محافظة القاهرة تتحدى حرائق الأسواق.. سوق نموذجي للتنوسي بتكلفة 180 مليون جنيه.. والإسكان: سنقضي على ظاهرة العشوائيات قريبًا

بدأ الاتجاه لنقل سوق التونسي "الجمعة" بحي الخليفة، بعد أن نشبت عدة حرائق في السوق العشوائية نظرًا لعدم توافر وسائل الحماية المدنية، والتى كان أبرزها حريق هائل في السوق يوم 8 يونيو من العام الماضي، والذي التهم عددًا من العشش والأكشاك، التي تبيع الخردة والأجهزة القديمة.

وتمت عملية الإطفاء والسيطرة على الموقف من خلال رجال الحماية المدنية، وقد تم الدفع بــــ 18 سيارة إطفاء للسيطرة على الحريق، وعرضت الدكتورة جيهان عبدالرحمن - نائبة محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية - على المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء مذكرة لنقل باعة سوق التونسى "سوق الجمعة" إلى سوق 15 مايو الجديدة.

جدير بالذكر أن الدكتورة جيهان أكدت أنه تم نقل الباعة إلى السوق الجديدة منذ عدة سنوات، وبالرغم من ذلك عادوا إلى سوق التونسي وأضافت أن 15 مايو سوق ضخمة بها إمكانات متطورة، وأنه سيتم توفير خطوط نقل عام لنقل المواطنين من مناطق وسط البلد لتنشيط حركة البيع والشراء، إلى أن تلك الفكرة لم تنجج نتيجة لبعد السوق عن قلب القاهرة.

وبعد مرور 5 شهور تلقت غرفة العمليات المركزية لمحافظة القاهرة صباح السبت الموافق 26 نوفمبر من العام الماضى بلاغًا عن اندلاع حريق هائل بسوق التونسي، وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة علي الحريق، من خلال الدفع بعدد 12 سيارة، وتم الإطفاء دون حدوث إصابات.

وناقش عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة الخطوات التنفيذية لإنشاء سوق بديلة لأسواق الأثاث المستعمل والموبيليا وسوق التونسي وسوق أسفل التونسي وسوق شارع 16 بالسيدة عائشة.

من جانبه أكد المحافظ حرص الدولة على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي في سوق التونسي يعد قنبلة موقوتة موجودة بقلب العاصمة، حيث تفتقر السوق لجميع عناصر الأمان والاشتراطات الأمنية، كما أن تكرار حوادث الحريق فيها أمر غير مقبول.

وأضاف أنه سيتم خلال الفترة المقبلة نقل الباعة المتواجدين بسوق التونسي إلى سوق حضارية جديدة، سيتم إنشاؤها على مساحة 25 ألف متر في منطقة لا تبعد كثيرًا عن السوق العشوائية الحالية.

وأشار المحافظ إلى أن اختيار موقع السوق الجديدة روعي فيه تلبية رغبة الباعة المتواجدين في السوق القديمة، بعدم إبعادهم عن مركز حركة البيع والشراء، وحتي لا يكون المكان عبئًا علي المشترين، الذين يمثل الفقراء ومتوسطو الدخل السواد الأعظم منهم.

ولم يلبث إلا أن قالت مصادر بالمحافظة إن الموقع الجديد، الذى تم اختياره يمر من أسفله كابلات الضغط العالي، الأمر الذي جعل المحافظة تتراجع عن اختيار المكان الذي خصصته بالخليفة للسوق الجديدة.

وعقد المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة اجتماعًا موسعًا مع الدكتور أحمد درويش نائب وزير الإسكان، لتطوير العشوائيات والمهندس خالد صديق المدير التنفيذي للصندوق، بحضور جيهان عبدالرحمن نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية، واللواء محمد الشيخ السكرتير العام للمحافظة، وقيادات المحافظة المعنية لإنشاء سوق بديلة لسوق التونسي.

وأكد المحافظ أنه تم توفير مساحة أرض فضاء بنطاق حي البساتين تقارب 10000 متر مربع تقريبًا لإنشاء سوق نموذجية حضارية لنقل سوق منطقة التونسي العشوائية، والتي تعد قنبلة موقوتة يمكن انفجارها في أي لحظة أو اشتعال الحرائق بها.

