يعد موقع التواصل الاجتماعى" فيسبوك " ومحرك البحث "جوجل " من أكثر المواقع احتداما وتصارعًا على اجتذاب اهتمام وثقة مستخدميه وقامت الحرب بينهما من سنوات طويلة ومازالت مستمرة.
وعلى إثر ذلك استمر موقع التوصل الاجتماعى فيسبوك لفترة كبيرة يأخذ من مميزات "سناب شات" وكما يبدو أن "جوجل " قد اتخذ الإجرءات للتحرك كثيرا لأخذ أهم ميزة فى فيسبوك وهي صفحة خلاصات الأخبار NewsFeed، والتي وجدت فيها جوجل فرصتها للتوسع والخروج من صندوق البحث الضيق.
كما بدأت تعرف أن عهد اعتماد المستخدمين بشكل كامل على البحث انتهى، حيث اعتاد المستخدمون على ظهور منشورات جديدة من أصدقائهم، ومن الصفحات التي يهتمون بها، وكذلك الموضوعات موضع انتباههم طوال الوقت داخل صفحة واحدة، وكل ما عليهم فعله التفاعل مع تلك المقترحات بالضغط والتعليقات ومشاركة ما يعجبهم مع أصدقائهم.
وهذا تمامًا ما أثبته “فيسبوك” في عقول المستخدمين مع صفحة خلاصات الأخبار الخاصة به، لذلك قرر “جوجل ” أن يطور من فكرة التعامل مع البحث عبر الهواتف الذكية، مستغلًا بذلك آلاف “التيرابايتات” من المعلومات والبيانات التي يعلمها عن مستخدمي خدماته المختلفة حول ما يحبونه وما يكرهونه، وما يهتمون به وحول حياتهم الشخصية والعملية وما إلى غير ذلك، ليحول كل ذلك إلى مجموعة من الروابط المقترحة التي تناسب شخصيات المستخدمين المختلفة، إذ يمكن أن تكون تلك الاقتراحات في صورة عروض رحلات للسفر لمكان معين بحث عنه المستخدم بكثرة أخيرًا، أو أخبار ناديه المفضل في كرة القدم، وغيرها من اهتمامات في صورة روابط إلكترونية، سيعجب بها المستخدم وتنال اهتمامه.
وبعد أن كان مربع البحث هو محور اهتمام “جوجل ”، والمصدر الرئيس لعوائدها السنوية مقارنة بجميع خدماتها الأخرى، إلا أن الشركة مع ميزتها الجديدة، والتي اقتبست اسمها من News Feed الخاص بـ “فيسبوك” فقد سمّتها Google Feed، تغير بذلك تركيز عدستها المكبرة على خريطة السوق التقني، وبعد أن كانت الفكرة في جمع المعلومات وترتيبها في انتظار قيام المستخدم بإدخال كلمات بحثية معينة، وإغراء المعلنين بكم المعلومات والملايين من مستخدمي مربع بحثها الصغير يوميا، بدأت الشركة في التركيز على كيفية استغلال أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحليل ما يبحث عنه المستخدم، وكيفية الاستفادة منه في الخروج بالعديد من الاقتراحات لما قد يلفت انتباهه ويجعله يتجول أكثر عبر هاتفه من خلال بحث “غوغل” على هاتفه.
ولم تمر أيام قليلة، حتى تواردت أنباء حول قيام “فيسبوك” باقتباس أسلوب “غوغل” في ترتيب الروابط داخل نتائج بحثها على أساس مدى سرعة تحميل مواقعها من “غوغل”، لتقوم بتطبيقها على عملية ترتيب المنشورات التي تظهر للمستخدم داخل صفحة خلاصات الأخبار News Feed، وذلك لجعل تجربة المستخدم أفضل مع الروابط التي تظهر له في هذه الصفحة، إلى جانب وضع طبيعة سرعة اتصال المستخدم بالإنترنت، بحيث تكون التجربة بالكامل سريعة وسلسة وغير مرهقة بالنسبة له.
وقال كيفين سيستروم، مدير “انستجرام” التنفيذي، خلال حوار له مع موقع “تيك كرانش”: “ليس معنى أنك قمت بابتكار ميزة بأنها حكر عليك، فمن حقي اقتباسها طالما سأطور عليها، وحينها سيصبح لك الفضل في ابتكارها، ولكن نجاحي لي لأني أضفت إليها”، وهكذا تسير الحال في السوق حاليًا.