أغلب من عرفوا حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء، وزير خارجية قطر السابق، يدركون كرهه السعودية، الذي وصل به إلى درجة التآمر عليها، ضمن مخطط كان قد بلغ درجة متقدمة من الإعداد داخل الغرف المظلمة، التي كان بن جاسم يتحرك داخلها، مدفوعاً بعقيدة الكراهية ضد الدول الخليجية والعربية.
وقالت صحيفة النييورك تايمز أن رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم كان وراء التأصثير علي مساعيه مع الإدارة الأميركية لإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في منطقة العيديد، لتكون لحماية قطر من السعودية.
-مخطط أغتيال الملك عبد الله
في عام 2003، كان بن جاسم يسيطر على دائرة القرار السياسي القطري، عندما ساهمت مخابرات بلاده مع جهاز الأمن الخارجي الليبي، في الإعداد لمخطط اغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإطلاق صاروخ على سيارته، ووفق مصادر ليبية، فإن دوراً كبيراً قام به بن جاسم في إقناع الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة بالاشتراك في محاولة الاغتيال، من خلال الاعتماد على معارضين سعوديين متشددين، كان بن جاسم على علاقة وطيدة بهم.
-انقلاب علي السعودية
وفي 2011، تم تسريب تسجيلين صوتيين لأمير قطر السابق، حمد بن خليفة، ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، وهما يطرحان على القذافي مخططاتهما لتقسيم المملكة، والإطاحة بنظامها الوطني، حيث زعم بن جاسم إن النظام السعودي ساقط لا محالة على يدي قطر، وإن قطر ستدخل يوماً إلى القطيف والشرقية وتقسم السعودية، وفق تعبيره.
ومضي بن جاسم قائلاً أنه اجتمع بالمخابرات الأميركية والبريطانية، وطلب منه تقرير عن الوضع في السعودية، وزعم أن جهازي المخابرات أعربا عن تقبلهما فكرة تآمر بن جاسم على النظام في السعودية، لكنهما يخشيان من حكم متشددين غير مرغوبين.
اجتماع سري في لندن
واعترف حمد بن جاسم في اجتماع عقده مع مسؤولين في جهازي المخابرات الأميركية والبريطانية في لندن، وشدد على القذافي أن يحتفظ بأسرار هذا الاجتماع.
وقال تحدثت في الاجتماع عن السعودية، وأضاف أن الأمل في تحرك الصف الأول بالجيش السعودي مفقود، ولكن يبقى الأمل في الصف الثاني، الذي يضم ضباطاً عادة ما يترددون على أوروبا لاستكمال دراستهم أو لأغراض أخرى.
وأكد حمد بن جاسم على أهمية استغلال تردد الضباط السعوديين على أوروبا في إقامة علاقات إنسانية، تقوم على تقديم الخدمات لبعضهم، من دون أن يطلب الضابط ذلك بنفسه، وهذه مهمة ستقوم بها سفاراتنا في الخارج بهدوء تام.
وأشار إلى أن الإنجليز قالوا لي إننا سندعم العائلة السعودية الحاكمة حتى آخر لحظة، لأن البديل سيكون المتشددين، ونحن لا نرغب في أن يستولي المتشددون على الحكم هناك.مؤامرة "تميم"
وكان الشيخ عبد العزيز بن خليفة آل ثاني، الوزير السابق، وعم الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، قد كشف في عام 2014، عن مؤامرة غربية إسرائيلية بأموال قطرية دمرت الدول العربية، وتتجه الآن إلى الخليج، مؤكداً على أن الأمير حمد والشيخ حمد بن جاسم، لا يزالان يديران شؤون البلاد، وعلى رأسها السياسة الخارجية، مؤكداً سعي أمير قطر السابق، لإسقاط الأسرة الحاكمة في السعودية خلال 12 عاماً.
ووفقاً لتصريحات حمد بن جاسم التآمرية ضد المملكة العربية السعودية، لم تأت من فراغ، وإنما كانت وليدة مخططات شاركت تنظيم الحمدين في حبكها داخل الزوايا المظلمة للقرار الغربي، والذي تمثله لوبيات النفط والسلاح ونهب ثروات الشعوب، ففي أكتوبر 2013، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، خريطة قالت إنها لما يسمى الشرق الأوسط الجديد، والتي يتمّ فيها تقسيم المنطقة، بما في ذلك العراق وسوريا والسعودية واليمن وليبيا إلى عدة دويلات.
