حرب مكتومة تشهدها أروقة مجلس النواب، بين ائتلاف الأغلبية "دعم مصر" برئاسة المهندس محمد السويدى، من جهة وبين ائتلافات المعارضة المختلفة، بسبب ما يصفونه بممارسات ائتلاف الأعلبية الذى يسعى إلى إغراء بقية النواب للانضمام إليه لضمان الأغلبية المطلقة تحت القبة، فضلًا عن ضغوطات تمارس ضدهم لإضعاف النواب فى دوائرهم عن طريق تعطيل طلباتهم والتأشير عليها بالرفض أحيانًا، على عكس ما يحدث مع نواب دعم مصر، حيث "طلباتهم أوامر"، بحسب تعبير أحد النواب.
وبحسب المصادر يسعى "دعم مصر" إلى السيطرة الكاملة على زمام الأمور داخل مجلس النواب خلال الفترة المقبلة، وذلك لضمان تمرير كافة القرارات التى سوف يتخذها الائتلاف والقوانين التى سيقدمها نوابه إلى البرلمان، خلال دور الانعقاد الثالث فى إطار سعيه لتنفيذ الخطة التى وضعها المكتب السياسى للائتلاف، للوصول بعدد النواب المنضمين إلى الائتلاف لأكثر من 400 نائب.
ووفقا لنواب المعارضة فإن ائتلاف الأغلبية يقدم مميزات كثيرة لأعضائه من شأنها أن "تغرى" النواب الآخرين غير المنضمين إلى الائتلاف وتجبرهم على الانضمام إلى "دعم مصر.
وتأتى على رأس المميزات، التى يقدمها الائتلاف إلى نوابه هى "التأشيرة"، التى توضع على أى طلب أو توصية يقدمها نواب الائتلاف إلى الوزراء أوالمسؤولين فى الحكومة، والتى من شأنها أن تفتح الأبواب المغلقة لنواب الائتلاف، مما يساهم بشكل كبير فى تحسين صورتهم أمام أهالى داوئرهم الانتخابية، ويرفع من شعبيتهم فى الشارع .
وتلك الميزة لا يتمتع بها أعضاء المجلس من خارج الائتلاف، الذين تستقر تأشيراتهم فى الأدراج بعد تعطيلها المتعمد، مما يساهم بدوره فى انهيار شعبية هؤلاء النواب، وجعلهم يفكرون جديًا فى الانضمام إلى ائتلاف الأغلبية خلال الفترة المقبلة، لكى يتمتعوا بتلك الميزة وتساهم فى ارتفاع شعبيتهم فى الشارع، خاصة فى ظل حالة السخط التى يصبها المواطنون على البرلمان عقب القرارات الأخيرة، والمتعلقة برفع الدعم عن المحروقات والبنزين، والتى ساهمت بشكل كبير فى ارتفاع أسعار السلع والمنتجات.
ومن ضمن التأشيرات والطلبات التى تقدم بها نواب ائتلاف دعم مصر إلى المسؤولين، وتم تنفيذها ما أعلنه النائب إيهاب الطماوى، عن موافقة وزارة الصحة على طلبه بإمداد مستشفى شبرا العام بوحدة قسطرة للقلب بدائرته بشبرا وروض الفرج، وهو ما سيساهم بشكل كبير فى تخفيف الأعباء عن أهالى الدائرة.
الأمر نفسه تكرر مع المستشار محمد سليم عضو مجلس النواب عن دائرة كوم أمبو بمحافظة أسوان، حيث أعلن عن أن مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهنى التابعة لوزارة التجارة والصناعة أبلغته رسميًا بموافقتها على الطلب الذى تقدم به لإنشاء فصلين لتدريب الشباب على الطاقة الشمسية.
كما وافق وزير التربية والتعليم على الطلب الذى تقدم به مجدى ملك، نائب دعم مصر، لإنشاء 5 مدارس للتعليم الأساسى بمراحله المختلفة بمركز سمالوط ضمن خطتها للفترة المقبلة .
وحصل "ملك" أيضًا على موافقة لإنشاء مزلقان قرية إطسا البلد مركز سمالوط بتكلفة مليون جنيه بخطة ديوان عام محافظة المنيا، بخطة العام الحالى، بعدما تقدم بطلب بإنشاء المزلقان إلى وزير النقل .
وبالفعل نجح ائتلاف دعم مصر خلال الفترة الأخيرة فى إغراء عدد من أعضاء مجلس النواب عن حزب "الحركة الوطنية المصرية"، الذى يتزعمه الفريق أحمد شفيق، وانضم 3 نواب من الحزب إلى ائتلاف الأغلبية، وذلك بالرغم من أن حزب الحركة الوطنية برئاسة شفيق يعد من أحزاب المعارضة.
ومن جانبه قال أحد أعضاء ائتلاف 25 – 30، والذى يمثل المعارضة داخل البرلمان، لأن المسؤولين يلبون مطالب نواب "دعم مصر" سريعًا، وهو ما لا يحدث مع نواب معارضين للحكومة.
وأكد النائب أن تلك التصرفات، الهدف الرئيس منها هو إجبار نواب المعارضة على الانضمام إلى ائتلاف السويدى خلال الفترة المقبلة.
نقلا عن العدد الورقي.