تمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، قبل ثلاثة أعوام، من تحقيق انتعاشة اقتصادية في العديد من القطاعات، ترجمتها احتياطيات مصر من النقد الأجنبي، والتي أعلن عنها البنك المركزي المصري، اليوم الثلاثاء، حيث أوضحت المؤشرات في محفظة النقد الأجنبي، وصول الاحتياطي إلى 36.036 مليار دولار في نهاية يوليو.
استعانة الرئيس برجال لهم باع كبير في إدارة السياسة النقدية، كان عاملًا مؤثرًا في تحقيق هذه الأرقام، وعلى رأسهم طارق عامر، المصرفي الكبير، الذي أثرى الحياة المصرفية بسياساته الناجحة، ومؤشرات البنك الأهلي الذي كان يتولى مهام مجلس إدارته، خير دليل، وها هو الآن محافظًا للبنك المركزي، يدفع الأرقام والمؤشرات نحو الارتفاع، بسرعة كبيرة، ويحقق استقرارًا في سوق الصرف، بقراراته الجريئة، وتصرفاته الحكيمة، ناهيك عن دوره الوطني، في تخفيض نسبة العجز العام لموازنة الدولة العامة، عن طريق رفع سعر الفائدة على الإيداع والإقراض، بغرض امتصاص العجز الناجم عن قرارات الحكومة بزيادة أسعار المحروقات والكهرباء.
رسميًا قال جمال نجم نائب محافظ البنك المركزي، إن قفزة الاحتياطي النقدي الأجنبي، يعكس ثقة المستثمرين في السوق المصرية، عقب الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي قررت الحكومة اتخاذها مؤخرًا، متوقعًا ارتفاع مؤشرات الاحتياطي، خلال الشهور المقبلة، بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد، وأكد خلال تصريحات خاصة، أن الدولة ماضية في طريق الإصلاح، ولن تتأخر في العمل على رفع كافة المؤشرات التي تعكس استقرارًا وازدهارًا في كافة الجوانب الاقتصادية.
من جانبه علق الخبير الاقتصادي محمد أبو باشا أحد مسؤولي المجموعة المالية "هيرميس" على ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي، مؤكدًا أنه يعكس زيادة التدفقات من المحافظ الأجنبية في بورصة مصر، وإقبالهم على حيازة أدوات الدين، المتمثلة في أذون وسندات الخزانة، والتي تشكل استثمارًا جديدًا في السوق المصرية الرسمية، الأمر الذي يعكس ثقتهم في مقرري السياسة النقدية بالبلاد.
وعلى جانب آخر قال هاني فرحات كبير الخبراء لدى "سي آي كابيتال" إن البنك المركزي بقيادة طارق عامر تمكن من تحقيق معدلات غير مسبوقة بوصول الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى 36 مليار دولار، مؤكدًا إلى أن ذلك الارتفاع يغطي الواردات المصرية لأكثر من عام، فضلًا عن ذلك، فإن وصول الاحتياطي الأجنبي إلى تلك المعدلات سوف يعزز من مكانة البلاد خارجيًا في أسواق الاستثمار العالمية، وبالتالي سوف تتوافد رؤوس الأموال، لضخ أموالها في كافة القطاعات الاقتصادية في مصر.
من جانبها قالت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة المصرفية، أن طارق عامر محافظ البنك المركزي، حقق ما وعد به بتحقيق قفزات في مؤشرات النقد المحلي والأجنبي، خلال فترة وجيزة، رغم ما يتعرض له الرجل من انتقادات لازعة خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن الارتفاع في الاحتياطي الأجنبي سيعيد الثقة في قدرة البنك المركزي على بسط سيطرته على سوق الصرف، متوقعة هبوطًا حادًا في الدولار بالسوق الرسمية للصرف "البنوك"، نتيجة وفرة المعروض من العملة الأمريكية، وبالتالي فسوف يتخلص حائزيها منها بشكل كبير خلال الأيام القادمة.