ويرجح المحللون أن الخريطة التي نشرتها الصحيفة الأميركية، تم إعدادها خلال الفترة التي صرّح فيها أمير قطر السابق في حديثه المسرب، أن السعودية لن تعود موجودة بعد 12 عاماً، وهو ما يكمل صورة المشروع القطري التآمري على المملكة تقسيم المملكة خلال 12 عاماً إلى دويلات عدة.بث الفوضى
لقد كان واضحاً أن قطر، سعت بكل قواها لبث الفوضى داخل المملكة، من خلال دعم المعارضة في الخارج، وتمكينها الإعلام، واستقطاب الدعاة السعوديين المعارضين، ومبادرة الأمير السابق ببناء أكبر جامع في البلاد، يحمل اسم محمد بن عبد الوهاب، ثم ادعاؤه بأنه الحفيد الثالث عشر للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ما جعل عائلة «آل الشيخ» السعودية، المكونة من أحفاد الفقيه، الذي ارتبط اسمه بالتيار الفقهي السائد في المملكة، تصدر بياناً نفت فيه وجود ارتباط عائلي بينها وبين أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر.
إلى ذلك، اعترف حمد بن جاسم في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، بما سماها حالة تنافس بين السعودية وقطر، بعدما قررت الولايات المتحدة سحب القيادة في الملف السوري من قطر، وتولي السعودية الملف، حينها شعرنا أن السعودية تريد دفعنا إلى المقعد الخلفي، وفق تعبيره.تمويل واتصالات
كما تولت قطر تمويل مجموعة من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والإخبارية، إضافة إلى صحف، من أجل توجيه خطاب إعلامي ضد حكومة البحرين وسياساتها، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، بلغت قيمة تمويل هذه المؤسسات الإعلامية أكثر من 10 ملايين دولار، كما تبيّن وجود اتصالات بين الحكومة القطرية مع الجماعات السياسية للبحرين في العاصمة البريطانية لندن، بهدف "التنسيق وتوحيد الجهود".
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة القطرية قدمت دعماً مالياً كبيراً لما يسمى بحركة "أحرار البحرين" الإرهابية في لندن، والتي يرأسها سعيد الشهابي، وهو متورط في قضايا الإرهاب، وملاحق قضائياً في المنامة، وتم إدراج تنظيمه الإرهابي ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية التي أعلنتها الدول الأربعة.
وأضافت صارت الاتصالات مكثفة بين الحكومة القطرية وحركة "أحرار البحرين" في لندن قبل 5 شهور فقط من اندلاع أحداث فبراير 2011.لقاء مع "الشهابي"
وفي سبتمبر 2011، جرى لقاء سري وخاص جمع حمد بن جاسم آل ثاني، مع سعيد الشهابي في العاصمة البريطانية، وتم خلاله بحث أوجه التعاون والتنسيق لدعم الحركة مالياً وإعلامياً، وأشاد الشيخ حمد بجهود الحركة في تحقيق "مطالبها العادلة"، وأكد اهتمام الدوحة بـ "دعم التنظيمات السياسية الساعية نحو الحرية"، وقد انتهى الاجتماع بالاتفاق على تمويل الحركة من الدوحة، إضافة إلى الاتفاق على إنشاء قناة فضائية بتمويل قطري، على أن يتولى سعيد الشهابي إدارتها، بعد عودة الشيخ حمد إلى الدوحة، تم تحويل مبالغ ضخمة للشهابي وحركته، لتفعيل ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع.
وتعد القناة التليفزيونية التي أسسها سعيد الشهابي بتمويل قطري، جزءاً من منظومة إعلامية واسعة النطاق، تم تأسيسها من أجل تحقيق الأجندة السياسية القطرية، وتشمل نحو 16 قناة فضائية، وموقعاً إلكترونياً، وصحيفة داخل وخارج قطر، خصصت لها ميزانية فاقت 10 ملايين دولار، وهي التي عملت بشكل مكثف على تشويه سمعة البحرين، وإثارة الخطاب الإعلامي السلبي ضدها، وضد مكونات المجتمع، خصوصاً بعد أزمة 2011.