يعتبر من أقوى مؤسسات الدولة المصرية، قبل اندلاع أحداث الخامس والعشرين من يناير عام 2011، لكنه لم يبقى منه اليوم سوى مبنى محترق مهجور، شاهدًا على تاريخ لا يمكن أن يمحى لحزب حكم مصر فترة طويلة من الزم، قبل أن يتعرض للحرق من قبل المتظاهرين خلال الأحداث التي شهدتها مصر في ذلك الوقت، وكان من أبرز أعضائه، جمال مبارك، نجل الرئيس المتنحي مبارك، وفي أبريل من العام ذاته، صدر قرار بحل الحزب.
ويصادف اليوم، تأسيس الحزب الوطني الديمقراطي من قبل الرئيس الراحل "أنور السادات"، حيث تم تأسيسه عام 1978.
وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي نشأة الحزب الوطني وأبزر أعضائه..
- نشأته:
تأسس الحزب الوطني الديمقراطي في عهد الرئيس الراحل "أنور محمد السادات" عام 1978، بعد أن حل "الاتحاد الاشتراكي العربي" وبعد ذلك اجتمع الأمانة العامة للحزب الذي يرأسه الرئيس السادات والاتفاق على تسميته بالحزب الوطني الديمقراطي، وتولى الرئيس الراحل أنور السادات رئاسته حتى أن تم اغتياله في عام 1981، ثم بعد ذلك تولى الرئيس "محمد حسني مبارك" رئاسته الحزب حتى عام 2011 بعد أحداث يناير التي كانت سببًا رئيسيا في حل الحزب، وبعد ذلك تم تغير اسم الحزب من الحزي الوطني الديمقراطي، إلى الحزب الوطني الجديد، وتولى "طلعت السادات" في 13 أبريل 2011، حتى تم حل الحزب نهائيًا بقرار من المحكمة الإدارية العليا بتاريخ 16 أبريل 2011.
- مقاعد العضوية في المجلس:
حصل الحزب على 388 مقعد في مجلس الشعب بجانب المستقلين الذين انضموا إلى كتلته بعد الانتخابات عام 2000، وفي انتخابات 2005 انخفضت عدد أعضائه إلى 311 مقعدًا، وكان ينتمي للحزب الوطني مليون و900 ألف عضو.
واستطاع الحزب في عام 2010 أن يفوز بأغلبية ساحقة تقارب 97% من مقاعد مجلس الشعب وسط انتقادات واتهامات عديدة بالتزوير في تلك الانتخابات.
- مبادئ الحزب:
تحدد وثيقة المبادئ الأساسية للحزب الوطني الديمقراطي الإطار الفكري للحزب، وتصدر بقرار من مؤتمره العام، وتلتزم جميع مستويات الحزب التنظيمية وتشكيلاته كما يلتزم أعضاؤه بالعمل وفقًا لتلك المبادئ.
- أعضائه البارزين:
كان من أهم أعضاء الحزب الوطني، "جمال مبارك، نجل الرئيس السابق مبارك، الأمين العام المساعد وأمين السياسات، ورئيس مجلس الشعب الأسبق "أحمد فتحي سرور"، الذي تولى منصب الأمين العام للحزب، وتولى "صفوت الشريف" أمين مساعد، وتولى "زكريا عزمي" الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية، وكان أمين التنظيم "أحمد عز".
كما يحتوي الحزب على ثمانية أعضاء يتم اختيارهم في المؤتمر العام للحزب، ومن أبرز هولاء الأعضاء، يوسف والي، كمال الشاذلي، آمال عثمان، زينب رضوان، ثروت باسيلي، فرخندة حسن، أدوارد غالي الذهبي.
- سقوط الحزب:
بعد أحداث الخامس والعشرين من يناير عام 2011، طالب العديد من المصريين والمحاميين الحقوقيين بحل الحزب الوطني الديمقراطي، وتم حرق العديد من مقرات الحزب وانتهي بحرق المقر الرئيسي للحزب القريب من ميدان التحرير مساء يوم الثامن والعشرين من يناير، وبذلك سقط الحزب، وأعلن معها الإقالة الرسمية للحكومة التي كان يمثلها كبار أعضاء الحزب، وتشكيل حكومة جديدة ومنع كبار قياداته من السفر وتجميد أرصدتهم في البنوك، إلى أن أصدرت محكمة القضاء الإدارى حكمها قرارًا بحل الحزب في 16 أبريل 2011.
- تاريخ المقر:
يعود تاريخ المبنى إلى الخمسينيات من القرن الماضي، عندما اتخذه الاحتلال البريطاني مقرًا عامًا للمخابرات البريطانية في مصر، وكان الإنجليز في ذلك الوقت لا يعلنون عن حقيقة هذا المبنى، فكان متخفيًا تحت مسمى مبنى الكنيسة الإنجليزية، التي لم تكن في حقيقة الأمر سوى مبنى تابع لجهاز المخابرات.
بعد ذلك أصبح مقرًا لمحافظة القاهرة، كمجلس محلي للمحافظة، وكانت تعقد فيه الاجتماعات الخاصة بديوان عام المحافظة، في أواخر الخمسينات.
وبعد تأسيس الاتحاد الاشتراكي، أصبح المبنى هو المقر الجديد للاتحاد الاشتراكي في عام 1962، وكانت تعقد فيه الاجتماعات الخاصة بإدارة البلاد، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يمتلك استراحة خاصة في الطابق الـ12 من هذا المبنى.
وفي عهد الرئيس الراحل أنور السادات، استمر المبنى مقرًا للاتحاد الاشتراكي، حتى تم تأسيس الحزب الوطني الديموقراطي عام 1978، وأصبح مقر الاتحاد الاشتراكي السابق هو مقر الحزب الوطني الحالي، وفي الوقت الحالي يواجه المبنى مصيرًا مجهولًا.