وأشار المحافظ إلى أن السوق الجديدة ستضم حوالي 783 وحدة بمساحات مختلفة تناسب كافة الأنشطة،ـ ثم مراعاة تقسيمها إلي أقسام كل قسم يضم نشاطًا مماثلًا (موبيليات- سيراميك - أدوات صحية - خردة وخلافه)، مع مراعاة توافر كافة اشتراطات الحماية المدنية، كذلك أماكن لانتظار السيارات كجراجات أسفل المباني، تسع حوالي 500 سيارة، وتوفير وسائل الخدمات اللازمة لراحة الزوار والعاملين بالسوق.

وتتضمن مجموعة أسواق التونسى 5 أسواق عشوائية، وهى: سوق شارع 16، وسوق الأثاث المستعمل، وسوق أسفل كوبرى التونسى، وسوق التونسى، وسوق الموبيليا، وتمتد على مساحة ما يقرب من 30 ألف م2، وهى عبارة عن أسواق يومية ثابتة مقامة من مخلفات البناء والأخشاب، وقد تسبب ذلك فى حدوث أكثر من حريق خلال الفترات السابقة، نظرًا لعدم توافر عوامل الأمان بها وتضمنها لمنتجات سريعة الاشتعال، موضحًا أن الاستشاري قام بحصر الوحدات على الطبيعة طبقًا للنشاط القائم، حيث بلغ عددها الإجمالي 641 وحدة بيع.

وأكد عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، أن إنشاء سوق حديثة بديلة لسوق التونسي، يهدف في المقام الأول إلى القضاء على خمسة أسواق عشوائية موجودة شمال المجزر الآلي بالبساتين، في الجزء المحصور بين مقابر التونسي ومقابر الإمام الشافعي، والذي مثل وجودها خطرًا كبيرًا على حياة المواطنين وممتلكاتهم، نتيجة تكرار اندلاع الحرائق بها لعدم توافر عوامل الأمان، وما تتضمنه من منتجات سريعة الاشتعال.

وقال المدير التنفيذى لصندوق تطوير المناطق العشوائية: إن المحافظة قامت بتوفير موقعين بديلين بالمنطقة الصناعية، الأول منها، موقع مستغل كسوق سيارات على بعد ما يقرب من 1 كم من السوق القائمة على مساحة حوالي 30 ألف م2، ويواجهه الموقع الثاني بمساحة 25 ألف م2 بجوار محطة الكهرباء، والموقعان يتبعان حي البساتين، وتمت معاينة المواقع من خلال لجنة تنسيقية، تضم: المحافظة، والحي، وصندوق تطوير المناطق العشوائية، والاستشاري، مشيرًا إلى أن الموقعين الجديدين يتصلان بطريق الأوتوستراد من خلال شارع المدبح لمسافة حوالي 800م، وكذلك من خلال شارع الجزائر باتجاه المدابغ النموذجية، مما يوفر سهولة اتصال السوق الجديدة بكافة مناطق القاهرة، بجانب خطة المحافظة لتوفير موقف للنقل العام، وأعمال رصف وتمهيد هذه الطرق، والتي سيتم أخذها بالاعتبار ضمن مشروع التطوير كخطة متكاملة.

وأضاف أن التصميم المقترح يعتمد على مراعاة الكابلات الأرضية المخترقة للمواقع، واستغلالها كطرق داخلية بعرض 12م، والاستفادة منها في حركة سيارات النقل والشحن والتفريغ، ويتضمن التصميم توفير 655 وحدة بيع بجانب ساحة مغطاة، ويشمل ما يلي، الموقع الأول: ويخصص لنقل 4 أسواق، وهي: سوق الأثاث المستعمل، وسوق أسفل كوبري التونسي، وسوق التونسي، وكذلك سوق الموبيليا، من خلال إقامة 5 مبانٍ، منها 3 مباني (أرضي + أول) على أن يتضمن المبنى 1، 3 جراجات أسفل المبنى، لاستيعاب حوالي 530 سيارة، والمبنيان الآخران دور أرضي فقط بمحازاة السور، ويتم توزيع أنشطة السوق بما يوفر الفصل بينها على مستوى المبنى والدور، ويسمح هذا التصميم بتوفير 315 وحدة بيع بمساحة 40 – 44 م2 للوحدة طبقًا للنشاط، بالإضافة إلى ساحة مغطاة بمساحة 3279 م2، أما الموقع الثاني، فيخصص لنقل سوق شارع 16 (نشاط الخردة)، حيث يتم إنشاء سوق مغطاة بالجمالون الحديد على مساحة إجمالية 8830 م2، وتستوعب 340 وحدة بيع بمساحة 12 م.

