحت عقد مؤتمر من شأنه أن يجمع بين اليهود والعرب في "مناقشات موازية منفصلة بين حكومة البريطانية والعرب، والحكومة البريطانية واليهود".
الموقف الفلسطيني المتوجه للمؤتمر دعا الى اقامة حكومة وطنية عربية في فلسطين، ووقف الهجرة اليهودية للجميع، وحظر بيع الأراضي لليهود كذلك، ومنح حقوق الأقلية لليهود وممثلو عدد من الدول العربية اجتمعت في القاهرة في يناير 1939، واتفقوا على موقف مشترك.