تعرف على حياة "محمد علي باشا".. حاكم مصر ومؤسس عصر النهضة

إستمر "محمد علي" في صراع مع المماليك في بداية حكمه حيث طارد قوات الألفى في العديد من المحافظات حتة قضي عليهم في أسيوط في أواخر عام 1806، ووجهت إنجلترا حملة من 5.000 جندي بقيادة الفريق أول فريزر، لاحتلال الإسكندرية، ولكن تصدت لهم قوات محمد علي، وتم عقد صلح بعد مفاوضات بين الطرفين وبذلك تخلص علي باشا من واحد من أكبر المخاطر التي كادت تطيح بحكمه في بدايته وهى تسمى بحملة فريزر.

تولى محمد على حكم مصر بمساعدة شيوخ وحكماء البلد وعلى رأسهم عمر مكرم، ونفذ مذبحة القلعة: والتي راح ضحيتها كل من حضر من المماليك، فيما عدا "أمين بك"، الذي استطاع أن يقفز من فوق السور وبذلك أصبح لمحمد علي كامل السيطرة على مصر.

إنجازاته:

ضم السودان حيث كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء الذهب والماس الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة سنار.

أدرك محمد علي أنه لن تنهض دولته الا بالعلم، لذا فقد بدأ محمد علي بإرسال طائفة من الطلبة الأزهريين إلى أوروبا للدراسة في مجالات عدة، كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة.

نشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك "المدارس العليا"، ومع الوقت خدم هؤلاء الأطباء عامة الشعب، ثم ألحق بها مدرسة للصيدلة، ومدرسة المعادن في مصر القديمة ومدرسة الطب البيطري في رشيد ومدرسة الفنون والصنائع، وقد بلغ مجموع طلاب المدارس العليا نحو 4.500 طالب.

بني قاعدة صناعية لمصر، ومعمل سبك الحديد ببولاق ومصنع ألواح النحاس التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج السكر، ومصانع النيلة والصابون ودباغة الجلود برشيد ومصنعا للزجاج والصيني ومصنعا للشمع ومعاصر للزيوت. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية.

اهتم محمد علي بالزراعة، فاعتنى بالري وشق العديد من الترع وشيد الجسور والقناطر، كما وسع نطاق الزراعة، فقام بزراعة الزيتون لإنتاج الزيوت، كما غرس الأشجار لتلبية احتياجات بناء السفن وأعمال العمران.

بعد أن ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، لعب دورًا في إعادة حركة التجارة بين الهند وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا.

تزوّج محمد علي باشا امرأتين: الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورزق منها ثلاثة اولاد وبنتين وهم: إبراهيم باشا، أحمد طوسون باشا، إسماعيل باشا، توحيده هانم، ونازلي هانم، أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم "أوقمش قادين"، ولم يرزق منها أولادًا.

وقبل ذلك تنازل محمد على باشا على الحكم لحفيده عباس باشا ابن ولده طوسون، بعد وفاة ابراهيم باشا.

وقد نوه نوبار باشا أول رئيس وزراء فى مصر، على ذلك قائلا: آواخر عام 1847 سافر إبراهيم باشا إلى إيطاليا، وهناك كان دائم السؤال عن أخبار والده الذى كان يعانى هو الآخر من تدهور فى صحته، وبعد عودة إبراهيم من إيطاليا أصيب أبوه الوالى الكبير محمد على باضطراب عقلى، وأصبح يخفى عجزه عن تجميع أفكاره عن طريق التزام الصمت لفترات طويلة، غير أنه يظل يحتفظ بمظهرة السامى ويتخذ جلسته المعهودة متربعا على أريكته فى قصره بشبرا، وحين سافر محمد على إلى نابولى ودخل الحجر الصحى عام 1848 قرر إبراهيم باشا السفر إلى تركيا كى يحصل على فرمان بتوليه الحكم بعدما حدث لأبيه.

وفى عام 1848 نشرت "الوقائع المصرية" فى العدد رقم 113 الصادر فى الخامس من جمادى الثانى أنه نظرًا لمرض محمد على فقد تشكل مجلس فوق العادة تحت رئاسة إبراهيم باشا لتسيير دفة أعمال الحكومة، واجتمع الديوان فى 24 من شوال بحضور العلماء والمشايخ وأشراف البلد ومن لزم حضوره من الذوات بديوان الغورى حيث قرئ على رؤوس الأشهاد الفرمان القاضى بتعيين إبراهيم باشا واليًا على مصر فى أبريل عام 1847 وصدر فرمان التقليد من الباب العالى بذلك.

وظل إبراهيم باشا يحكم مصر طيلة 6 أشهر فقط، حتى تمكن منه المرض وتوفى فى 10 نوفمبر 1848، فخلفه ابن أخيه عباس حلمى، وفى هذا الوقت كان محمد على باشا يعانى من ضعف فى قواه العقلية وضعف ذاكرته، حتى أنه لم يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم.

مات محمد على باشا يوم 2 أغسطس 1849، لكنه فى الحقيقة كان قد انتهى قبل ذلك بسنوات، وبالتحديد فى سنة 1841 بعدما أجبر على الخضوع للشروط التى فرضها عليه الخليفة العثمانى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً