يحل اليوم ذكري ميلاد أشهر فنان منولوجست،شارلي تشابلن العرب، محمود شكوكو، الذي استطاع أن يكتسب قاعدة جماهيرية عريضة، مر خلال رحلة حياته بعدد من المحطات الهامة التي تحمل الكثير من الاسرار والخبايا.
حيث تعود قصة تسمية شكوكو بهذا الاسم الي رغبة جده إسماعيل في ذلك، حيث كان يقوم بتربية ديوك رومي، أحيانا تتعارك مع بعضها البعض فيصدر كبيرها صوت " شكوكو"، فأصر أن يكون اسم حفيده شكوكو بينما أراد الوالد أن يطلق على ابنه محمود، فاستقرا على إطلاق هذا الاسم المركب عليه.
تميز والده بالحدة معه اثر رفضه لاحتراف ابنه عالم الغناء،مما دفعه الي ضربه لاكثر من مرة، وكان شكوكو يعمل طوال النهار في الورشة وطوال الليل في الأفراح والموالد، وكان يعمل حتى أوائل الأربعينيات في الأفراح دون أن يتقاضى أي مقابل مادي.
ويعود اكتشاف موهبة شكوكو الي محمد فتحي كروان الإذاعة المصرية بعد أن سمعه يغني في حفل عيد ميلاد، وكان يمنح والده كل الاموال التي يكسبها من الفن وعمله في النجارة ليصرف عليه وعلى أشقاءه، وفوجئ بعد فترة بوالده يخبره أنه ادخر كل أمواله واشترى له عمارة أطلق عليها شكوكو.
وفي الاربعينيات امتلك شكوكو أول سيارة من ماركة "بانتيللي"، وكانت مقصورة على أفراد العائلة المالكة والطبقة الارستقراطية، فأجبر على بيعها.
وكان أول أجر تقاضاه من عمله قرشين صاغ أثناء عمله بفرقة فاطمة الكسارة في الموالد، في حين كان يكسب من النجارة 25 قرش يوميا.
يحسب له أنه أول المشاركين في الفن بجلباب من خلال أغنية كتبها كتبها له أحمد المسيري حملت اسم "ورد عليك وفل عليك، وكانت اول بطولة سينمائية له من خلال فيلم البني ادم أمام الفنانة سامية جمال ومن أشهر بطولاته السينمائية فيلم عنتر ولبلب.
شارك في فيلم "أحب البلدي"، إخراج حسين فوزي، بطولة أنور وجدي، تحية كاريوكا وغنى خلاله "ورد عليك" و"الحارس الله".
لم يجيد القراءة والكتابة، ولكنه حرص على تعلمها دون مدرس، فأخذ يدعو المارة أن يقرأوا له لافتات المحال التجارية، ليحفظ شكلها، كما كان يشتري مجلة "البعكوكة"، ويمنحها لشخص يقرأها له ويكتب كلماتها، حتى تعلم القراءة والكتابة، كما علم نفسه بعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية.
كذلك قام "شكوكو" بتصنيع العرائس الخشبية، وكانت بداية تقديم عدد من مسرحيات العرائس، منها "السندباد البلدي"، و"الكونت دي مونت شكوكو".
ما لايعرفه الكثيرين عن شكوكو أن الفنان أمير كرارة هو حفيده، حيث أن والدة أمير هي ابنة شقيقة شكوكو.
تميز شكوكو عن غيره بأنه أول فنان يصنع له دمية، عبارة عن تمثال مصنوع من طين وصلصال يرتدي نفس جلبابه وطاقية وعصا،استخدمت تلك التماثيل في النضال ضد الانجليز حيث كان المناضلون يحتاجون لزجاجات فارغة يملؤنها بغازات سامة ويلقون بها على العدو، وحتى يحصلوا على أكبر قدر ممكن من الزجاجات، فكروا في استغلال شعبية شكوكو وانتشار تماثيله، ليبادولونها بالزجاجات، فكان الباعة ينادون "شكوكو بقزازة" فكل زجاجة فارغة مقابل تمثال لشكوكو.
جدير بالذكر أن "شكوكو" عاني كثيرا في نهاية حياته من المرض، وهو من مواليد الدرب الاحمر عام 1912.