افتتحت الصين رسميا في جيبوتي أول قاعدة عسكرية خارج حدودها اليوم الثلاثاء في حفل رفع فيه علم الصين، حسب ما ذكرت وسائل إعلام حكومية.
وجاء افتتاح القاعدة تزامنا مع الذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي، حسب رويترز.
وأثار افتتاح القاعدة مخاوف في الهند، بسبب موقع جيبوتي الجغرافي في القرن الأفريقي على الحدود الشمالية الغربية للمحيط الهندي، إذ تخشى الهند من أن تصبح جيبوتي حليفا عسكريا جديدا للصين فيما يعرف باسم "سلسلة اللآليء" بجانب بنجلادش وميانمار وسريلانكا التي تحيط بالهند. وأظهرت صور جديدة بالأقمار الصناعية أن أول قاعدة عسكرية تبنيها الصين بعيدا عن أراضيها، في جيبوتي، "أكبر وأكثر تحصينا مما كان يُعتقد"، حيث أنها محصنة بثلاث طبقات أمنية، وفيها مكان تحت الأرض مساحته 23 ألف متر مربع، بحسب مركز "ستراتفور".
ولكن صور الأقمار الصناعية للقاعدة العسكرية بتاريخ 4 يوليو، التي عرضها ستراتفور، تُظهر أن الصينيين لم يشرعوا في بناء أرصفة بحرية للقاعدة العسكرية.وقال سيم تاك، المحلل في ستراتفور: "لن أصف ذلك بأنه أمر غير عادي، ولكن كنت أتوقع رؤية رصيف بحري"، وتوقع مركز ستراتفور أن تقوم الصين ببناء ميناء فيما بعد على أن تستخدم الميناء التجاري لجيبوتي في الوقت الحالي.
ونشرت الصين قواتها في هذه القاعدة، في بداية يوليو الجاري، كما تمتلك الولايات المتحدة وفرنسا واليابان قواعد عسكرية هناك لكنها ليست محصنة بنفس درجة القاعدة الصينية، ووصفت الصين قاعدتها العسكرية بأنها "وسيلة لتحقيق السلام والأمن في المنطقة من خلال مواجهة عمليات القرصنة وتقديم المساعدات الإنسانية". بدأت الصين في تخطيط بناء قاعدة عسكرية في جيبوتي العام الماضي لاستخدامها في إمداد سفن القوات البحرية التي تشارك في مهام حفظ السلام والإغاثة قبالة سواحل اليمن والصومال. وتعد هذه القاعدة العسكرية أول قاعدة بحرية للصين خارج حدودها، رغم تأكيدات بكين أنها ليست سوى قاعدة لوجيستية. وقالت الإذاعة الرسمية للصين إن أكثر من 300 شخص حضروا حفل افتتاح القاعدة العسكرية من بينهم تيان تشونغ نائب قائد الأسطول الصيني ووزير دفاع جيبوتي. ويشرف حاليا شي جين بينغ الرئيس الصيني على برنامج لتحديث الجيش يتضمن تطوير إمكانيات الجيش للعمل بعيدا عن حدود البلاد، وهناك تكهنات في الدوائر الدبلوماسية بأن الصين ستشيد قواعد عسكرية أخرى مماثلة في باكستان على سبيل المثال، ولكن الحكومة الصينية تنفي ذلك.