وكشف المهندس خالد صديق أنه سيتم تنفيذ المشروع في مدة 12 شهرًا على مراحل متوازية، وتبلغ التكلفة التقديرية الإجمالية لمشروع إنشاء السوق الحضارية الجديدة 180 مليونًا و228.151 ألف جنيه.

جدير بالذكر أن محافظة القاهرة تضم بمفردها 164 منهم، علمًا بأن أكبر سوق عشوائية فى العاصمة هى سوق التونسى، ومن جانبه أوضح "صديق"، أنه جار إنشاء سوق الزاوية الحمراء، التى ستضم 5 أسواق عشوائية، مؤكدًا خلال فعاليات وضع حجر أساس سوق بديلة لسوق التونسى، أنه تم البدء بتطوير 79 سوقًا غير آمنة، وتم عمل حصر كامل للبائعين بها.

كما أعلن "صديق" أنه سيتم الانتهاء من سوق التونسى فى 2018، بتكلفة 180 مليون جنيه، وسيتم البدء فى المرحلة الثالثة من الأسواق فى مصر بداية من 2019، على أن يتم إنشاء 1100 سوق فى محافظات مصر.

جاء ذلك خلال فعاليات وضع حجر الأساس لسوق التونسى الجديدة، بحضور وزيرى الإسكان والتنمية المحلية والدكتور أحمد درويش، نائب وزير الإسكان لتطوير العشوائيات، وعدد من قيادات محافظة القاهرة.

وعلى جانب آخر أكد الدكتور مصطفى مدبولى - وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية - على أن الوزارة تعمل على مشكلات العشوائيات، بصورة توافق عليها الجهات التنفيذية، موضحًا أنه سيتم تنفيذ مشروعات للقضاء على ظاهرة العشوائيات قبل الموعد المقرر والجدول الزمنى المقرر لتسليمها.

وقال الدكتور أحمد درويش - نائب وزير الإسكان - خلال فعاليات وضع حجر أساس إنشاء سوق بديلة لسوق التونسى: إن مشروع إنشاء سوق بديلة، سيكون مشروعًا متطورًا، وتتخد الدولة منهجًا جادًا نحو تطوير سوق التونسى، التى يعد قنبلة موقوتة بقلب القاهرة، والدولة تواجهها بحلول واقعية.

وأضاف نائب وزير الإسكان أن منطقة سوق التونسى القديم، تضم سكانًا وبائعين بأعداد كبيرة، خاصة أن أعمالًا تمت بعد التواصل مع البائعين والأهالى، مؤكدًا أن تطوير العشوائيات يخلق شيئًا من الاقتصاد غير الرسمى إلى الاقتصاد الرسمى.

وقرر المحافظ إضافة 3000 م2( ثلاثة آلاف متر مربع) أخري للسوق لاستخدامها كساحة لتجميع الباعة الجائلين بنظام اليوم، وأكد المحافظ علي مدير المشروع بإعداد خطة عمل وجدول زمني محكم للانتهاء من كافة الإجراءات الإدارية الخاصة بتخصيص الأرض وإصدار التراخيص والطرح مع شركات المقاولات، للتنفيذ طبقًا للإجراءات القانونية علي التوازي مع البدء في عمل الحسابات الاستكشافية اللازمة.

وقام الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية والمهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة بوضع حجر أساس مشروع إنشاء "سوق التونسي" بحي البساتين أمس، وكان ذلك بعزبة النصر بجوار مناولة هيئة النظافة طريق الاوتوستراد، وحضر أيضًا الدكتور أحمد درويش نائب وزير الإسكان لتطوير العشوائيات.

وأكد عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة أنه تم الانتهاء من تخطيط وتصميم سوق التونسي الجديدة، ويتكلف تنفيذه 180 مليون جنيه بتمويل صندوق تطوير العشوائيات، وتنفيذ "المقاولون العرب".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً