محلل سياسي: "محور السوخوي" انتصر في سوريا

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، سالم زهران، أن الحرب في سوريا لا يمكن قراءتها بعيون محلية، وما يجري على الحدود اللبنانية السورية هو نتاج انتصار ما وصفه بـ"محور السوخوي" الذي يضم الجيش العربي السوري ومقاتلي حزب الله على المحور المتمثل في "النصرة" و"داعش" المدعومين من أطراف "خليجية وأمريكية".

وأضاف زهران أن "الحرب في سوريا فيها شركاء أساسيون على رأسهم روسيا الاتحادية التي لها الفضل الأساسي في سحق الإرهابيين في هذا الشرق، وبرأيي لن يكون هناك حلًا على حساب روسيا وسوريا وحزب الله الذين قاتلوا وانتصروا".

وأشار زهران إلى أن "ما حققه مدير عام الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم كمفاوض في ملف الجرود يوصف بأنه أكثر من إنجاز نوعي بمعادلة أساسية، وهي أن هذا الاتفاق بموجبه قد حصل جملة أمور كله فوائد للبنانيين، أولًا تحرير الأرض يعد بحد ذاته إنجاز، الأمر الثاني إبعاد الإرهابيين وخطرهم عن الحدود، لأن لبنان كان يعيش قلقًا على كافة المستويات السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية من هذا الشبح الموجود في الجرود الذي حاول في العام 2014 التمدد والذي احتل بلدة عرسال وحاول التمدد وإنشاء إمارة تصل إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، والأمر الثالث وهو أننا الآن نطوي صفحة تامة من الإرهاب التكفيري بنسختيه "النصرة" و"داعش"، في الخلاصة هذا الأمر يعد إنجازا للبنان لأنه حرر الأرض وأبعد شبح الإرهابيين وحضر الأرضية للقضاء على "داعش" التي أصبحت معزولة في بقعة جغرافية ضيقة في الجرود وسوف يتم القضاء عليها قريبًا".

وردًا على سؤال عن سرعة حزب الله في حسم معركة جرود عرسال، قال زهران إن "حزب الله اختبر القتال في بيئة جنوب لبنان في مراحل سابقة وكانت تلك الطبيعة هي طبيعة أشبه بالغابات، ثم عاد إلى سوريا واختبر حرب المدن والشوارع في معركة بلدة القصير وحقق إنجاز، ثم ذهب إلى تدمر وحقق في بيئة مختلفة إنجاز، اليوم حزب الله يضيف إلى سجله إنجازًا كبيرًا لقدرته على الانتصار السريع في أقل الخسائر الممكنة في بيئة جغرافية جردية صخرية قاسية، المعركة في جرود عرسال لم تكن مع مقاتلي "النصرة" فحسب بقدر ما كانت مع الجغرافية القاسية والصعبة".

وحول معركة الجيش اللبناني المرتقبة مع تنظيم "داعش" الإرهابي في الجرود، قال زهران "للتذكير فقط النصرة لم تسلم بمبدأ التفاوض، قاتلت، انهزمت، استسلمت، ثم فاوضت وسلمت، "داعش" سوف يقاتل، سوف ينهزم، سوف يفاوض يسلم ويستسلم، نفس السياق الذي حصل مع النصرة سوف يحصل مع داعش، المنتشر على مساحة تقدر بحوالي 200 كلم مربع وعليه، سوف تتقهقر إلى مربعات صغيرة ومن بعدها سوف تسلم، والجيش سيقاتل وحيدًا على الحدود اللبنانية السورية أما نيران الجيش العربي السوري ونيران حزب الله حتمًا سوف تكون سندًا".

وأوضح زهران أن "هناك تفاوت في تقدير عدد عناصر تنظيم داعش الإرهابي المتواجد في الجرود، البعض يقدر العدد بـ 700 والبعض الآخر يقدر العدد بما لا يتجاوز الـ 300، لكن أغلب الظن أنه يلامس الـ 500".

وأكد أن تطهير الحدود سوف يقي لبنان شر العمليات الإرهابية الكبرى وشر احتلال مساحة من أرضه، ولكن خطر التفجير يبقى موجود، مع التذكير أن أغلب الدول الأوروبية تعرضن لعمليات إرهابية، وبالتالي التعرض لعمليات إرهابية يبقى احتمالا مفتوحا في أي زمان ومكان، ولكن احتلال بقعة جغرافية لبنانية أصبح من الماضي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً