مرصد الإفتاء: طالبان يسير على نهج داعش

كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن حركة طالبان الباكستانية أصدرت النسخة الأولى من مجلة نسائية تهدف إلى إقناعهن بالانضمام إلىالحركة المسلحة والمشاركة فيما يزعمون أنه "جهاد".

وأضاف المرصد أن الحركة الباكستانية المتطرفة نشرت نسختها الأولى من المجلة النسائية التي أطلقت عليها اسم (سُنَّة خَوْلة) – أي طريق خَوْلَة – وعلى غلافها صورة لامرأة ترتدي البرقع.

وقال مرصد الإفتاء إنه بالاطلاع على المجلة الصادرة باللغة الإنجليزية يتضح من الوهلة الأولى ضعف إخراجها الفني الذي لم يَرقَ إلى إصدارات تنظيم داعش المختلفة رغم أنهيحاول تقليدها.

وأوضح المرصد أن اسم المجلة الموجهة للنساء يعكس الرسالة التي يحاول التنظيم المتطرف توجيهها إلى النساء في حثهن للانضمام إلى حركة الجهاد، وما يحمله من معطياتتاريخية؛ حيث تنسب إلى إحدى الشخصيات الشهيرة في تاريخ الإسلام، وهي خولة بنت الأزور التي يضرب بها المثل في الشجاعة والبطولة التي أبدتها في معركة أجنادين.

وأشار المرصد إلى أن حركة طالبان الباكستانية حاولت من خلال هذه المجلة استدعاء أحداث تاريخية من أجل تحفيز النساء على الجهاد، حيث جاء عنوان المجلة "طريق خولة …مجلة من المهاجرات في سبيل الله في خراسان".

وتابع المرصد في تحليله لمجلة طالبان النسائية الأولى أن الصفحات الداخلية يبدو التركيز فيها على القسم التحريري أكبر من المشهد البصري، حيث لم تحتل الصورة جزءًا مهمًّا فياﻟﻤﺠلة، فالصورة السائدة في خلفية النص هي لقافلة مكونة من ثلاثة جِمال في الصحراء، فضلًا عن صورة لزعيم التنظيم الملا فضل الله الخراساني، ثم صورة لطفل يحمل سلاحًا.

وأما القسم التحريري الذي يحتل أغلب المجلة ولا يترك إلا مساحةً صغيرة للصور، فقد بدأ بافتتاحية المجلة التي تناولت الحرب الباكستانية الهندية، حيث اعتبرت المجلة أن عقيدةالجيش الباكستاني لن تصمد أمام الجيش الهندي الكافر، وأنه لا بد أن يعتنق عقيدة الجهاد الإسلامية من أجل دحر الأعداء وهزيمتهم.

ثم نشرت المجلة ترجمة إنجليزية لبيان زعيم التنظيم الذي جاء تحت عنوان "النساء المؤمنات" يخاطب فيه نساء المسلمين ويذكرهنَّ بقدر زوجة فرعون التي ضرب الله بها المثل فيالصبر والإيمان.

وتضمنت المجلة مقالًا مطولًا لطبيبة باكستانية تدعى "خولة بنت عبد العزيز"، بعنوان "رحلتي من الجهل إلى الوعي"، تشرح فيه قرارها بالتخلي عن التعليم الغربي، وتبنيأيديولوجية التنظيم المتطرفة التي تصفها بالعقيدة الصحيحة. كما تدعو فيه النساء إلى الانضمام إلى التنظيم والخروج من ظلمة الجهل إلى نور الإسلام الصحيح.

كما أجرت المجلة مقابلة مع زوجة زعيم حركة طالبان، التي لم يذكر اسمها، تحدثت فيها عن زواجها من فضل الله الخراساني عندما كان عمرها 14 عامًا. وقالت: "أسألكنَّ لماذا كلهذه الضجة في كل مكان الآن عن زواج القاصرات. علينا أن نفهم أنه إذا تُرك الصبيان والفتيات الناضجون دون زواج لفترة طويلة، فقد يصبحون مصدرًا للدمار الأخلاقي للمجتمع".

وتضمنت المجلة أيضًا عمودًا تحت عنوان "انهضن يا بنات حواء فقد حان وقت الشهادة" يقدم النصائح للراغبات في القتال ويشدد على "تنظيم التجمعات السرية في المنزل، ودعوةأخواتكن الجهاديات اللواتي يفكرن مثلكن، وتوزيع المواد المكتوبة التي تتحدث عن القتال، وتنظيم دروس التدريبات الجسدية لأخواتكن، وتعليمهن كيفية استخدام الأسلحة البسيطةوالقنابل اليدوية".

ولم ينسَ محررو المجلة أن يضيفوا قِسما خاصًّا بالأطفال، جاء تحت عنوان: "تعالوا إلى الجهاد مع المجاهد الصغير عمر" والذي يحكي فيه الطفل عمر البالغ من العمر بضعةأعوام كيف انضم إلى مدرسة الشريعة في خراسان وأنه يمارس التدريبات اليومية ويخدم المجاهدين ويساعدهم في أوقات فراغه، كما دعا الأطفال إلى التخلي عن آبائهم والهجرة فيسبيل الله والالتحاق بالتنظيم والاستشهاد.

وأكد مرصد الإفتاء أن تنظيم طالبان الباكستاني يسير على نهج داعش في التغرير بالنساء وتحريضهن على الانضمام للتنظيم واستغلالهن لتنفيذ العمليات الانتحارية، مؤكدًا أن النساءفي مثل هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة لسن سوى أدوات تُستغلُّ لتحقيق أهدافها في انتهازية واضحة، بعد أن تخلت عن معتقداتها وأدلتها الشرعية التي تصب في صالح المرأةوحمايتها، إلى استغلالها في القتال والتفجيرات الانتحارية، في دلالة واضحة على افتقارها لعنصر الرجال، وعدم قدرتها على جذب المزيد من الأنصار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة برشلونة وبريست (1-0) بدوري أبطال أوروبا (لحظة بلحظة) | جووووووول ليفاندوفسكي